22 ديسمبر، 2024 2:26 م

الحاكم العادل ,, والحاكم الظالم

الحاكم العادل ,, والحاكم الظالم

عُرفا ويقينا وتجربة بل تجارب كثيرة وامثلة اكثر على ان الحاكم العادل منْ حسنت بطانته وسيرته بين الناس فيأمن ويطمئن , والحاكم الظالم من ساءت بطانته وسيرته بين الناس وأُتــي من مأمنه , اي يُضرب من الموضع الذي إئتمنه واطمئن اليه ,,
وها هو المثل الجلي الواضح للعيان والساطع البيان الذي ينبلج من ظلمة حالكة وغبار فوضى عارمة وخلط للأمور وهرج ومرج وخداع وكذب وسرقات وكل ما هو شائن ومسيء ومؤذي ودجل وتبعية وبث الفرقة بين الناس في المجتمع الواحد وبين الشريحة في الموضع الواحد وبين الاتباع في المحل ا لواحد , والمثل الذي نقصده هنا هو ما يجري في العراق ذلك البلد الذي مرت به الكوارث والازمات والصعاب على مر العصور والازمنة قديمها وحديثها لم يمرض هكذا مرض ولم تشرخ لحمته الآدمية وليس الوطنية فحسب هكذا شرخ وهكذا تفتت وهكذا تمزق, بفعل عتاة وطغاة وجواسيس وخونة وحاقدون ومحرفون ومغرضون واتباع مدحضون وكأنهم الأكلة التي تصيب الجسد تنخره حتى يهوي وينتهي امره , الذين عاثوا في الارض الفساد وبثوا الطائفية بين ابناء المجتمع الواحد كخطوة اولى وبند مهم وضروري لتنفيذ بقية السلسلة من البنود المتفق عليها لاسقاط العراق في بؤرة الشتات والضياع والظلام , فدقّوا أسفين التفريق بافتعال الجرائم والاعتداء على المقدسات وتفجيرها واشعال الفتنة والهاب النفوس والمشاعر في مجتمع كان بينه وبين اجتياز النزعات القبلية والجهل والعشائرية التي تنفست في فترة الحصار الجائر سوى خطوات تكاد تكون بسيطة لكنها مهمة وهي في تغيير نظام كنا نعتقده ظالما متهورا منعزلا وسجنا كبيرا لشعب ذاق كل انواع الاضطهاد والقسوة والتجويع والتركيع والتضحيات الجسام , امعنوا واوغلوا في بث الكراهية بين الناس والطوائف وحددوا المناطق تحت إمرة امراء الحروب ورؤساء اتباع ومقدس آدمي حتى الجوامع باتت تخص فئة معينة دون غيرها والفئة ذاتها حددت جوامعها دون غيرها من نفس الفئة ,فبدأت عمليات الاستنزاف والسرقات المنظمة والمافيوية التي انتظمت بشكل طبيعي بسبب غياب القانون والامن وانتشار الفساد بالشكل الذي نراه بكل انواعه وبرعاية خارجية وداخلية وتكالب غريب من مخابرات العالم اجمع تضمنت واجباتها بين تخريبية واجرامية مباشرة وبين تجارية واحتكارية والقضاء على الصناعة والزراعة الوطنية وربط اقتصاد البلد بانتاج النفط فقط الذي هو ايضا لم يسلم من السرقات والتهريب , ونشأت عوائل متنفذة تتحكم بمصادر الثروات والموارد وتسيطر على سوقها وتسويقها وتستلم الاموال الطائلة وتودعها في بنوك خاصة وعامة تحت مسميات واسماء شتى , معتمدين على القاعدة الجماهيرية المغفلة التي تساندهم وتدفع عنهم حتى النقد وعدم الرضى وليس محاولة القضاء عليهم ومحاسبتهم , حتى اتضح الامر جليا بائنا واضحا لهذه القاعدة المسيطر عليها وخرجت اصوات شجاعة من هنا وهناك وبشكل خفي في بادىء الامر او غير مسموع تطالب بانهاء سيطرة هذه الحثالات وكشفها واسترجاع الاموال التي نهبتها تحت اسم الدين ونصرة المذهب والمقدس الآدمي حتى تسربت بين الجموع الى ان اصبحت مطالب جماهيرية تصدح بها الحناجر جهارا , منعطف خطير ونقطة توقف واستمرار في نفس الوقت بين اعادة حسابات المخادعين في قاعدتهم وبين هدير التظاهرات والمطالبات بحز رقاب الخونة وتجريدهم من مناصبهم ومراكزهم واعادة الاموال التي سلبوها بدون وجه حق ,

ها قد أوتيتم من مأمنكم , فخذوها عاتية ,,

ستنسف ابراجكم العالية, ستذيقكم النار الحامية

ستسقيكم من حميمها,, وترميكم في جحيمها