18 ديسمبر، 2024 11:53 م

الجيش العراقي و الصراعات السياسية

الجيش العراقي و الصراعات السياسية

يجب الاعتراف بأن تأکيد رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على أهمية استمرار حيادية القوات المسلحة وإبعادها عن الخلافات والصراعات السياسية، وأن تقوم بعملها لحماية المواطنين. من إنه موقف إيجابي الى أبعد حد خصوصا فيما لو تم تفعيله على أرض الواقع و ترجمته عمليا، خصوصا بعد أن جدد تأكيده على حصر السلاح بيد الدولة، وأن أي سلاح خارج هذا الإطار يعد سلاح تعد وفوضى، وأن العمل جار على حصر السلاح. لکن السٶال الذي لابد من طرحه هو: هل يمکن ذلك حقا؟
بداية لابد من السٶال، عن أي سلاح يتحدث العبادي؟ من الواضح بأن يتحدث عن سلاح الميليشيات المسلحة خصوصا تلك التي تدار من خلف الحدود و تقوم بتنفيذ أجندة و مخططات مشبوهة تتضارب و تتضاد مع المصالح العليا للعراق و العراقيين. السٶال الآخر هو کيف سيتم نزع سلاح الميليشيات و من الذي سيقوم بذلك، خصوصا وإن المقصودة کما نعرف جميعا تتلقى أوامرها من طهران و تحديدا من قوة القدس الارهابية، فهل سيصدر الارهابي قاسم سليماني قائد قوة القدس، أوامره الى هذه الميليشيات کي تلقي بأسلحتها إستجابة لدعوة العبادي؟ من الواضح بأن العبادي نفسه متيقن بأن هکذا أمر لن يحصل خصوصا في هذه الفترة التي يواجه فيها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أوضاعا صعبة جدا و يتلقى الصفعات السياسية و الاقتصادية و حتى العسکرية الواحدة تلو الاخرى.
عندما يکون هناك”کنس”واضح للقوات الايرانية و للميليشيات التابعة لها في سوريا و اليمن، فإن قيمة و مکانة العراق أولا و لبنان ثانيا لدى النظام الايراني تتعاظم أکثر من أي وقت آخر، ويکون الترکيز على مضاعفة الدور و النفوذ في هذين البلدين ولعل ماقد قام به حزب الله اللبناني من عملية إستعراض عضلات في بيروت بعد أن تمت إثارة موضوع کاميرات مراقبته(والتي هي کاميرات مراقبة للمخابرات الايرانية و لقوة القدس الارهابية)، مثال حي على ذلك، وإن سلاح الميليشيات هو الذي أوصل هادي العامري الى أن يصبح شريکا في الحکم مع الصدر، وبطبيعة الحال فإن هکذا سلاح من المستحيل أن يتم التخلي عنه تحت أي ظرف کان و بشکل خاص في هذه الفترة الحرجة التي نجد فيها النظام محاصرا من کل الجهات.
لاحل لقضية الدور و النفوذ الايراني في العراق طالما بقي النظام الايراني باقيا خصوصا بعد أن ملأ العراق طولا و عرضا بالاذرع العميلة التابعة له، وإن التغيير الجذري في إيران هو الحل الوحيد ولهذا فإن إغتنام فرص إنعقاد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، في باريس في 30 حزيران القادم و الذي سيکون إستثنائيا هذه السنة من کل النواحي و يٶکد على قضية إسقاط النظام، مسألة ملحة خصوصا وإنه قد صار معلوما للعالم کله الى أي حد يرفض الشعب الايراني و مقاومته الوطنية هذا النظام و يناضلان من أجل إسقاطه، ولهذا فإن دعم و تإييد هذا النضال برأينا مهمة وطنية ستکون لها آثار و تداعيات إيجابية من مختلف النواحي.