الحب التراثي ذلك الحب القديم الذي ذكره الأدباء في قصصهم وقصائدهم،الحب العذري الذي هو أصدق وأنبل انواع الحب فيه التضحية والوفاء والصدق والاخلاص ، بعيدا عن الأنانية والمصلحة،حب مقبول يحترم التقاليد والاعراف، يذكرني بقول الشاعر :-
أمر على الديار ديار ليلى
وأقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وماحب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا
الحب التراثي فيه عبق الماضي ونكهته ،هذا الحب الراقي الجميل بكل معانيه وطقوسه،حب يحترمه الجميع،أما الحب الألكتروني فهو حب نابع من وسائل التواصل الاجتماعي(الفيس بوك،الانترنت، الموبايل، الماسنجر)وغيرها،المشاعرالكترونية والرسائل الكترونية جاهزة ومحفوظة في المواقع ،يستخدمها عشرات الاشخاص مجرد نسخها وارسالها،واحيانا لا يقرأها المرسل، وباقات الورود إلكترونية عديمة الرائحة، والقلوب إلكترونيةخالية من الاحساس وعديمةالنبض ، هذا الحب مشاعره وشوقه الكتروني، يعتمد على شبكة الإنترنت ،اذا انقطع الإنترنت مات الحب، ومات التواصل،وماتت المشاعر،فهو يعتمد على قوة الاشارة، وهذا الحب مهدد بالعقود التي تبرمها الشركات مع الدول التي تعمل على أرضها يتأثر بالسياسة،وكلما زاد عدد المشتركين ضعفت الشبكة، وتحدث مشاكل لعدم التواصل،هذا الحب لا توجد فيه اطلال و لاديار ولاأماكن فيها ذكريات، الحب الالكتروني ينطلق من شعار (العالم قرية واحدة)، ويبقى حب قيس وليلى وجميل بثينة هو الأرقى والأجمل، مهما تطور العالم بعلمه وصناعته، واردد قول الشاعر:-
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب الا للحبيب الأول