18 ديسمبر، 2024 8:12 م

الحاكم العربي المحشور بين المطرقة والسندان

الحاكم العربي المحشور بين المطرقة والسندان

عند متابعتنا لتاريخ الصراع الاسلامي اليهودي الصليبي نرى بأن هؤلاء المعتدون فشلوا فشلا ذريع في النيل من الاسلام كدين او كمنهج او كشريعة . استطاعوا تجزئة الامة الاسلامية جغرافيا لكنهم يعجزون عن ذلك فكريا ودينيا يبحثون عن اية وسيلة عبر التاريخ بمختلف ازمانهم لم يجدوا غير الشيعة الايرانية الصفوية تخدمهم بشكل عالي في الوسط الاسلامي الجاهل والغير مدرك لحقيقة الاسلام ولمرامي اعدائه . اسماعيل الصفوي بعد ان استطاع من تحويل منهج الشعب الايراني الديني بقوة السيف ، حارب الدولة الاسلامية بقيادة بني عثمان عند انشغالها بحربها مع الصليبيّن بدل ان يقف معهم كمسلم . واليوم نفس الفلم ونفس المسرحية تعاد تقودها الخمينية لمحاربة الاسلام والعرب وتصدير الخراب والارهاب بحجة تصدير الثورة وتحرير القدس ، يضرب اقدس مكان في الكون لدى المسلمين مأوى محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ومكان بيت الله ” الكعبة قبلة المسلمين ” يضربها بالصواريخ بواسطة وكيلهم ” الحوثي ” ولا يضرب اسرائيل . ويصر ويروّج لشعار تحرير القدس يا للعجب يعلن النظام الخميني في شعار له ان طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء . وكربلاء والعراق كله انتهى في الحضن الايراني وكذلك لبنان وسوريا و اليمن ، فلماذا لا يضرب اسرائيل ويهددها بدل تهديد الحكام العرب ودفعهم دفعا للتطبيع مع اسرائيل ” لانقاذ لحاهم ” . والولايات المتحدة الامريكية تلعب وتلوّح بخنجرها المسموم ” النظام الايراني ” لأجبار الحاكم العربي على الرضوخ و تنفيذ ارادتها والارادة الصهيونية .

وهذا ترويج وتخويف وتهديد لحكام العرب تهددهم بأيران التي تعمل بقوة تحركها امريكا لدفع حكام العرب المحشورين بين المطرقة الايرانية والسندان الاسرائيلي وترعبهم بالتقسيم وزوال السيطرة والحكم . وهذه مؤثرات قوة لصالح اسرائل والولايات المتحدة يعرفونها ويلعبون عليها منذ زمن بعيد منذ الحرب مع الدولة العثمانية الاسلامية نفس الاساليب المعادة ونفس الاهداف والفكر العدواني اللصوصي . وهم على يقين ثابت بأن محاولاتهم هذه لا تجدي نفعا مع الحقيقة النهائية زوال اسرائيل القاعدة السكانية العسكرية العدوانية التي ضللت بريطانيا قسم من اليهود فيها . الحاكم العربي لا يقرر مصير فلسطين او الشعب الفلسطيني ولا اليهود يقررون ولا الدول الاستعمارية تقرر ذلك ولا التقسيم يقرر ذلك وهذا ما سيعجّل بزوال اسرائيل ويعزز من قوة الاسلام والعرب . الشيء المهم الذي عملوا عليه ولم يستطيعوا غلبته هو الاسلام فالدين الاسلامي هو الاساس وهو المحرك الرئيسي لكل هذا وغيرها فالاسلام (( دين ودولة وامة )) والعرب والمسلمون ومن يعيش معهم كلهم يدورون في هذا المجال . اسرائيل وامريكا وبريطانيا وفرنسا يستعجلون حالات التطبيع لأنهم يدركون الكارثة المحيطة بهم كمستعمرون عدوانيون وكصهاينة مغتصبون .

