23 ديسمبر، 2024 7:07 ص

الجيش ايام وسيقف على الحدود

الجيش ايام وسيقف على الحدود

القوات العسكرية تتقدم ببسالة في الغرب والشمال ، فهي استعادت ” عنه ” وقبلها ” عكاشات” و”الريحانة” وفي الجانب الاخر ايسر الشرقاط وطردت الدواعش من مناطق كثيرة في الحويجة، وصدرت لها الاوامر للاسراع في انهاء هذه المعارك ، وما هي الا ايام قليلة وستنتهي عملياتها . القوات الوطنية بمختلف صنوفها ومسمياتها تؤكد بالملموس على انها استعادت جاهزيتها وفي احسن حالة قتالية وطوت صفحة الانهيار قبل ثلاث سنوات وبعدها التردد وانخفاض المعنويات .

اثبتت المعارك الاخيرة علو قدراتها وامكاناتها وفي مجرى الحرب على الارهاب تمكنت من مقومات المهنية والاحتراف في القتال وعلى مختلف المستويات، فقد تقدمت بسلاسة وسرعة ، واوضحت ان الاعتماد على الذات اصبح ممكنا ، تخطيطا وتنفيذا للصفحات القتالية ، والانتصارات يشهد لها الميدان وتحرير ابناء شعبنا من القوى الشريرة والظلامية ، كما يشيد بها الاصدقاء والحلفاء والعالم كله ، مثلما سمعنا جميعا الاشادات الدولية تحت سقف الامم المتحدة في اجتماعها الجاري هذه الايام .

الواقع ان بشائر الخلاص من داعش الاجرامي نلمسها ويشاراليها ، ونلحظ فقدان عناصر الرغبة في القتال وانهيارهم ، لانهم يعرفون مقدما يخوضون حربا خاسرا ،لا امل لهم بالنجاة الا بالفرار من ساحات الوغى او الاستسلام ، والا الموت في انتظار الذين يبقون على عنادهم الفارغ .

هذه المعارك رسخت الحقائق بان القوات الامنية ليست هي كما كانت قبل ثلاث سنوات ،بلقبل معركة الموصل ،لقد تطورت ونمت واكتسبت خبرة لم يسبق لها مثيل ،حتى انها تفوقت على ما كانت عليه زمن الاستقرار ، انها اقوى من اي وقت مضى عدة وعددا ، بعد التغييرعام 2003 . والاهم انها شجاعة وباسلة واكثراستعدادا للتضحية وتسطير آيات من البطولة تشكل امثولة واقتداء .

الناس ، الان ، يشيرون للقوات الامنية بالبنان ويجمعون على الثقة بها ، ويتقعون استعادة سريعة لما تبقى من الارض التي بيد داعش وبسط الاستقرارعليها ، وهي فعلا اصبحت سياجا للوطن ، ورادعا قويا لمن يحاول النيل من وحدته وتصديعها والتعدي على ابنائه.

لقد ولى زمن الفوضى التي ضربت مفاصل الجيش ، اليوم يمكن القول انه متماسك يعول عليه لضمان الوحدة الوطنية وحماية المؤسسات الدستورية والخضوع الى الى اوامرها .. طبعا ليسهناك كمال في البناء ولايزال يعاني من نواقص ، ولكن الحد الادنى المطلوب متوفر وملموس ، غير ان الجميع يهاب قوته وبأسه .

ونذكر مرة اخرى ان اعادة هذا البناء العسكري والانتصارات تبقى ناقصة وعرضه للتهديد ، وربما خسارتها مجددا ما لم نرسخ العملية السياسية على اسس سليمة وانتشالها مماهي فيه واستكما ل بناء الدولة المدنية والتخلص من قوى الامر الواقع ومحاصرة محاولات النيل من الوصول بهذا البناء الى نهايته ، وتمكين المواطن من العدالة والمساواة وضمان حياته الحرة الكريمة .