اظن ان هناك اليوم العديد من ازمات الثقة بين النخبة السياسية والسلطة .
بين السلطة والشعب بين النخبة والشعب .
واحدة من اهم الازمات السياسية في عدم الثقة بالخطاب السياسي الحالي
وهذه الازمة هي بالتحديد بين النخبة السياسية والشعب من جهة وبين والحكومة والشعب من جهة
وهذا الامر سيخلف مشكلة قادمة او سيساهم في خلقها في السابق كنا نقول اذا لم تعجبك الحكومة فبأمكانك تغيررها في الانتخابات القادمة لكن اليوم وصل المواطن الى حالة يأس لان اذا تعجبني الحكومة فعلي ان اغيرها لكن من هو البديل ؟؟؟
لانه اذا نظر الى النخبة السياسية التي هي خارج الحكومة فلن يجد مايشجعه اذن لا امل في المستقبل
لذلك نرى الجنوح بأتجاه نسف العملية السياسية برمتها “دستور ونخب وممارسات” لان كل هذه الامور
لا تعني شيئا اذن لم نصل الى الغاية النهائية وهي بلد موحد قوي محترم مواطنه محترم غني يتمتع ابنائه بثروات ويشعرون بأنتماء قوي له وبفخر ….. الخ
نحن لا نستطيع ان نفخر بديمقراطية ادت الى نهب اموال البلد على مدى ثلاثة عشر سنة او ديمقراطية ادت الى تدمير البلد 13 سنة او ديمقراطية ادت الى وجود داعش ومليشيات وخطف وتهجير قسري ونزوح مليوني وتدمير مابني حتى قبل مائة عام وتجريف بساتيين عمرها خمسين او ستين عام ولا نستطيع ان نفخر فقط بديمقراطية ادت الى تهديد وحدة البلد وادت الى تهديد امن الافراد واضاعت كل القيم التي كانت موجودة اصلا هذا اذا كان هناك فعلا ديمقراطية موجودة .
اذن ما هو موجود غير مطمئن وهناك غياب الامل لدى الشعب وعدم وثوق نهائيا في النخب
لان هذه النخب خصوصا تلك التي اتت قيمتها من عوامل اخرى مضافة غير حقيقية مثلا ” جدهم رسول الله ” او المرجعية الرشيدة تدعمهم او علي وياهم علي او الاسلام هو الحل او ….. الخ
قيم مضافة فاصبحوا والامثال تضرب ولا تقاس مثل بقرة بني اسرائيل بسبب المواصفات والاوبشنات التي تحدث عنها موسى عليه السلام بسبب كثر اسئلة بني اسرائيل عن الله عز وجل بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين لا ذلول تثير الارض وهي لا تسقي ولا فارض ولا بكر … فاجتمعت كل هذه الصفات التي هي صفات خلقية ليس للبقرة اي فضل فيها في بقرة واحدة فقط فاصبحت بقرة مقدسة وبيعت بوزنها ذهب وكانت قبل يوم واحد بقرة كسائر البقر فتخذنا الاسلاموية مثلا هكذا ليس لديهم اي كفائة تذكر لكن لديهم ميزة احدهما مطلقة وهي انهم سادة كرام من احفاد النبي ومؤيدين من قبل المرجعية الرشيدة وميزة اخرى نسبية انهم
من مذهب معين او من دين ما لكن غير هذا ماذا لديهم no thing او no think وهي الافضل
اما كلامهم فهو في اطار معين وعلينا ان نقبلهم لانهم طبقة مقدسة خضراء او سوداء اما بالنسبة للغير اسلامويين هم كذلك لا يخلون من عيوب معظمهم اذا نجا من الفساد والسرقة وعبر فلتر النزاهة ونظافة اليد لا يستطيع الى الان ان يعبر فلتر الكفاءة والمقدرة على التغيير
لماذا؟ لانه ليست لديه رؤية شاملة تفصيلية وكل ما لديهم عموميات.
