18 ديسمبر، 2024 11:16 م

الجيل السياسي الجديد..(12) البقاء لمن يملك مشروعا

الجيل السياسي الجديد..(12) البقاء لمن يملك مشروعا

عشرات التكتلات والتوجهات تنافست بشرف وفي الغالب بلا شرف وفقا للهدف المرسوم الذي تروم كل جهة تحقيقه، وشهدنا كل جهة ترسم طريقة معينة لكسب الشارع والابقاء على ثقلها السياسي وتنميته،وهنا تتجلى مداليل البقاء من عدمه لجميع الجهات السياسية الفاعلة.بعض الجهات اعتمدت على توزيع المال والاغراءات المادية واساليب التعيين في اوقات الانتخابات لكسب اكثر عدد ممكن من الناخبين وبعضهم تفنن في هذه الاساليب متنازلا عن أدنى الخلقيات والمبادئ، ولم يفكروا في بناء مؤسسات خاصة تسهم في بناء المجتمع وتوفر لهم قواعدا شعبية تسهم في ديمومة ثقلهم السياسي، وهؤلاء يتأثر تقلهم السياسي بل ويندثرون تدريجيا متى ماصلح النظام السياسي وقلت مساحات الفساد واستغلال المال العام أو عندنا تمر البلاد بأزمات مالية كماهو الحال في العراق اليوم.
جهات أخرى تعتمد في منهجها السياسي على كسب الجماهير بطريقة الطاعة الروحية لشخصية رمزية معينة ،وقد يستعملون الاسلوب الاول الذي ذكرناه ولكن الطاعة الروحية هي اساس ديمومتهم وهؤلاء هم أصحاب الجمهور الجامد متى مابقيت هذه الشخصية الرمزية أما في حال فقدانها فان مصير كيانهم سرعان مايتبعثر ويتشتت متى ماانعدم وجود شخصية أخرى تؤثر فيهم نفس التأثير وهذا شيء ليس باليسير.
جهات أخرى تلعب دورا مغايرا في منهجها السياسي وهذه هي الجهات التي تمتلك مؤسسات وتنظيمات جماهيرية تمثل جميع مساحات الشعب، ولاتنغلق في منهجها على نسيج معين من الشعب بل تحتضن جميع الشرائح كلا وفق مساحته المؤسساتية التي تمتلكها هذه الجهات، وهؤلاء هم من يملكون المشروع الحقيقي الذي يحافظ على كيانهم ولايمكن أن يندثر مهما كانت المتغيرات السياسية مؤثرة في مستقبل الجهات الفاعلة.وفقا لمانراه اليوم من مرحلة مفصلية يمر بها النظام السياسي في العراق وتغير الكثير من المعادلات التي كان يراهن عليها الكثيرون في كسب الشارع، نرى أن بعض الجهات بدأت تفقد بوصلتها وبدأ التخبط واضحا في قراراتها وسياساتها، ومع ضعف الوسائل السابقة التي كانوا يعتمدون عليها،نرى أنها مقبلة على ضعف أو اندثار تدريجي لأنها لم تعتمد العمل المؤسساتي الحقيقي في بناء أروقتها الداخلية، والبقاء لمن يملك مشروعا متكئا على مؤسسات منتجة.