اشرقت شمس يوم جديد ازهقت سنابك اشعتها روح الليل البهيم لتدور هذه الدائرة العقيم على شعب العراق تطوق رقبته وتكتم أنفاسه، في غابر الايام كانت هنالك ارض طيبة تؤتي اكلها وتينع ثمارها من كل لون وصنف ترعى فيها الطيورتاكل من خشاش المدر وثمر الشجر، في يوم من الايام لم يرعها الا مجموعة من اللئام عدو على الارض وشردوا من فيها كانت الطيور بفطرتها تأوي الى تلكم الارض تنهل من ماءها وتستسفد من بذرها وثمارها. استشاط اللئام من صنيع الطيور ودبروا المكيدة واحكموا الحيلة الاكيدة فانقدحت في الفكر اللئيم فكرة من اصل الجحيم، وهي تنصيب فزاعات تنوب عن اللئام في ترهيب الطيور وطردها عن المحصول التي تجنيه يد الآثمين الطغام، اطمأن اللئام بعد ان ضمنوا المحصول فرحلوا واستودعوه بايدي الفزاعات الامينة التي ستقوم بوظيفة اللئام بالكمال والتمام، لكنهم نسوا او تناسوا ان الفزاعات لا تزرع ولا تحصد ولا تطور ولا تقدم او تأخر ليس هذا مهما المهم ان نغرف الغلة في الجيوب ونعبأ البطون ونملئ الخزائن، هذا غيض من فيض الامثال التي ضربت وصدقها واقع العراق المر، قديما قال برناردشو ( ليس للسياسة علاقة بالأخلاق) وكذلك تابعه ميكيافلي حيث يقول (الحقيقة السلطة هي سلسلة من الاكاذيب المنمقة خرجت بلباس من يلفظها) وشر هذه اللباس لباس رجل الدين الوالغ في نتن السياسة تقطرمن انيابه دماء البائسين الذين اعطوه صوتهم المبحوح. في لقاء مع مقتدى الصدريقول (كان والدي يقول لنا كونوا علماء دين مجتهدين) – أي لا شأن لكم بالسياسة- يعلق مقتدى على كلام والده المرجع الصدر فيقول (ولم يقل يا شباب ادخلوا البرلمان والانتخابات فقد اوصانا بالدراسة في الحوزة ولكن اتباعه خالفوه)، وحيث ان الولد سر ابيه مضى مقتدى بمسيرته المشرفة فجمع انصاره وصهرهم في قالب جيش المهدي الذي كانت يد القمع المنفلتة التي تذبح العراقيين بدم بارد باسم الامام المهدي، بعد ان انتهت مسرحية جيش المهدي طلب من الصدر دخول العمل السياسي وعلى الفور كانت النتائج مبهرة، فمن جهة كان جيش المهدي الدجاجة التي باضت البيض الذهبي (ميليشيا العصائب، لواء الوعد الحق، وانصار الحسين…الخ) كل هذه البيوض العفنة جناها المالكي بعد ان ضرب دجاجة المهدي لتفقس للمالكي غيلان ترهب الشعب وتكمم صوته المبحوح، كانت الباحة الخلفية لإيران الحاضنة الام لبيضة الشيطان. التهريج المقتدائي لا يكاد ينتهي ففي هذا الحوار ينتقد ويحرم الدخول في العملية السياسية لكن التهارش على المناصب والكراسي كان ديدنه منذ سقوط بغداد حتى ارتقى الى الوزارات والبرلمان على جثث العراقيين، وصل رصيده الوزاري الى سبعة وزارات حتى اوصلوه بعد الشفط والنفخ الى قمة الهرم السياسي سدة رئاسة الوزراء. من هنا عادت ريما لعادتها القديمة وبدأت لعبة جر الحبل من جديد مع الخصم التقليدي مدللات ايران والمالكي والحكيم والعامري والخزعلي والراقصة الطروب الحلبوسي التي تدب على انغام طبل البرزاني فتارة يطبل البرزاني ويرقص الحلبوسي لمقتدى فيطرب وتتدلى اشفاره ويسيل لعابه حتى اذا ظن اللقمة بلغت حلقومه ضربت مليشيات ايران الطبال الكردي فانتبه هو والراقص (الحلبوسي) من سكرتهم فعادوا وطبلوا لايران