واليوم الجميع يتحدث بعموميات
لنأخذ مثلا .
فخلال ثلاث مناظرات بين ترامب وهيلاري كلنتون اشتهرت هيلاري حسب القواعد التقليدية للمناظرات وقدمت خطاب متوازن سياسي عام.
لكن في النهاية نُظر لها على انها سياسية محتالة تتحدث بضبابية وليس لديها خطة تفصيلية لعبت جيدا لكنها كانت بعيدة عن الهدف استحوذت على الكرة اكثر وهاجمت اكثر لكن لم تسجل وذلك هي المشكلة .
عكس ترامب ذلك الرجل الغير سياسي او لنقل الغير تقليدي اصاب العديد من الاهداف رغم انه لم يقدم عرض تقليدي مقنع في النهاية ظهر بان الناس تفكر بعيدأ عن كلاسيكيات المؤسسات السياسية التقليدية لذلك فعلى الخطاب السياسي الجديد ان يفهم حقيقة تغير نفسية الشعوب في هذا الزمن الذي اصبح لدى الناخب او المتلقي فرصة حقيقية للاطلاع على كذا نوع من الخطابات ومن البرامج السياسية . لم يعد الافق مغلق امام العقول واصبح الجميع مطلع وقادر على التمييز خصوصا بعد الاخفاقات التي منيت بها النخب السياسية ليس في الانتخابات لكن في قيادة البلد الى بر الامان والى الرفاهية والتطور لذلك يجب ان نفهم جيدا ان الناخب او المواطن لا يبحث عن خطاب عام يشعرك بأن المتحدث هو شخص محتال يحفظ بلا فهم ويمشي بلا رؤية دقيقة واضحة.
دعونا نتبعد عن العموميات وندخل في التفاصيل عندما نقول اننا ننتهج سياسة في محاربة الفقر فان هذا الكلام لا معنى له والمعنى الصحيح هو ان نقول ان سياستنا في محاربة الفقر تستند الى الخطط.
” أ ب د ج ” أ تبدأ من الفقرة 1أ وتنتهي بالفقرة 10أ
وفيها القدر التالي من المرونة وهي تأخذ بنظر الاعتبار التغيرات التي قد تحصل …. والخ.
ويجب ان تقوم الخطط على الفرص بشكل حقيقي ويجب ان يكون لدينا كشاف فرص لنضع نموذجنا في التطوير على الطاولة نموذج متكامل في تغذية راجعة “معلومات عن سيرا النموذج” لاعادة التقييم مع امكانية التطوير والتحديث والتقويم بشكل مستمر .
غير هذا سيكون خطابنا عظيم يشبه الى حد كبير باقي الخطابات ولا يزيد عنها شيئا ولا يضيف اي اضافة وكل الفرق هو العبارات والجمل لا اكثر علينا ان نفهم جيدا سيكولوجيا الشعوب وان نعتبر البعد الزمني جيدأ. فسيكلوجيا الشعب العراقي التي نظر لها { علي الوردي } في السابق مثلا هي غيرها اليوم
” ولكل وقت اذان ”
لذلك خطابنا يجب ان يتسم.
اولا. بالحداثة.
ثانيا. بالتفصيل والابتعاد عن العموميات.
ثالثا. ان يأتي ضمن نسق استراتيجي شامل وواضح مدعوم بالامثلة.
كل هذا لأ عطاء شعور بأن صاحب الخطاب هو كيان مادي او معنوي يدرك عن ماذا يتحدث ويهدف بما يعرف طبعا هذا الامر سوف يحتاج جهود كبيرة ويحتاج الى تطوير الياتنا .
للوصول الى خطابنا الجديد.
دعونا نجلس ونفكر ونتبادل الاراء والافكار ونصل الى شئ ما . نوحد الخطاب ونجعله عميق وعملي .