23 ديسمبر، 2024 9:17 ص

الحب الغبي

الحب الغبي

ربما يفاجأ العشاق والعديد من القراء الطيبين عنوان مقالتي هذه , فليس من المعقول أن يكون الحب الذي ينقي القلوب والأرواح بعطر الرومانسية وأمتاز بالرقة والشفافية والعذوبة أن يكون غبيا لهذا الحد ذلك أن الأغبياء وحدهم لايعرفون طريق الحب المشرق في النفوس , سيما وأن الشعراء من العشاق النبلاء قدسوا الحب وحفظ لنا ديوان الشعر العربي الكثير من القصص الخالدة في تأريخ العشق العذري أو الحسي في كل بلدان الوطن العربي , لكن الحقيقة المرة التي شوهت هذا الحب هم رجال الدين من بعض العمائم البيضاء والسوداء والطرابيش العثمانية الحمراء الذين جلبوا لنا الحب الغبي من خلال جهلهم وأميتهم وقلوبهم الكلسية المتحجرة فقادوا الناس الى الفرقة والتناحر ومن ثم الى سفك الدم ليتربعوا على عرش السلطان الديني بغباء أحمق وليمنحوا الجهلة صكوك الغفران لحب زائف في جنة, تنتظرهم حوريات باكرات مما أفقد العديد من الساذجين عقولهم وقلوبهم ومنهم متزوجين , ليصبحوا ثيران هائجة في حلبة الصراع الديني والمذهبي وليكونوا بالتالي مجموعة منافقين يسعون لقتل ضحاياهم من أبناء شعوبهم بحق أو بغير حق , أناسا لم يسيؤوا لهم قط , وهذا الحب الغبي جعلهم يتنكرون لأبناء جلدتهم وأوطانهم بلا أحساس ولا وجدان ليخطفوا ويقتلوا بلا خوف من الله بل وبأسم الله ونبيه الكريم مما جعل العالم تنفر منهم والقاعدة وداعش والنصرة وغيرهما من تنظيمات غبية أصبحت رموز, أرهاب سيئة في عالمنا المتحضر ووصمة عار في جبين العرب والمسلمين .أن هذا الحب الغبي المغروس من ائمة الفساد جعلهم يتطلعون لجنة أثبت العلم أن لاوجود لها في السماء بدلا من أن يبنوا لهم جنة على الأرض مثلما بنت شعوب كافرة وملحدة الحب الحقيقي بين الناس بمختلف الأديان السماوية أو من وضع البشر, حب يرتبط بعشق صادق وأمين للعمل المثمر فأبدعوا بالطب وغزو الفضاء والتقنية التي اصبحت مثل السحر كالأنترنيت والتلفونات النقالة والطائرات السريعة وتحسين التعليم وبناء المساكن العصرية والشوارع وتحسين البيئة والمناخ واشاعة المعلومات بل وأستقبلو برحابة وعناية مبدعين و علماء مسلمين كدنا نقتلهم من أجل أكذوبة تصورناها حبا وطنيا فما أتعسنا نحن أحفاد محمد ص الذي يلعننا كل يوم لأننا اصبحنا أوباش وأحفاد جاهلية مغلفة بأسلام مؤدلج بغباء الساسة الذين لايفهمون في السياسة .

ومن الحب الغبي القاتل الذي أحتل عقول هؤولاء السياسين أو القادة في الأحزاب تقليدهم لشخصيات دينية تنويرية تركت بصمة العدل والخلق النبيل مع الناس , كالتغزل بعدل عمر وزهد علي وهم أبعد الناس عن صفاتهم وخلقهم وزهدهم العظيم وهناك حب غبي دائما يجتاح القادة العسكرين لعشرات السنين هو أن يكونوا نسخة من القائد صلاح الدين الأيوبي ليعيد فلسطين ويوحد العرب , وشيدت الجوامع والمساجد لتكون خلايا يفقس فيها هذا الحب الغبي في كل البلدان العربية والأسلامية لينتج جيلا غبيا يحاول أن يعيد هيبة الخلافة الأسلامية الفاسدة التي ظلمت وأضطهدت الناس أموية كانت أم عباسية , لتكون هذه الخلافة حجة رومانسية حالمة يوقدها المشايخ وائمة الجوامع الفاسدين والمستفيدين ماديا على حساب تجنيد الشباب ليزرعوا بخبث وحقد ولؤم الكره ويحببوا قتل الفقراء لاقادة الأحزاب والدول التي تحارب فكرهم المنحط الى حد أحلال قتل النفس التي حرم الله قتلها بوسائل منحطة وغير أخلاقية ورجولية عرفناها بمجتمعاتنا الأسلامية والعربية ومن الحب الغبي أن يقف الأهل داعمين لفلذات أكبادهم ليكونوا شهداء أغبياء من أجل ارضاء حفنة مفسدين في الدين , وبدلا من أن تساعد هذه المنظمات والأحزاب الأسلامية الناس الى الهداية ومحاربة الجهل والعادات والخرافات والأمية التي اصابت الملسمين لتصل بسلم الى سلطة الحكم بحب الناس لها , بل جعلتهم وقودا لحروب لاخاسر فيها غير أوطانهم وشعوبهم فزادوا الجوع جوعا والفقرا فقرا واشاعوا المرض والحزن في كل عائلة ومدينة ,

فأفغانستان كانت تكاد تنهض لدولة حضارية أعادوا لها التخلف والجهل لمئات السنين وهاهو العراق وسوريا وليبيا بل وحتى تونس يدفعان الثمن رجالا وعمرانا ومالا وجهدا وزمنا لايعوض أطلاقا.

أن الحب الغبي يسود الأن في عقول وقلوب القادة العرب وأغنياء الخليج الفاسدين ولاأستثني أحد منهم بل وأغلب رجال الدين المنتفعين من فتات موائد السياسين التافهين والعسكرين المرتشين الذين خدعوا العراقين والا ماضاعت الموصل وساد الخراب شمال العراق وماهدمت وأحرقت صلاح الدين و الفلوجة والرمادي وبيجي وديالى ولولا همة نقاء الحب للوطن المتجسد في شباب الحشد الشعبي لأجتيحت بغداد بسهولة وعلقت الأجساد بمذابح تجاوزت مذابح الأرمن السيئة الصيت التي نفذها الأتراك المسلمين برعونة قل نظيرها في التاريخ الأنساني , الحب الغبي يجتاح الملايين من المسلمين في كل بقاع العالم بفعل أختفاء دعوات التنوير الحضارية , وفي بلاد الرافدين التي توهجت فيها أول حضارة للأنسان أن لم يتطهروا منه , سوف لن يكون هناك وطن أسمه العراق , فهل سينهض رجل شجاع يوحد هذا الشعب لبناء عراق عظيم ويسحق هذا الحب الغبي الذي أبتلينا به , أم يصنع هذا الشعب قائدا لايخاف أحد الا ضميره وطاعة الله لتثبيت العدل في الوطن فلا الله ولاالعالم ولاالدين يعيد لهم وطن اذا تمزق اشلاء بين ذئاب الغاب الذين ينتظرون نهشه وهم أغلبهم مسلمين .