23 ديسمبر، 2024 3:31 م

” \u0627\u0644\u062d\u0628\u0631\u0628\u0634 “

” \u0627\u0644\u062d\u0628\u0631\u0628\u0634 “

الحبربش هي الحاشية التي يفسرها لسان العرب /لابن منظور بانها من كل شيءٍ : جانبُه وطرفُه وايضا صغارُ الابل التي لا كبار فيها .

و الحَاشِيةُ “الأَهْل والخاصّة ” ، والحاشية الفاسدة اقصر الطرق التي تهلك فيها الملوك والسلاطين فهي تحول السراب إلى واقع ملموس وتقرب البعيد وتبعد القريب وتشوه صورة الحسن وتحسن صورة السيء والحاشية الفاسدة لاتنمو الا بدف حضن سلطان ضيق الافق لايرى الامور على حقيقتها ، يبتعد عن من يحكمهم ويضع العوازل والحواجب والجدران ويلهث وراء مصالحة الخاصة .

ثمــة من يرى ان الحاشية تُدير الحكام والمحكومين معناً وهناك من يذهب إلى اكثرمن ذلك أن الحكام هم ضحايا الحواشي.

تنمو الحواشي عند سلاطين لاتفقه ابجديات الديمقراطية وأهمية الرأي الاخر ولاتعرف ان النقد البناء هو من اسس النجاح السديد، هذا النوع من ذوات السلاطين لهم قدرة التكاثر في البلدان العربية ، لانها بيئة تبكي على الماضي كثيرا وتفتخر بامجاد اهلها وهي خاملة عن الحاضر والمستقبل .

تعد الحواشي الفاسدة من ابرز مشاكل العراق لانها لاتؤمن الا بلغة المؤامرات واتخاذ المواقف المسبقة وتخريب المؤسسات ولاتفكر بمنطق بناء الدولة وماهرة في صناعة الأعداء والازمات وتدمير المشاريع التي تنفع البلاد والعباد وفاشلة في فهم حقوق المحكومين وتتراخى عن تطبيق القانون متى ماتعارض مع مصالحها ، وتحسن البحث عن امتيازتها وذكية في الاحتيال على القانون، تجيد هز الرؤس ورفعت من قاموسها مفردة : لايصح او خطأ ، لاتُشير على صاحبها ولاتصوب له الخطأ، ماهرة في مسح الاكتاف وتعمل وفق نظرية “أشطب يوم ومنو ابو باجر”، لو راجعنا تأريخها لوجدناها تتحمل ذنوبا ً اكثر اثماً من تصرفات الحكام أنفسهم .

مطلوب من الحكام والمسؤولين مهما كانت اهمية المناصب التي يشغلونها والراغبين ان يكونوا خارج التنور العراقي الذي حرق الكثير من رافقوا “الحبربش الفاسدين ” أن يختاروا من يكون لهم مرآة عاكسة لذواتهم ، من صنفهم ولديهم وعي عميق بوظيفتهم وأهميتها في بناء جسور الثقة والتعاون مع المحكومين.
 
والمسؤول  المميز والناجح هو من يختبر حاشيته بين الحين والاخر م في كيفية التعامل مع الازمات ويقس سعة صدرهم وقدرتهم على امتصاص غضب الاخرين من يشورا عليه مشورة حسنة عند المصائب والازمات من يمحون الفجوات قبل اتساعها من يشاركوه هم البناء والنجاح .
 
وبصراحة الحاشية الفاسدة أخطر واشد صرعا من الحكام الفاسدين ومطلوب من العراقيين قبيل المشاركة في الانتخابات النيابية رفع شعار ..”قل لي من حاشيتك لأنتخبك “..ابعد الله كل مسؤول شريف عنه الحبربش الفاسدين .