مُلهِم الثورات الأمريكيّة المُلوّنة في مِنطقة الشرق الأوسط وغيرها المليونير جورج سورس اطلق قبل سنوات مقولته المشهورة (الجيش أعظم ما تمتلكه تُركيا للتصدير). نعم تُركيا تمتلكُ جيشاً قوياً شاركت ولازالت تُشارك تحت شمسيّة حِلف الشمال الأطلسي (الناتو) في مُختلف حُروب أمريكا وحليفتِها الاتّحاد الأوروبي – رغم تعارض المصالح في بعض المناطق – كهديةٍ تقديريةٍ مُقدمة من دول الحُلفاء المُنتصرون في الحرب العالميّة الثانيّة للجانب التُركي على تضحياتِها في الحرب الكوريّة وحِمايتِها للبوابة الشرقيّة للأمة الإمبرياليّة الرأسماليِة من الأطماع السوفيتيّة. واليوم نتيجة للأزمة الاقتصاديّة التي عصفت بالاقتِصاد التركي ورمت بِضلالها على المُواطن التركي وقوته الشرائيّة والتي صارت بِمثابة تهديد حقيقي لمُستقبل حزب أردوغان ووجوده السياسي لِكون القِدر لها القابليّة على تدوير مُعظم الحُكومات في تركيا – وهي مقولة تعود للرئيس التركي الراحل سليمان دميرال – وأردوغان من أجل إنقاذ مُستقبله السياسي ومُستقبل حزبه سارع على زيارة دولة قطر لطلب المعونة الماليّة الذي أنكره أردوغان وحاشية بِلاطه. ولكن الكاتب التركي مراد مراد أوغلو عمد على نقل السؤال الذي وجهه أحد الصحفيين إلى أردوغان في مؤتمره الصُحفي في قطر – هل جئتم إلى قطر من أجل طلب مساعدة ماليّة؟) وجعله عنواناً لمقالته في جريدة سوجو المُعارضة وصب فيها جم غضبه على الحزب الحاكم في تُركيا رغم أن الصُحف والجرائد المُواليّة للنظام قبل يوم واحد من زيارة أردوغان تحدث وبِلا خَجل عن الأموال القطريّة التي ستُرسل إلى تُركيا ووزير خارجيّة قطر نفسه أكد بالحرف الواحد إنهم سيقيمون الفُرص المُتاحة لهم في تركيا بسب أزمتها الاقتصاديّة. أردوغان وقع 16 اتفاقيّة مع الجانب القطري ولكن أهم اتفاقيّة حسب وجهة نظرِنا هي اتفاقيّة اعطاء الحِماية الأمنيّة لمونديال 2022 للشُرطة التُركيّة. والتي بموجبِها سترسل تُركيا ما يُقارب 3250 شُرطي لحِماية ألعاب المونديال – ولربما ستبقى ما بعد المونديال في قطر لحِماية أمنِها الداخِلي كما تحمي الجيش التُركي حدودِها الخارجيّة – الفرنسيون والإيطاليون رغم مُراجعتهم المُبكرة لسمو الأمير القطري للحُصول على المُناقصة الأمنيّة الا أن الأمير حوكم عقله وقررّ إعطاء المُناقصة للأتراك لإقتِناعه بما قاله تدلل الثورات المُلوّنة باي سورس بأن الجيش والشرطة التُركيّة أعظم ما يمتلِكهُما تُركيا للتصدير!.