19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

الجوكر والطلبة الجامعيون

الجوكر والطلبة الجامعيون

تسمية يطلقها أبواق السلطة على المتظاهرين منذُ اندلاع ثورة أكتوبر العظيمة ، تسمية تدل على هشاشة طالقيها في أبواق متصدئة، وبهدف واضح…
من المعروف تاريخيًا واجتماعياً ان العراقيين لايمتلكون نفس طويل ومطاولة في مظاهراتهم السابقة منذُ سقوط الصنم الى ثورة أكتوبر،
السوأل هنا :- ماهو سْر الثبات والإصرار في ساحات الاعتصام ؟ رغم الإصلاحات الركيكة إن وجدت، ورغم القمع الدموي المستمر بين فترة وأخرى !!!
منذُ الولادة المباركة للثورة كانت تستند الى محرك يعمل على ديمومة بقائها . وهم الشريحة الأساس في المجتمع ( الطلبة الجامعيون) نعم الجامعيون، رغم اشتراك جميع فئات ومكونات الشعب في هذه الثروة وسالت دماء وتضحيات كثيرة قدمتها هذه الفئات المختلفة من الثائرين الأحرار ، لكن لو قسمنا المجتمع العراقي الى ثلاث أقسام نجد ان ثلثين الشباب العراقي هم طلاب مدارس وجامعات والأول يستند الى الثاني في التوجه والاهداف ، هؤلاء جيل محروم منذُ ولادته من الحقوق والحريات ، وتكميم الأفواه ، وحرية الممارسة، فلايحق له ان يلبس مايتناغم مع تطور العصر ؛ لأن حرام ، ولا يحق له ان يسمع موسيقى لان حرام، ولايحق له ان يعبر عن فرحه بالرقص والغناء لأن حرام، او ان يمارس الألعاب الرياضية لأن هي ملهية عن عبادة الله فهي حرام، لا يحق له ان يستجم في منتزه او ساحة عامة لأن الساحات العامة أُستغلت لممارسة الطقوس الدينية ، لايحق له ان الحب ؛ كون العرف العشائري يقف للحيلولة دون ممارسته ، لايحق له ان يستلم راتب رمزي يسد رمق عيشه وحاجاته الخاصة لان أموال الدولة وزعت على المؤمنين المشاركين والمؤيدين للعملية السياسية والدينية .
ماورد أعلاه وعلى مدار سنين هو مثابة المعطيات الرئيسية والأساسية للغليان ومن ثم الانفجار.، هنا انفجر هذا الشاب ليصنع ثورة يسترد منها ماحُرم طيله هذا السنين.
وانا على يقين تام لولا تواجد الطالب الجامعي في ساحات الاعتصام ودعمه المستمر ، لما استمرت هذه الثورة، الثورة العصية على الحكومة فهي حقا ًمن أصعب الثورات على مر التاريخ ، ثورة المثقف الجائع ، لاتستطيع الدولة إنهاءها بأي شكل من الأشكال ، كون عدوهم جائع وبنفس الوقت مدجج بالثقافة السياسية والعلمية ،
الثورة مستمرة ، ولا مكان للفاسد في بلادنا ،وستنتصر الكلمة ، وسنخط اللون الأحمر والأسود والأخضر على القميص الأبيض ،
ليكون الطالب العراقي أيقونة النصر العظيم لنيل الحرية .