19 ديسمبر، 2024 2:00 ص

الجيل السياسي الجديد..(2)

الجيل السياسي الجديد..(2)

ثمرات مأسسة التحالف الوطني
في كل مجالات الحياة؛هناك فرق شاسع بين الفوضى والتنظيم، فكل تشكيل لايعتمد على آليات مؤسساتية تكون مسيرته متعثرة نحو الزوال،وهذا ماشاهدناه فعليا في مسيرة التحالف الوطني العراقي طيلة الأعوام التي تلت 2003.هكذا استمر التحالف متعثرا ومشتتا حتى صحى أخيرا من غفوته حينما تولى السيد عمار الحكيم رئاسته فعكف على بنائه-بمساعدة بقية قادة التحالف- بناءا تنظيميا رصينا،وخلال الشهرين الأولين تحقق ذلك؛ فتم تشكيل الهيئة القيادية والهيئة السياسية والهيئة العامة وكل هذه الهيئات تجتمع بصورة دورية ومنظمة وتصدر قرارات فاعلة، وبعدها صوتت الهيئة العامة بالاجماع على النظام الداخلي للتحالف،والذي اضاف على الهيئات الثلاث 10 لجان يرتبط عمل كل لجنة باختصاصات أعضاءها في المجالات التشريعية والرقابية والتنفيذية، كما نضم هذا النظام مواعيد عقد اجتماعات الهيئات الثلاث واختصاصات كل منها وصلاحيات الرئيس وتشكيل كتلة التحالف الوطني لتنفذ قرارات التحالف داخل البرلمان.
من كان يتوقع أن التحالف الوطني سيصل الى هذه الدرجة المتقدمة من العمل المؤسساتي، والذي أينعت ثماره عاجلا بالتصويت على قانون الحشد الشعبي الذي كان محطة جدال وصراع وتصفية حسابات بين الكتل المتنافسة، فرأينا كيف اجمع واصر نواب التحالف على التصويت لصالح هذا القانون ،ومما زادهم عزيمة واصرار هو الحضور النوعي ولأول مرة للسيد الحكيم تحت قبة البرلمان، فاجتمع مع هيئة رئاسة البرلمان وبعدها قادة كتل التحالف وخلال ساعات قليلة صوت المجلس على هذا القانون باجماع النواب الحاضرين والبالغ عددهم 228 ومن جميع المكونات السياسية، وهذا مايعزز قناعة الآخرين بالنوايا الوطنية للتحالف الوطني بحلته الجديدة.
من الثمار الاخرى التي جناها التحالف وجمهوره بعد مأسسته؛ هي الخطاب الاعلامي الموحد لقادة وأعضاء جميع كتل التحالف ، وهذا ما تشوق له جمهور التحالف منذ سنين عدة، حينما كانوا يشاهدون يوميا كيف يتشاجر ممثليهم اعلاميا بصورة عبرت عن سوء نواياهم البعيدة عن مصالح جمهور التحالف وعموم العراقيين، وسبب هذا التحول في نبرة الخطاب هو قناعة بعضهم بأنهم كانوا مخطئين وشتتوا جمهور مكونهم وساهموا في زرع الطائفية بين مكونات بلدهم،  في حين أن البعض الآخر منهم شعر بأن جمهور التحالف ماعاد يتقبل أو يتغازل مع هكذا خطابات مما ينعكس سلبيا على رصيدهم الانتخابي، وفي كلتا الحالتين يعتبر هذا نقطة تحول كبيرة ساهمت بتقليل الخطاب الطائفي من قبل اعضاء الكتل السياسية من المكونات الأخرى، وهذا مايطمح له العراقيون بشكل عام.
بعد هذه النجاحات السريعة ؛ على جمهور التحالف أن يتناغم معها عبر محاربة اليأس الذي يحاول زرعه المغرضون ومن ضربت وحدة التحالف مصالحهم الشخصية، كذلك عليهم أن يدعموا هذا النجاح اعلاميا عبر بث روح المحبة والاخاء بين مكونات التحالف الشعبية والسياسية ، وهذا ماسيدفع المكونات السياسية والشعبية الاخرى للعمل بنفس هذا النمط المتقدم، ليكون جيلنا السياسي الجديد جيلا مدعوما بشعب واع يدعم النجاح ويحارب الفشل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات