بالأصالةِ عن نفسي وبالنيابةِ عن القوات المسلحة , بالرغم من أنّي لا انتمي الى أيّة قواتٍ مسلّحة او غير مسلحة , ورغم انه لا توجد في العالم قوات غير مسلّحة , إلاّ اللهمّ اذا اعتبرنا الكشّافة كقوّاتٍ .!
وبهذه الإنابةِ عنّي وعن الجيش , فبأقصى درجات الإستنكار وبأعلى مستوياتِ الإستهجان , فأعترض واحتجّ على اطلاق وتداول ما يسمى بِ < الجيوش الألكترونية > , فهذه التسمية عديمة اللياقة وغير مناسبة بتاتاً , وقد ساهمت وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بالترويج لها بدونِ قصدٍ او سوءِ نيّة .
فالمعروف أنّ مهمة الجيش الرسمي الدفاع عن حدود البلاد وتولّي عمليات هجومية لتحقيقِ اهداف سياسية اذا ما اقتضت المصلحة الوطنية العليا للدولة , والجيش ايضاً يُبنى على أسسٍ متينة وراسخة كالقيادة والسيطرة , وهيئات الركن , وصنوف الأسلحة والتجحفل والضبط العسكري والتشكيلات الإدارية , والتموين والنقل , وإدامة المناورات والفرضيات العسكرية وما الى ذلك ممّا لا يتّسع لتدوينه تفصيلياً , فكيف يمكن استخدام تعبير ” جيش الكتروني ” ومشابهته لفظياً مع جيشٍ رسمي او وطني .!
كان من الأجدر إطلاق تسمية ” الشبكات الألكترونية ” بدلاً من الجيش الألكتروني , فمهمة هؤلاء اقرب الى شبكات الدعارة ” مع الإعتذار عن التعبير ” , واهدافهم تنحصر في التسقيط السياسي ونشر الإشاعات والأكاذيب بالإضافة الى تضليل وتشويش الرأي العام وتشتيته ممّا لا تفعله شبكات الدعارة اطلاقاً .! , والى ذلك فهنالك مفرداتٌ وتعابيرٌ وتسميات اخرى غير تعبير ” الشبكات الألكترونية مما يمكن اطلاقه على ذلك ” الجيش الألكتروني ” وقد اختزل بعضها بِ ” البؤر الألكترونية او الخلايا الألكترونية او وحدات التضليل الإعلامي ” .