البعض يعتبون او ينتقدون الدكتور العبادي حول كذا او كذا متناسون انه مكلف ضمن قيود صفقة من داخل العملية السياسية, ماذا نبحث فيه او نطلب منه وهو القادم من ذات مؤسسة الأسلام السياسي, هو ليس الأفضل كما انه ليس الأسوأ, ما يتعلق بموضوع الفساد, فهم شركاء ومن الصفوف الأبتدائية في مدرسة التدعيش العقائدي, قد يحاول بعضهم خداع الرأي العام, على انه هناك حالة وطنية من داخل مستنقع التبعية او من يغرد من خارج السرب, هكذا يبدو, لكن عند صهره فلن نحصل على اكثر من سبيكة رذائل.
ما يثير الأستغراب ان البعض يحاول تلميع سمعة احدهم بخرقة سمعة الآخر معتقداً انه قدم خدمة لقضية ما متجاهلاً ان عيون التجربة العراقية تقرأ الممحي والذي لم يكتب بعد, الدكتور العبادي ليس اكثر من محراث امريكي لتحريك حطب المحرقة الوطنية, سيواصل وظيفته حتى يصبح العراق رماداً.
كتبنا مراراً على ان الوعي ثمار الخصائص الأيجابية للشخصية ولا يمكن استعارته او افتعاله ثم ثرثرته, لا وعي من خارج بيئة القيم الوطنية والفضائل المعرفية, لهذا لا يمكن ان نتشمم عطر الوعي ونحن على جرف المستنقع, من يحاول لا يحصد غير التلوث.
العبادي كما هم رموز هجين العملية السياسية, خرجوا من رحم عهر الصفقات الدولية الأقليمية, لا خيط انتماء يربطهم في الوطن, من يفتعل ولاء لهذا على حساب تبعية ذاك, فالأمر ليس اكثر من قهقهة من تحت الذيل لا يستسيغها الا من يتوهم الحفرة صومعة نسر, الوطنية منظومة احاسيس ومشاعر وصدق ايمان بقضية عليا الذ واقدس ما فيها الثمن الذي يُدفع من اجلها, فما عسانا ان نجد في مستنقع التبعية, وحتى الخيارات بين السيء والأسوأ تخطأ كثيراً, نداء الوطن يدعونا الى مهمة التجفيف.
السيد العبادي ومعه اتحاد القوى للمادة (4) ارهاب وحيتان الجهالة للبيوتات الضاحكة على ذقني المذهب والطائفة, يشكلون اعمدة مأزق الهزائم والأنكسارات, يلعبون ادوارهم غير الوطنية بجدارة المشروع الأمريكي وخبرة الأختراقات الأقليمية, هم الضريبة المكلفة التي سيواصل العراق دفعها ارواح ودماء ومعاناة وثروات وسيادة وطنية, عوائلهم ومسروقاتهم امنة خارج حرائق المجزرة, الغريب في الأمر تلك اللاابالية المقرفة التي يتعاملون فيها مع الضحايا.
في برنامج تلفزيوني على قناة الفيحاء نشره موقع الأخبار, شاهدنا فضائح فساد بالأدلة والوقائع والشهود, كانت مرعبة يستنتج منها المستمع, هناك دولة مافيات علنية تحت تصرفها السلطة والمال والأعلام والدستور والديمقراطية, العراق المسروق ساحة نشاطها وسوقها الحرة, مشتركاتها تجزئة الوطن ثم التوافق على اجزائه, تجمعهم عملية سياسية تدير شؤونها ارادات دولية اقليمية ومسلحة بمليشيات الوجه الآخر لعملة التدعيش.
المافيات الأسلاموية من زاخو حد الفاو, هي امتداد تاريخي لثقافة الأمتين العربية والأسلامية, من يحاول الأقتراب منها او مسها سيصطدم بالتاريخ والدين والطوائف والمذاهب وانظمة فصلت الله على مقاس مصالحها ومن يعترض على مظالمها وانحرافها سيجلد بهراوة المشروع الأمريكي الصهيوني, حالة تدعيش تعيد بالأمتين الى تاريخ همجيتها في الغزو والفتح والسبي والأغتصاب تحت راية (امريكا الأكبر), من يخون نفسه وضميره وشعبه ووطنه ماذا سنقول عن دينه ان لم يكن هويته .
الأمتين العربية الأسلامية تقاتلا انجازات القرن الواحد والعشرين من تحت ابطه, تخسر نفسها وتنكسر في عقر دارها, تفجر مفخخات دينها لتنقرض مع جفاف آخر قطرة نفط على ارضها, لماذا لا ولأمريكا المتصهينة سلطة عابثة على الأرض والبيوت واسرة الأعراض وبكارة ملوك وامراء ورؤساء عصر الأنقراض, من يعتقد غير ذلك, سأقبل جبينه كآخر المؤمنين بعودة الغائبون ليملأوا الأرض وبحدة السيف غزواً وفتحاً وسبياً وعدلاً داعشياً, ربما سيحدث هذا في غيبوبة انقطاع النفس الأخير .
ايها السادة الكتاب, دعوا العبادي يواصل رسالته ويكمل مشواره وانتظروا اخراً قد تكون مسكنات اكاذيبه مريحة اكثر و “الجود من الماجود”.