22 ديسمبر، 2024 2:38 م

تخرج كل صباح تسأل قوت يومها، يرافقها قفتهاالتي اخذت تأريخ من مساحة عمرها، وهنة مثلسنينه، ضاع بين متاهات ازقة وهي تطرق الابوابطالبة الخبز اليابس، حتى ولو كان قد اصابه العفنعفن الفائض عن الحاجة، الشمس لا ترحم وهيتتزاحم مع رطوبة الجو، الرمضاء تأكل من اقدامها،برغم عجزها تقفز باحثة عن ظل يؤيها للحظة، خرجلسانها يعوي يلعق شفاة متيبسة طلبا للبلل.. لمتعينها قواها على السير اكثر، انزوت بسد جداريزفر من بطنه هواء ساخن، ومن شدة زفرة يدفعحنقه قطرات الماء، تلقفها لسانها دون ان تسألفالعطش نال منها، كل ذلك وقفتها تتسائل كم حقيرانت ايها الزمن؟ لا.. بل كم نحن حقراء في هذاالزمن، العناوين متفشية كالسرطان كثيرة لكن الفقرمتفش بأضعاف، مبرات الايتام في ازدياد، مكاتبدعم الفقراء الشرعية والغير شرعية، دوائر حقوقالانسان، عناوينوعناوين، لكن الحرمان اثوابسملة للمعوزين، يرتدوها ملابس اعياد أيام ميتة،كل من عليها فان، للصبر اجران، اجر الصبر نفسهواجر الصبر على الصبر، إذن هو الحنظل أليسكذلك؟؟! امسكت باصابع خشنة لسان قفتها وهيتقول: أششششش لا تثرثري فما عاد تجدي الثرثرة،لقد بتنا أناس اسلام دون مسلمين، ورع دون تقوى،امة تبحث تقتات الفقراء مناصب سياسيةتحولمأسيهم الى ارقام ونسب، يركبون ما يسمونهالبرلمان، يركلون بأحذيتم البالية القديمة اصواتجوع الفقراء، يقتلونهم لأن الجوع كافر يستحقالقتل، فلم تبحث عن المستحيل في اللامستحيل،انها رسالة الى ابواب السماء لكنها دون عنوانفجميع العناوين استنفذت كرسائل تماما مثلالوصايا العشرما ان عاد بها النبي موسى وشاهد السامري وقومه يعبدون عجلا من الذهبحتى حطم الوصايا، فلا حاجة لوصايا الرب لسادةيعبدون أصنام انفسهم اربابا، اما الفقراء فلا زالوافقراء ما لم يزدادو فقرا، ان البحث عن بقايا خبزغيرعفن غاية طموحهم، هكذا خلقهم الله عوزهمكالنار وقودها الناس والحجارة، ساعات ظهيرةحارقة مرت وهي لازالت قابعة في ذلك الظل الذيسرقته الشمس عنها دون ان تشعرمر احدهم،شاهدها مستلقية على قفتها، نادى عليها ايتهاالمرأة العجوز قومي معي، تعالي الى الداخل ارويظمأك من هذا الحر، لدي الكثير من الخبز اليابسلكنها كانت متيبسة كخشبة حطب منخورة فالموتقد آواها إليه رفقا بها.