22 ديسمبر، 2024 6:45 م

الجهل بالواقع أشد خطرا من الواقع نفسه!

الجهل بالواقع أشد خطرا من الواقع نفسه!

لاتحدث الجاهل بما يجهله، بل حدثهُ بما يعتقد بأنه على صواب لان النقاش مع الجاهل فشل.
في حديقة جميلة جلس الجاهل وبعد حين من الوقت جاء عالم وجلس الى جانبه، فقال الجاهل للعالم ماذا لو اقتلعت شجرة الياسمين هذهِ ووضعتها في منزلي لا استفيد منها بعض الشيء اظن ان رأيي على صواب لا ضير فيه.
ابتسم العالم وقال له: ياسيدي كيف تفعل هذا وتتلف الشجرة وانتَ تعلم أنه بمجرد ان تقتلع الشجرة من تربتها المخصصة سوف تموت جذورها وتتكسر اوراقها وينتهي عمرها،
ضحك الجاهل بصوت مرتفع وقالَ: تباً لعقلك الفارغ ايها العالم وما هذا التفكير وما قيمة الشجرة حتى وان ماتت سوف اتخلص منها بسهولة لا يهمني الامر.
فقال له العالم افعل ماتشاء ولكنك على خطأ.
ومن خلال هذهِ الأسطر نستطع القول بأن الجاهل يبقى متمسكاٌ بكلامه على الرغم من انه يعلم اخطائه و لكنه يجهلها.
لو طرح أمامنا سؤال ماهو الجهل ؟
وما هو الجاهل؟
وهل خلق الله سبحانه وتعالى إنساناً جاهلاً منذ المهد؟ ام ان الإنسان بحد ذاته هو صانع للجهل؟
الجهل: هو تغير حقيقة الاشياء وعدم معرفة الأمور بصورتها الصحيحة. اي بمعنى اخفاء الحقيقة عن الذهن سواء أكان بعارض او بدونه.
اما الجاهل: هو الإنسان الذي يجهل ما هو عليه على الرغم من معرفته التامة بأن مايفعله هو غير صائب، ليس الجاهل الذي لا يعرف القراءة والكتابة وإنما يجهل ماكان بين يديه.
وهناك انواع عديدة للجهل منها: وهو على شقين؛ جهل مركب ايبمعنى انه صاحبه يجهل أنه جاهل, و جهل بسيط وهو ان صاحبه يعلم بأنه جاهل.
الجهل مرض يصيب الإنسان بإرادته دون تدخل خارجي (الا في بعض الحالات الخاصة) ان الإنسان هو الذي يختار هذا المرض ويرضى به ويتمسك به بقوة.
اما اجابة للسؤال هل خلق الله إنسان جاهل؟
كلا لن يخلق الله سبحانه وتعالى إنسان جاهل وانما الجهل صفة اكتسبها الإنسان بسبب غروره وصفة التملك التي فطر الإنسان عليها، وهذه الصفة جعلت منه إنسان اخر، يتجاهل الصح ويصنع ذاته الخطأ.
فقال جعفر بن محمد عن الجاهل: “من اخلاق الجاهل الإجابة قبل ان يسمع، والمعارضة قبل ان يفهم، والحكم بما لا يعلم”.
وكذلك قال سقراط عنه: “ينبغي للعالم ان يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض”.
عندما تدخل حلقة نقاش مع الجاهل فأنه يبقى مصر على رأيه وعدم معرفته بما يقول، فيضطر العالم إلى أن يترفع بالسكوت عن الجاهل حتى لايصبح جاهل مثله.
قال وليام ماكدو”من المستحيل هزيمة رجل جاهل في النقاش”
وقال صولون: “حين يقول العالم لا أدري يصر الجاهل على ادعاء العلم”.
في عالمنا الحاضر كثر الجهلاء وقل العلماء،
وانتشر الجهل بسبب كثرة الجهلاء، وعم الظلام على عناوين العلم، واعتلى الغبار على رفوف المكاتب، واغلقت الكتب وفتحت المقاهي وارتفع صوت الجاهل وانخفض صوت العالم.
واخيرا وليس اخراً :. فالجاهل تابع يتعب الشخص ذاته فهو متولد و منغرس في تلك الطبيعة التي نشأ عليها الشخص.
الجهل يأتي من التطبع التفكير الخطأ, التفكير الخطأ هو ناتج من فشل الشخصية الفشل النفسي
الفشل هو الهزيمة
الهزيمة هي الضعف الحقيقي
الضعف الحقيقي؛ هو عدم مقدرة الإنسان على بناء نفسه بالصورة الصحيحة.
فلنبتعد قدر ما نستطيع عن الجهل لكِ لانجعل حياتنا عبارة عن كهف مظلم لايدخله النور ابدا.