لعلي قد قلت في مقال سابق ان هناك تقصيرا واضحا من علماء الشيعة اتجاه قضية الامام المهدي (سلام الله عليه) المصيرية وذلك من خلال شحة ما موجود في الموروث الشيعي من التفسير المنطقي والواقعي لما ورد من احاديث لأهل البيت عليهم السلام حول هذا الموضوع المهم وخصوصا ما ورد في تلك الروايات من مصطلحات مثل السفياني واليماني والخرساني والاصهب والشيصباني وغيرها الكثير حيث نجد ان اغلب التفسيرات لهذه المصطلحات لا تبتعد كثيرا عن التعامل التقليدي والكلاسيكي مع هذه الروايات ووضوح الاسقاطات الشخصية والنفسية عليها وسأضرب مثلا واقعيا ومعاشا في الساحة العراقية فمثلا لو جاء في الروايات ان ( الجيش الابيض سيجتاح العراق وسيدخل كل مدينة فيه وسيسقط من ذلك الجيش ضحايا وسينقسم الشيعة في العراق حول هذا الجيش بين مؤيد ومستهزئ … او القول : ان الجيش الابيض سيكون من بين صفوفه من هو مؤمن ومن هو فاسق .. وغيرها) واكيدا ستنطلق التفسيرات والتأويلات في هذا الجيش وتسليحه وهل هو جيش او حركة ومن هو قائده … لذلك هذه الدعوة الى توخي الدقة في التعامل مع الروايات وما ورد فيه من مصطلحات ومحاولة فهمها فهما واقعيا حتى لا نقع في المحذور او نكون تحت تأثير الشبهات والفتن .