5 نوفمبر، 2024 6:30 ص
Search
Close this search box.

الحاجة الى “التغيير”

الحاجة الى “التغيير”

لا احد يمكن ان ينكر ان العراق كدولة اثبتت فشلها اقتصاديا وامنيا وخدماتيا منذ 2003 وحتى الان … ولايمكن توجيه اللوم بهذا الفشل الى جهة محددة فجميعنا مشترك أفرادا ومؤسسات واحزابا وطبقات سياسية لكن حجم المسؤولية تختلف من جهة الى اخرى … فالافراد وإن كنا مغلوبين على امرنا لكن امتلكنا ولازلنا نمتلك الفرصة في تغيير اوضاعنا الى الافضل وقد لايتفق البعض معي على ذلك ولكني ارى ان الفرد يمكن ان يقوم بالتغيير لان الطبقات السياسية تعتاش على الافراد وسنرى اهمية الفرد بالنسبة لها خلال الانتخابات القادمة أما المؤسسات فقد منيت بفشل ذريع بسبب بنائها الذي كان يشبه بناء الدولة قبل عشر سنوات اي على اسس المحاصصة الطائفية وقد استمر هذا الامر الى اليوم .
 
لكن المشكلة الكبرى في عراق اليوم فتكمن في الاحزاب والطبقات السياسية فأغلب افراد الطبقات السياسية من الانتهازيين فبعضهم يصرعلى التواجد في حكومة شراكة ليأخذ المغانم والامتيازات من هذه الشراكة لكنه في نفس الوقت يضع نفسه ضمن خانة المعارضة للحكومة ليتنصل من المسؤوليات والامثله على ذلك لاتعد ولا تحصى .
 
اما الحكومة وهي جزء اساسي من فئة الاحزاب والطبقات السياسية لم تعمل اطلاقا على تهيئة الظروف لتكوين جبهة معارضة حقيقية لانها تعتقد أن جبهة من هذا النوع تقوض سلطتها … كما انها تتعامل مع على المعارضة ليس على انها خصم سياسي وانما عدو في كثير من الاحيان … وهذا ما يدعو الاحزاب والطبقات السياسية المنافسة الى التمسك بمبدأ الشراكة السياسية … لكن حقيقة هذه الشراكة تتمثل في الامتيازات فقط وليست معنية بالمسؤوليات .
 
كما ان الكثير من الاحزاب التي تتبارى الان هي من الاحزاب التاريخية في العراق وقد اثبتت على مدى السنوات الماضية عدم مقدرتها على التعامل مع مايريده العراقيون في هذه المرحلة … فهناك احزاب جاوز عمرها الستون عاما ولم نسمع انها طورت او حدثت برامجها السياسية كما اننا لم نسمع اساسا ببرامج احزاب اخرى .
 
التجربة الوحيدة في العراق التي ستكون محل بحث ونقاش ومراقبة هي جبهة التغيير التي ولدت في كردستان عام 2009 فهذه الحركة الوحيدة التي لا تعتمد على التاريخ في خطابها السياسي وانما تعتمد على ما يمكن ان تقدمه الان للمواطن كما تؤمن بأن الحكومة عليها واجبات محددة وليس كل الواجبات لان الافراد والمؤسسات عليهم واجبات يجب ان يقوموا بها … وهنا يجب الفصل بين الحكومة ككيان والدولة … كما ان جبهة التغيير لاتؤمن بأن تدخل في حكومة شراكة مع الاخرين وتفضل أن تكون في المعارضة … لكنها تسمح للأخرين بالدخول معها اذا ما شكلت هي الحكومة .
 
حتى الان اثبتت تجربة جبهة التغيير انها اجتازت المرحلة الاولى اي مرحلة اثبات حسن النوايا ونحن ننتظر ان تكون الجبهة في المرحلة الثانية مرحلة تسلم الحكم ليتم بعدها تقييم هذه التجربة … أنا شخصيا اتمنى نجاح التجربة واتمنى تعميمها على أمل انقاذ العراق .

أحدث المقالات

أحدث المقالات