8 أبريل، 2024 2:08 ص
Search
Close this search box.

الجيش والجيش الآخر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

بالأصالةِ عن نفسي وبالنيابةِ عن القوات المسلحة , بالرغم من أنّي لا انتمي الى أيّة قواتٍ مسلّحة او غير مسلحة , ورغم انه لا توجد في العالم قوات غير مسلّحة , إلاّ اللهمّ اذا اعتبرنا الكشّافة كقوّاتٍ .!

وبهذه الإنابةِ عنّي وعن الجيش , فبأقصى درجات الإستنكار وبأعلى مستوياتِ الإستهجان , فأعترض واحتجّ على اطلاق وتداول ما يسمى بِ < الجيوش الألكترونية > , فهذه التسمية عديمة اللياقة وغير مناسبة بتاتاً , وقد ساهمت وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بالترويج لها بدونِ قصدٍ او سوءِ نيّة .

فالمعروف أنّ مهمة الجيش الرسمي الدفاع عن حدود البلاد وتولّي عمليات هجومية لتحقيقِ اهداف سياسية اذا ما اقتضت المصلحة الوطنية العليا للدولة , والجيش ايضاً يُبنى على أسسٍ متينة وراسخة كالقيادة والسيطرة , وهيئات الركن , وصنوف الأسلحة والتجحفل والضبط العسكري والتشكيلات الإدارية , والتموين والنقل , وإدامة المناورات والفرضيات العسكرية وما الى ذلك ممّا لا يتّسع لتدوينه تفصيلياً , فكيف يمكن استخدام تعبير ” جيش الكتروني ” ومشابهته لفظياً مع جيشٍ رسمي او وطني .!

كان من الأجدر إطلاق تسمية ” الشبكات الألكترونية ” بدلاً من الجيش الألكتروني , فمهمة هؤلاء اقرب الى شبكات الدعارة ” مع الإعتذار عن التعبير ” , واهدافهم تنحصر في التسقيط السياسي ونشر الإشاعات والأكاذيب بالإضافة الى تضليل وتشويش الرأي العام وتشتيته ممّا لا تفعله شبكات الدعارة اطلاقاً .! , والى ذلك فهنالك مفرداتٌ وتعابيرٌ وتسميات اخرى غير تعبير ” الشبكات الألكترونية مما يمكن اطلاقه على ذلك ” الجيش الألكتروني ” وقد اختزل بعضها بِ ” البؤر الألكترونية او الخلايا الألكترونية او وحدات التضليل الإعلامي ” .

قبل نحوِ شهرٍ تبادلتُ اطراف الحديث مع العميد يحيى رسول الناطق الرسمي لقيادة العمليات , وذلك اثناء حضوري لمؤتمرٍ موسّع حضروا فيه ممثلين من الأمم المتحدة وبعض نواب البرلمان وشخصيات اعلامية رفيعة بالأضافة الى السفير الامريكي , وحينها وفي حديثٍ جانبي مع العميد يحيى طالبته فيه ان تتولى وزارة الدفاع تدريب المراسلين الحربيين وتهيئتهم للتغطيات الإعلامية للمعارك , بعدما فقدنا اعداداً من الشهداء المراسلين في معركة الموصل , وفي الواقع لم يتّسع الظرف والوقت لطرح أن تتبنى وزارة الدفاع وبالتنسيق مع ادارات وسائل الإعلام لوقف استخدام تعبير ” الجيوش الألكترونية ” واستبداله بتعابير اخرى وادنى , وآمل أن يحصل ذلك مستقبلاً .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب