18 ديسمبر، 2024 4:01 م

الجوع المعتدل برسم احزاب السلطة !!

الجوع المعتدل برسم احزاب السلطة !!

الحمد والشكر الوفير لأحزاب وكتل قادت البلاد منذ عقدين من الزمن ، ليصنفنا العالم الكافر ، بعد هذه التجربة الغنية و “الايجابية ” ضمن دول ” الجوع المعتدل ” حسب تقريريين المانيين عن مؤشرات الجوع عالمياً ،رغم ان هذي البلاد تصدّر يوميا نحو اربعة ملايين برميل من النفط ، وتضم خزائنها اطناناً من الذهب والورق الأخضر المغري فضلاً عن الترليونات التي تبددت في طرق وجيوب وصفقات الفساد المالي الذي سجّل في بلادناً ارقاماً قياسية أبهرت العالم بجرأته وقدرته على ان يكتسح الاموال من أمامه كما تفعل تسونوميات الطبيعة !
نحدمهم ونشكرهم انهم أبعدونها درجة واحدة عن مؤشرات ” الجوع المقلق للغاية ” والذي تقع في خانته وتصنيفه كل من الصومال واليمن فيما تذيلت كل من سوريا وجنوب السودان الترتيب العالمي بأعلى مؤشر للجوع العالمي!!
انجاز كبير لهذه الاحزاب المتأسلمة وهي تلتقط البلاد الغنية من ” الجوع المقلق للغاية ” و ” اعلى مؤشر للجوع العالمي ” الى جوعنا المعتدل ، في ظروف نبحث فيها جميعاً عن الاعتدال والوسطية ، فلا مبرر للاتشاؤم من تقارير مدسوسة معادية للعملية السياسية لا تريد ان ترى مستويات الرفاهية في البلاد ، التي لم يعد فيها من يبحث عن لقمة عيشه في مزابل الأزقة !!
وحتى أكون منصفاً ” بحوشت ” في تقارير الحكومات العراقية فتبيّن ان المنظمتين الالمانيتين لم تجانبا الحقيقة ، وان ارقامهما المعلنة لاتبتعد كثيراًعن الارقام الرسمية الحكومية ..!
ففي عام 2022 أقرّت الحكومة العراقية بارتفاع نسب الفقرإلى 25% من إجمالي السكان، وهي أعلى نسبة رسمية حتى الآن، وسط تشكيك بكون الرقم المعلن أقلّ من الواقع، خاصة في المدن المحررة ، شمالي وغربي البلاد ، وحسب المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية ،عبد الزهرة الهنداوي، فإن “هذه النسبة ارتفعت مقارنة بعامي 2019 و2020، حيث كانت لا تتجاوز 20%” !
ما يعني ان هذا الارتفاع بمستويات الفقر من انجازات الحكومات واحزابها التي تولت شؤوننا منذ 2003 ،فيما يرى مختصون أن هذه الأرقام الرسمية لا تعكس في الواقع العدد الحقيقي لفقراء العراق الذي هو أعلى بحسب تقديراتهم!!
عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية السابق، علي البياتي قال لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لا توجد إحصاءات دقيقة وعلمية بالعراق حول نسب الفقر، لكن الأرقام الدولية تشير إلى أن ما يقارب 30 في المئة من سكان العراق هم بالفعل تحت مستوى خط الفقر،ويشير البياتي إلى أن نسبة الفقر المسجلة في العراق عام 2012 كانت في حدود 18 في المئة، لكن أعداد الفقراء شهدت ارتفاعا مخيفا منذ ذلك التاريخ” !!
اعترافات تقطع الطريق على أي تشكيك أو تهرب من مسؤولية هذه الأحزاب الحاكمة ـ المتنفذة على ما لآلت اليه أفواه وبطون أكثر من ربع المجتمع العراقي الذي صنفته المنظمتين بـ ” الجوع المعتدل ” !
ونجزم ان كل الطبقة السياسية الفاسدة مع عوائلهم واقربائهم حتى الدرجة العاشرة ، خارج هذا التصنيف المخزي لبلد تقول التقارير المختصة ان آخر برميل نفط في العالم يستخرج لتنتهي حقبة النفط !
ولننتظر تقرير حكومة السوداني عن الاشهر الستة من حكمه ، لنكتشف بقدرة قادر ان العراقيين يعيشون في بحبوحة ” الجو بديع والدنيا ربيع و قفلّي على كل المواضيع ” ومن بينها مواضيع الجوع المعتدل !!