تصريح حسين سلامي قائد فيلق القدس الايراني انه في حالة نشوب حرب مع امريكا ستحتل ايران قواعدها في الدول العربة وهذا يعني دفع دول الخليج بما فيها السعودية الى الأرتماء بحظن اسرائيل للحفاض على عروشهم واحتلال العراق ودمجه بايران معلنين الوحدة على اساس المذهب الشيعي الصفوي من خلال وكلائهم في العراق كمكافأة امريكية للنظام الايراني على خدماته لامريكا واسرائيل للتخريب في المنطقتين العربية والاسلامية . انهم حالة واحدة واساليبهم متشابهة واهدافهم مشتركة . ايران تعرف تماما انها غير قادرة على خوض اي صراع مع امريكا لان اسلحة ايران بمجملها عبارة عن لعب اطفال مقارنة بالاسلحة الامريكية وامريكا لا تتردد ابدا في استخدام سلاحها الذري والهايدروجيني ضدها . فهم في الباطن متفقون وتحت شعار التقية والتكتيك يعملون .الحاحهم على حالات التطبيع مع اسرائيل في الحال الحاضر لها اسبابها الكثيرة منها ربط الحكومات العربية بمعاهدات ملزمة مع اسرائيل نتيجة قلقهم وخوفهم من الثورات الشعبية العربية مثل ما حدث في مصر ايام العميل حسني مبارك والثورة الشعبية عليه وانبثاق دمقراطية حقيقية سارعوا الى وأدها بأنقلاب وكيلهم عبدالفتاح السيسي ومثل ما حدث في تونس والسودان والجزائر وما يحدث في العراق ولبنان من غليان شعبي والمطالبة بالتغيير وهذا يعني استيقاض الوعي الشعبي الرافض للهيمنة و اللارادة الاستعمارية و خنوع الحاكم العربي ” تطور سياسي فكري شعبي واسع غير متوقع ” . كذلك محاولة مفضوحة لاعادة انتخاب الرئيس الامريكي ” ترامب ” و تضليل الشعب الامريكي واستغلال عدم استقرار الحاكم العربي وقدرته على اتخاذ القرار المناسب والصحيح لمواجهة ما ذكرناه . وهناك اسباب اخرى كثيرة .

مرحلة التطبيع الجديدة يحاولون فرضها على العراق والكويت تهديد وترغيب .. يرغّبون العراق بالتطبيع مع اسرائيل مقابل اعادة ترسيم الحدود مع الكويت وارجاعها الى ” منطقة المطلاع ” كما كانت عليه قبل احتلال العراق من قِبل امريكا بعد سرقة الكويت ثلث محافظة البصرة بغطاء وحماية امريكية و دولية . ويغرون العراق بتخفيف ديونه وتحسين اقتصاده . وايضا قيامهم بأثارة الفوضى وعدم الاستقرار وضرب المناطق السكنية المدنية الآمنة حول المطار والمنطقة الخضراء والتاجي وبعض المحافضات بحجة استهداف القواعد الامريكية والسفارات من خلال وكلائهم ويهددون العراق بسحب الممثليات الدبلماسية وعزل العراق عالميا ومنع الاستثمار والتأثير السلبي على طبيعة الاقتصاد العراقي التعبان اصلا يترافق مع السرقات الواسعة للمال العام و عدم صرف رواتب الموظفين الحكوميين . ويهددون الكويت بهذا وبتثوير الشيعة الصفوية في الكويت ضد الحاكم الكويتي وضياع عرشه وتذكيره بفضل امريكا عليه. دول الخليج العربي تربطهم علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية وسائرون بركابها شذ عنهم الملك الشهيد المرحوم ” فيصل بن عبد العزيز آل سعود . كان مؤيدا للقضية الفلسطينية وساعد مصر ماليا في خسارتها الحرب مع اسرائيل عام 1967 رغم خلافه مع جمال عبد الناصر . لم يعترف بأسرائيل وتوجيهه الجهود العربية والاسلامية لتحرير فلسطين ومناصرة الشعب الفلسطيني ” في لقاء له مع محطة بي بي سي البريطانية وجّه سؤال للملك ما هو الحدث الذي ترغب ان تراه الآن في الشرق الاوسط ، فأجاب الملك اول كل شيء زوال اسرائيل ” تآمرت عليه امريكا والصهيونية والرجعة العربية وعملائهم وتم اغتياله من قبل الامير ” فيصل بن مساعد ” الصراع مع هؤلاء اللصوص القتلة الانذال لا يزال مستمرا وسيبقى . لكنهم مهما فعلوا وتمادو في غيهم واجرامهم سيخسرون ويندحرون لان هذا الصراع صراع مصيري مع الامة الاسلامية وليس مع اشخاص ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ”

عبدالقادر ابو عيسى . كاتب ومحلل سياسي عراقي حر مستقل