وافراخها الولائية. هنا ينطبق قول جورج اورويل بحذافيره حين يقول (السياسيون كالقردة في الغابة اذا تشاجروا افسدوا الزرع واذا تصالحوا اكلوا المحصول) وهنا نقطة مهمة فقردة العراق لا يمكن ان يتصالحوا فان اكل المحصول سيضر بمصالح راعي المفقسة (ايران) صاحبة مشروع تصدير الثورة الشيعية المزعومة الى البلاد الاسلامية ليستمر سيناريو اشغال الشعوب بالشبهات والشهوات ويظل العراق البقرة الحلوب التي يرعى ضرعها الراعي وغيره ممن هب ودب. بعد الشد والجذب رقص الاطار الولائي مع منافسه المقتدائي على انغام البوب الايراني فسال اللعاب وطارت الالباب فأنكشف الستار وبان العوارهنا صدر الامر السامي الايراني الى مقتدى ببدأ الصفحة الثانية من تهريجة البهلوان حيث وقت الموعد في يوم مقتل الصدر وبحركة بهلوانية كان ينتظرها حراس مقتدى بحيث كانوا يقدمون قد ويؤخرون اخرى انسحب مقتدى من الاحتفال مغضبا وناقما على اتباعه الذين طالما وصفهم بالجهلة، بعدها انسحب من العملية برمتها بعد ان قدم جميع نوابه استقالاتهم. الملاحظ في الفيديو الذي ظهر فيه الحلبوسي وهو يوقع الاستقالات كان يبتسم لان الامر يسير حسب الجدول الزمني لطهران. رجع مقتدى يلعق جراح الهزيمة المكلومة تفوح من تحت عبائته قهقهات النشوة حيث كل شي يسير وفق خارطة الطريق الإيرانية. ثم بدأ مقتدى بحركاته المراثونية التي لم تهتز لها شعرة واحدة لان كل شي قد دبر بليل، الهدف اشغال الشعب عن التحرك والانتفاض وتركه سادر في سكرة معناته، ومن ثم تجميد الموازنة التي تستحلبها ايران ويلعق منها مقتدى وتياره والمالكي والخزعلي والعامري والحلبوسي والبرزاني وبقية الجراء التي تنبح في ثنيات القافلة، وعندما يتم تشكيل حكومة تجد خزنة البلد خاوية علي عروشها حيث تكون الاموال قد نهبت وصرفت بدون حسيب او رقيب، الثمرة الجديدة هي اجندة الدوامات التي تحوم حول العراق جعلته فريسة تنهشها الكلاب من كل حدب وصوب النفط العراقي يجري كالانهار حتى صار عامة الناس يغرفونه بقناني الماء البلاستيكية، ايران استحوذت على مناطق نفط وغاز والكويت انشأت منصات تنقيب وابار نفط جديدة الامارت تدفع الى ائمة الفساد في حكومة واحزاب السلطة لكي تمنع مرور طريق الحرير من العراق فتبقى دبي ارض الاحلام وتركيا تقضم كل يوم جزء من اراضي العراق و تقتل ابناءه جفافا وعطشا بعد ان يوشك دجلة والفرات على النضوب والجفاف واعتماد اقتصاد العراق وامنه الغذائي على تركيا وايران حتى الماء سوف يستورده العراق من ايران وتركيا. هكذا تنهش الضواري العراق وشعبه بعد ان مجدوهم وطبلوا ورقصوا على انغام (لا ولي الا علي ونريد حاكم جعفري) فجاءهم الحاكم الجعفري فحرق الاخضر واليابس وجعل ثلاثة ارباع العراق تحت خط الفقر والجهل والمرض وهم الان يعضون اصابع الندم ويبكون دما على سوالف الايام الغابرة ولكن ولات حين مندم، دخل ذئب حظيرة الخراف فأكل نعجة بيضاء ففرحت الاغنام السوداء ثم اكل نعجة سوداء فقالت البيضاء: ذئب عادل، وما زالت الذئاب في العراق تمارس عدلها في الشعب حتى هذه اللحظة .
امتي كم صنما مجدته لم يكن يحمل ظهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه ان يك الراعي عدو الغنم