ان ما يؤسف له أن اغلب الجيوش العربية لم تكن لتعترف انها من مؤسسات الدول التي تنتمي إليها بل ترى انها فوق الدولة بل فوق الجميع ، وأنها تمتلك كل وسائل القوة لان تكون هي من يقرر مصير الدول ، ومن هذا المنطلق فقد تولت هذه الجيوش منذ الخمسينات السلطة في كثير من الدول العربية وبعض الدول المجاورة مثل تركيا او الباكستان ، وأن هذه الجيوش وعبر التاريخ المعاصر لم تكن بسبب وظيفتها العسكرية لم تكن لتأتي بحكومات استطاعت أن تبني او تغيير من واقع الشعوب او الدول ، وإنما على العكس كانت بانقلاباتها سببا في تخلف الشعوب والدول وتحول شعوبها إلى شعوب متمردة ،
ان ما قام به العسكريون السودانيون اليوم وفق قاعدة وصاية الجيوش اليوم إنما هو عمل قام بموجبه الجيش بصبغ وجه النظام من وصاية المشير الى ولاية الفريق، وقد ابعد الجيش الحراك الشعبي عن دوره المطلوب في التحول إلى حكم مدني تمثله قوى الحراك الجماهيري منذ كانون الأول 2018 .
ان الجيش السوداني ابعد الشعب عن رغباته ، ، وهو يمثل ذات النظام، ، وأبعد قادة الحراك المدني وألاحزاب الوطنية عن التحول إلى السلطة المدنية ، فقد كان على وزير الدفاع التحاور مع ممثلي المعتصمين ، والعمل على استلامها السلطة بأسلوب مدني وتحت حماية الجيش، كي لا تفلت الأمور في هذا البلد الغني الذي يعاني من فقر شعبي مستديم . عليه فأن وصاية الجيوش لم تعد تتناسب مع وظيفتها المتعلقة بالحماية بل تحاول تكريس مبدأ الوصاية……