18 ديسمبر، 2024 10:13 م

الحبس البسيط او وقف التنفيذ

الحبس البسيط او وقف التنفيذ

قضايا الفساد لن تنتهيَ حكاياتها، فما إن يُصبح أحدهم على قضية حتى يُمسي على قصة أخرى من قصص الفاسدين، أو هو الاعتقاد الذي وصلوا إليه أن المعادلة ستظل دائماً مقلوبة كما هي، ثروة الشعب وخيراته في خدمة السلطة ورجالها,, ولم تعد أخبار الفساد والمفسدين تُشعل الأجواء إعلامياً وشعبياً بين العراقيين، وتزدحم المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي بهجمات من التعليقات والبيانات المحتجة بعد أن وصلت غالبيتها إلى حالة جمود غريبة ولامبالاة في ردود الأفعال تجاه ملفات الفساد التي تُثار بين الحين والآخر,, اخطر أنواع اللصوص هو ذلك الذي يعيش بين الشعب ويأكل من خيراته لكنه يتمتع بيد خفيفة ومباركة كما يعتقد هو وحاشيته ومن يُشجعهم، والأنكىأننا نلوم ذلك الغريب الأجنبي الذي ينهبنا بينما نتجاهل أو نغفل عن الحرامي “المحلي” الذي يشاركنا مناسبات سب ولعن المحتل، بل قد يوجه أنظار الناس إلى الفاعل الخارجي لصب كل اللعنات عليه لينشغلوا عن مصائبهم بصد المؤامرات الخارجية ودسائس ما وراء الحدود، وينسون أن حرامي البيت يكون أخطر أنواع اللصوص وربما أصعبه
ايها السادة – ديمقراطيتنا تحكم على السراقوناهبي المال العام من المسؤولين والمتنفذين بوقف التنفيذ أو الحبس البسيط !! قول إن حكماً بالحبس لمدة 6 أشهر، وغرامة مالية مقدارها مليون دينار، على النائب هادي السلامي، بدعوى تشهير ضد وزارة التجارة, أثر شكوى وزارة التجارة ضده, ثم الانباء المتداولة عن حكم على النائب مثنى السامرائي 8سنوات سجن مع وقف التنفيذ وعلى باقي المتورطين بسرقة 42 مليار من صندوق التربية !! ولا ندري مصير نور زهير بطل سرقة القرن ومعاونيه ، وأنهم لايزالون يتمتعون ” بخيرات ” الأموال التي نهبوها ،وان النائب السابق هيثم الجبوري أعاد مشكوراً إلى خزينة الدولة مبلغاً وقدره تسعة مليارات من الدنانيروعشرات القضايا المماثلة اختفت ولا نعرف مصيرها
لنتذكر دوما ونردد بأيمان قول رسولنا الاعظم(ص ) إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحق، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها,, ولنفهم جميعا (الحق فوق القانون.. والأمة فوق الحكومة) صرخة قالها سعد زغلول اهتزت بها المنابر في زمانه وتوقفت بعد مماته! وقبلها صرخة الأمام علي (رض) بالمسلمين محـذرا ( لاتخــشوا طريق الحـق لكثرة سالــكيه)، ولمئات السنين حكم القانون حياتنا بعد البعثة النبوية الشريفة ،وعهد الخلفاء الراشدين وكبار صحابة الرسول الاعظم(ص) ولكن القانون بدء يتراجع تدريجيا بعد ان طغى السيف على القانون ، وطغى السفهاء على العقلاء والحكماء ، وبدأت شوارعنا تمتلىء بالمتسكعين والأميـين وارباب السوابق ، وتقهقر القانون بســبب ضعف الجهاز الأمني وغياب المهنية عنه وارتدى ملبس الشرطة كل من هب ودب فتدحرجت الشهادة والتخصص والفكر الأنساني والمهني بين الأقدام، وتقهقر القانون ايضالضعف القضاة وخشيتهم من الأغتيال او حبا للمال فتضيع الحقائق وتــقيد ضـد مجهول, ونختم بالقول ماقاله الفيلسوف والكاتب الفرنسي الكبير فولتير الذي مهدت كتاباته للثورة الفرنسية ، ولكنه لم يعش ليرى ثمار افكاره ، هذا الـكاتب لم يترك ناحية من نواحي الحياة إلا وقال فيها رأيا ، عاده اصدقاؤه في ساعات حياته الاخيرة ، فسأله احدهم : هــل نستطيع ان نقدم لك شيئا ، وان نقوم بعمل شيء يخفف ألامك؟ قال لهم : نعم – ان تحاولوا اعادة الابتسامة الى قلبي والطمأنينة لشعبي!! وعـسى ان تفـعلوا
ايها السادة — لا تعلقوا اخــطاؤكم على شماعــة الآخــرين ، ولا نعيب زماننا والعيب فيــنا ، ودعــونا لانكثر الكلام وندعو الله اولا ان تعيدوا لنا امنــناوابتسـاماتـنــا وان تجف دموع الحزن فينا ، ونرى عراقا هادئا مـوحـدا، انها والله قمة الاحلام .