18 ديسمبر، 2024 11:25 م

الحب في زمن الحروب – يصلي هذه في وقت هذي !

الحب في زمن الحروب – يصلي هذه في وقت هذي !

مرة إثر أخرى وقلمي يترنم في محراب جمالها ويتلو الصلواة بصمت ، وفي كل مرة أرى إعجابا هنا وتعليقا من هناك وكلها تصب في ركن واحد . فهل كنت منصفا صادقا في الوصف ؟ قد اكون مقصرا مبخسا لذلك الجمال الذي لم أره في الكثير من النساء وأعني بالجمال هنا ضمن المقاييس المتعارف عليها عند البشر الاسوياء ، ولكن هل كتبت يوما عن معاناة الناس في العراق وسائر الأمصاروعما يواجهوه يوميا من متاعب وصعاب وجوع وعطش وبرد وفقر ؟ قد أكون كتبت نزرا يسيرا أو مقتطفات لم ترقى الى المستوى المطلوب لكنها لم ترض طموحي كإنسان أولا وككاتب سياسي ثانيا ، فقد شغلتني عيون المها عما هو ضروري بل وشرعي إنطلاقا من الحديث الشريف : ( أضعف الإيمان ) .
على أية حال لندع جلد الذات جانبا ولنوجه نيران القلم صوب حكومة بلهاء رعناء دهماء لاتمتلك ذرة من شرف ولربعها من ضمير ، ذلك انها أنشغلت بالسلب والنهب والمغانم والغنائم وتركت الناس في غم وهم وسوء معاش حانثين بالقسم الذي أقسموه في خدمة شعوبهم وتسخير الثروات من اجلهم ومن أجل إسعادهم على أقل تقدير . ففي العراق يتربع القوادون والأنذال والساقطون والساقطات وبائعات الهوى على كراسي السلطة متسربلين برداء الدين وهو منهم براء ، فكان هذا عبارة عن تدليس على الرأي العام والخاص وعبارة عن ذر الرماد في العيون إخفاءا لأفعالهم الدنيئة ونياتهم القبيحة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعيش نسبة لايستهان بها من المواطنين تحت خط الفقر بخمسين درجة على الرغم من ثروات العراق الهائلة من النفط والغاز والكبريت والفوسفات ناهيك عن الاراضي الزراعية الشاسعة والرافدين العظيمين دجلة والفرات وما يتوالد عنهما من ماء عذب قراح . فلا بنى تحتية ولا ماء ولا كهرباء ولا زراعة ولا صناعة حتى وصل بنا الحال الى استيراد كل شئ بعد أن كنا نصدركل شئ . وبعد أن كان المواطنون هنا يعيشون في بحبوحة من العيش الرغيد .
لقد تقلد حزب الدعوة العميل مقاليد الأمور منذ العام 2003 ولحد ساعة كتابة هذه السطور فما الذي قدموه للعراق ياترى ؟ لاشئ على الاطلاق اللهم سوى الطائفية وفسح المجال للرعاع بلطم الصدور وضرب الرؤوس بالسيوف وبالسواطير ومن ثم السير على الاقدام صوب كربلاء ! فصاروا ( تيجانا ) للرؤوس وحماة للأعراض على الطريقة الفارسية الحديثة ! فسبحان من صيّر الامور لحزب الدعوة ( القائد ) وسبحان من وهبهم الملك بعد أن كانوا حفاة عراة يستجدون اعقاب السجائر وفتات الخبز من هذا الطرف أو ذاك .
لقد سقط الكثير من العراقيين مابين شهيد ومغدور ومشوه ومعاق وهارب من جحيم الفرس وأذنابهم هنا ، ولا أعني فئة دون غيرها فالكل مشتركون بذات الجريمة سواء أكانوا من ( الشيعة ) أم كانوا من ( السنة ) فالطرف الأول راكع خانع منبطح للولي السخيف ، والثاني راكع خانع منبطح للولي الأسخف ! والضحية الوحيدة هو الشعب العراقي المسكين .
وفي العام 2014 وتحديدا عند إنتهاء الولاية الثانية للمجرم نوري المالكي الذي شغل منصب رئيس الوزراء للفترة من 2006- 2014 وفشله في الاستحواذ على الولاية الثالثة فقد جن جنونه وراح يضرب ذات اليمين وذات الشمال وكلابه باسطة أذرعها في الوصيد حتى اشعل فتيلا كان مخفيا في جعبته ، فقام بتسليم ثلثي مساحة العراق الى عصابات داعش الإرهابية ضمن سياسة ( عليّ وعلى أعدائي ) فأنتج جيشا عرمرما من المشردين واللاجئين الذين يعانون أقسى انواع العذاب من برد وجوع وعطش وخوف في خيام مهترئة لاتصلح لسكنى الكلاب السائبة بعد أن سرق منتسبو الحكومة اللارشيدة كل الاموال المخصصة لهؤلاء المظلومين المنكوبين .
لقد أثبتت الأحداث إن طائفة بعينها لاتصلح لقيادة نعجة عرجاء فما بالكم ببلد كالعراق ؟ وهذا ما سأتكلم عنه بمواضيع لاحقة .. عذرا سيدي وعذرا سيدتي لو أغفلت جانبا بعينه ، فالحب شئ والعراق شئ آخر لكنه أسمى وأغلى من كل الترهات والتفاهات ، فالحب في زمن الأوباش قد يأخذ منحى غير المنحى الذي إعتاد عليه العاشقون ….
وختاما أسافر وإياكم صحبة شخصية مهلهلة متبلة بالسمن البلدي أو كما يعرف بـ الدهن الحر حسبما يعرفه اهل العراق خاصة ، فهذه الشخصية ترى نفسها بطريقا يعزف الجيتار تارة والطبلة تارة اخرى ، وثانية يرى نفسه فيلا يحلب نملة ويراودها عن نفسها ! لكنها ترفض لعدم إلتقاء الساكنين ! فتضطر للشكوى الى القاضي ( الهبش ) محمود الحسن ليستخرج لها حكما قرمزي الأبعاد ، وثالثة يرى نفسه قردا يرتدي عمامة نصفها ابيض والنصف الآخر قهوائي ليجلب انتباه النسوان من صويحبات زليخا واللاتي يلفن لفها ، ورابعة يرى نفسه خنزيرا ( يبقبق ) في زوايا الزرائب بلا صوت مسموع مما يؤدي الى حصول حالات من الفوضى بين إناث الخنازير ، وخامسة يرى نفسه ( خنفسانة ) فيختبئ من الغراب الذي يشبه اخاه الغراب ، اما السادسة فهو بالحقيقة كلب إبن كلب !! فهل عرفتم من هو ؟