18 ديسمبر، 2024 10:02 م

من حق أي شعب من شعوب العالم أن يحلم ويصبو إلى ما يريد ويعيش على حلم أمله في الحياة للتقدم والازدهار والرفاهية تماشيا مع شعوب العالم التي حققت لذاتها كثير من الأحلام الخاصة والعامة على نطاق الفرد والمجتمع ككل . وكلنا يعرف كثير من الأمم والشعوب عاشت ماضيها في صراعات ونكبات وشظف العيش والفقر المدقع وعلى أنقاض الحروب المدمرة وويلاتها التي أخذت الكثير منها نهضت وركبت سبل النجاة والتقدم يدا بيد مع حكوماتها وحكمائها وقادتها وسياسيها ووضعت قدمها مع الأمم الأخرى ورفعت شعبها نحو الرقي والتقدم وتحقيق الأماني وتحسين مستوياتها المعيشية وبناء البنا التحتية لبلدانهم فأصبحت أحلامهم حقيقية وواقعية تنعم بها شعوبهم باستثناء شعب واحد طالما حلم بالمستقبل بعين مسهدة متعبة مترقبة متعكزا على مسئوليه والقائمين على شؤونه فطال هذا الحلم حتى تراكمت أحلامه حلم على حلم وأمنية وراء أمنية كانت أحلام كبيرة والآن صغيرة جدا لكن بعيدة المنال على الفرد العراقي المسكين ما أكثر أحلامه المتراكمة في جلابيبه التي حملها على طول الدهر توارثها جيل بعد جيل حلم على حلم حلم الوالد لولده والولد لوالده وهلم جرى صارت كأحلام العصافير لهذا سُمِيّ العراقيون ب ( الحالمون ) ينام على حلم جميل وعلى ريش نعام ورفاهية وسعادة وعيش رغيد وامن وأمان واستقرار ويستيقظ على أصوات الإنفجارات وعلى شبكة عنكبوتية من المتسولين وطوابير من السيارات المرصوصة مع بعضها في الشوارع وعندما تخوض يومك لتقتات على سبل رزقك ترى المجتمع كل يغني على ليلاه لا يعبأ أحدهما بالآخر فالناس في طوفان من بحر المشاكل اليومية لغياب القانون والمحاسبة أما النخبة من الناس ينامون وهم يحلمون بأحلى الأحلام الوردية في جنات الفردوس نزلا ينعمون فيها بظل القانون وبحبوحة العيش الرغيد والمساواة فيما بينهم لا ينغصهم إلا الاستيقاظ من هذا الحلم الجميل ورؤية الواقع على حقيقته .حتى وضعوا أحلامهم في صناديق مقفلة مختوم عليها بالشمع لا تفتح إلا بعد أربع سنوات على أمل تحقيقها من قبل وجوه جديدة تأخذ العهد على نفسها بتحقيقها وعلى عقود من الزمن تنازل العراقي الحالم عن كثير من هذه الأحلام الكبيرة لتصير صغيرة كالعصافير يسعدها عش صغير وزوجة صالحة ورزق يكفيه يومه يذهب أليه آمنا مطمئنا لا يخشى صياد يقتله بغير جريرة أرتكبها سوى أنه طائر مسكين يحلم أن يعود إلى عشه سالما