18 ديسمبر، 2024 11:42 م

الجهل عورة المجتمع العظمى والكبرى

الجهل عورة المجتمع العظمى والكبرى

المرأة ليست عورة كما يشيع ويردد جهلة الفكر وأدعياء تطوره بالمطلق ، ظنا منهم في توجيه سهام الإنتقاد لنظام حكم المتأسلمين ، دون مراعاة المنطق الذي يبحث في تماسك القضايا والكلام ، في محاولة لتقديم المؤشرات التي قد تكون صحيحة أو خاطئة ، ليميز بين القضايا والحجج الجيدة من السيئة ، من خلال البحث في بنية العبارات والحجج و تصنيفها ، ومن خلال دراسة النظم الشكلية للإستدلال والإستنتاج المحتمل بسند الحجج ودلائل السببية النسبية في التشخيص ، وعليه فإن المنطق ببساطة شديدة هو كل شىء قريب من العقل وقابل للتصديق ، لان الشىء المنطقي اليوم قد يكون غير منطقي غدا وبالعكس وحسب تطور العلم . بإستثناء مصدر الخالق العظيم الواحد .

العورة إبتداء بتتبع الكلمة في القرآن الكريم هي الشيء الذي تجب حمايته ، لأن عدم حمايته تستتبع وقوع الضرر ، فكل ما لا يحق لكل الناس هو عورة للإنسان . والعورة بعامة تشمل ما يسوء الإنسان إنكشافه أو نيله ، سواء كان من بدنه أو من أسرار حياته الخاصة أو علاقته بزوجه أو من ماله وما يملك . والعورات في القرآن ثلاث : عورة مكان وعورة زمان وعورات النساء وهي :-

أولا – عورة المكان : يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز { وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً } .

ثانيا- عورة الزمان : يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } .

ثالثا- عورات النساء : يقول الحق تبارك وتعالى في القرآن الكريم { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .

وفي معاجم اللغة … هي الخلل والنقص والعيب في الشيء ، وكل بيت أَو موضع فيه خلل يخشى دخول العدو منه ، وعورة الجبالِ شقوقها ، وعورة الشمس مشرقها ومغربها ، وعورة الإنسان ما يستقبح النظر إليه . وإصطلاحا هي ما يجب ستره ، وعورة الصلاة على المرأة بدنها كله عدا الوجه والكفين والقدمين ، وعورتها بالنسبة للنظر كل بدنها عدا الوجه والكفين ، وعورة الرجل في الصلاة خصوص السوءة وهي الدبر والقبل والانثيان . وكذا بالنسبة للنظر . إذن عورة الإنسان كل ما يستره حياء من ظهوره ، فعورة الرجل من الرُكبة إلى السرة ، وعورة المرأة جميع جسدها إلا الوجه والكفين . وذلك مما يعتقد به المؤمون بدين الله الإسلام ، والله سبحانه وتعالى يقول ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” ) ، فما لك أيها المخالف بما لا شأن لك فيه ولا يعنيك أو يخصك ولا يؤذيك ، وها هو الإمام الشافعي وهو أحد أئمة المسلمين وفقهائهم الكبار يقول :

لســانك لا تـذكر به عـورة امـرئ … فـكـلـك عـورات وللنـاس ألسـن

وعينك إن أبدت إليك مساوئاً … فصنها وقل يا عين للناس أعين

وعامل بمعروف وسامح من اعتدى … وعاشر ولكن بالتي هي أحسن

وهذا ما نحتاج إليه ، فلا يوجد إنسان لا يوجد فيه نقص لا يمكن أن يؤخذ به عليه ، فأنظر إلى الناس كما تريد أن ينظروا إليك ، فإذا كانت عيونك لا تقع إلا على الزلة والنقص ، فمن المؤكد أن سيكون سلوك الآخرين وطريقة نظرهم إليك بذات القياس والمقياس . أما إذا إستحضرنا إحترام الآخرين ليحترموننا ، فستكون خير رادع في مكافحة آفة السطحية والنيل من الآخرين ، والحديث عنهم وعن شؤون حياتهم الخاصة خلال حضورهم أو غيابهم ، وما الإرتقاء بأفكارنا وإهتماماتنا بما نرتفع به عن كل هذا الغثاء الذي يتمثل في القيل والقال من غير معرفة وعلم ، خاصة نبذ ومحاربة سخافات ما يشاع من خرافات وأساطير معالجة فيروس كورونا ، حسب إدعاءات وأقاويل الجهلة ومن يتسمون برجال الدين ، إلا دليل الرقي الفكري والسلوكي المطلوب في كل مكان وزمان .