كتبتُ أكثر من مرة وصرحتُ مراراً أنّ الجيش العراقي الحالي هو إمتداد للجيش العراقي الأصيل صاحب الأرث الكبير الذي يفخر به كل عراقي بل كل عربي أصيل . الجيش العراقي قاتل دفاعاً عن العرب في فلسطين عام ١٩٤٨ ولا زالت الكتابات العسكرية تتغنى ببطولات الجيش العراقي في معركة جنين ، وقاتل عام ١٩٦٧ ثم شاركَ في حرب الاستنزاف ضد العدو الصهيوني في نهاية الستينات وبداية السبعينات ، ثم شارك بفعالية في الحرب العربية – الإسرائيلية عام ١٩٧٣ وكان سرب الهوكرهنتر العراقي المرابط في مصر أول سرب نفذ الضربة الجوية في قلب اسرائيل ، وبرياً زحفت الدبابات وناقلات الأشخاص المدرعة على السُرفة ( الزنجير ) ومعها المدفعية وبقية الأسلحة والخدمات لتصل سوريا وتدخل المعركة مباشرةً وتسهم في منع الصهاينة من احتلال دمشق ، لقد سمعتُ شخصياً من المرحوم اللواء الركن محمود وهيب العزاوي قول الرئيس السوري السابق حافظ الاسد ( دمشق بشواربكم يا محمود )، كما قرأتُ لأحد الكُتاب العسكريين الإسرائيليين إشادته بالعقيد الركن سليم شاكر الامامي ( أطال الله عمره ) ووصفه ( ضابط الدبابات المتخصص )، أقول شاهدتُ وقرأتُ سورة الفاتحة على ارواح شهداء عراقيين مجهولي الهوية في ( منطقة الاغوار غرب الاْردن ) وفي مقبرة الجيش العراقي في المفرق وفي قبور الشهداء في سوريا ، قاتل الجيش العراقي وهو لا يعرف شيئاً اسمه المذهب أو العِرق . وفي الحرب العراقية الإيرانية قاتل الجيش العراقي صفاً واحداً استشهد الأيزيدي العقيد باشا والكردي ل ر جواد اسعد شيتنه دفاعاً عن البصرة ، وفي احتلال الكويت عام ١٩٩٠ وكذلك لصد الحرب الامريكية على العراق ٢٠٠٣ ، قاتل الجيش العراقي ولم يسأل أحد عن الطائفة والعِرق ، قاتل بغض النظر عن قناعته او عدم قناعته بالقرار السياسي لانه يعرف أنّ الجيش ( اداة السياسة )، وأنّ ( الحرب إمتداد للسياسة بوسائل أخرى ).
وفي عام ٢٠٠٦ قاتل الجيش ضد القاعدة ، ثم قاتل عام ٢٠٠٨ في عمليات ( فرض القانون في البصرة ومدينة الصدر ) ، ولم يسأل ويُعير إهتمام انها مناطق شيعية ، ويقاتل منذ عام ٢٠١٤ ضد داعش ولم يهتم أنها مناطق سُنية .
وللأنصاف حاول البعض من الطارئين على الجيش أو ممن يضمرون الطائفية في قلوبهم ، لزرع الطائفية في الجيش، ونعم لَحقتْ بالجيش العراقي درنات طائفية لكننا على يقين بأنّ أبناء المؤسسة العسكرية الأصلاء سيُنظفوا الجيش من هذه الدرنات عاجلاً أم آجلاً . ابناء القوات المسلحة بُراء من المحاصصة الطائفية التي فرضها بعض الساسة في مناصب القوات المسلحة ، ولا يؤمنون بها مُطلقاً .
تواجدتُ في بغداد لبضعة شهور زارني فيها الكثير من إخوتي كبار الضباط ، لم يسألوا عن مذهبي أو رتبتي ، وإنما جاؤا يُمارسون تربيتهم العسكرية التي رضعوها ( لبناً سائغاً ) من صدر امهم ( المؤسسة العسكرية ) ، لقاءآت حميمية والله تفوق لقاء الاخوة من أم وأب ، جاءني من هو أقدم مني عسكرياً ومن أنا أقدم منه عسكرياً وكانت لغة المخاطبة بين الجميع ( سيدي العزيز ) ، جاءني من اخوتي الضباط دون أنْ يسألوا عن المكون أو المذهب ، زاروني ودعوني الى بيوتهم واتصلوا يستفسرون عن أي حاجة أو خدمة احتاجها ، ماذا يعني ذلك ؟
يعني أن ضباط الجيش أسمى من الطائفية ويمقتونها . شكراً والف شكر للجميع ، ويقيني بالله كبير ، وثقتي بالضباط الاصلاء كبيرة في التصدي لأي نفس طائفي ليبقى جيشنا جيش العراق كل العراق ، وليتذكر اخوتي القادة : الفريق الركن ( الكردي ) جعفر العسكري والفريق أول الركن عبدالجبار شنشل ( السُني ) و الفريق أول الركن سعدي طعمة عباس ( الشيعي )، والفريق الركن ( التركماني ) يالچين عمر .
اللَّهُمَّ احفظ العراق وشعب العراق وجيش العراق
عشتم وعاش العراق