21 أبريل، 2024 1:46 ص
Search
Close this search box.

الجهل بالعلمانية في العالم العربي

Facebook
Twitter
LinkedIn

يجهل الكثير التفسير الحقيقي للعلمانية حتى راح يصورها البعض في اذهان الناس على انها فكر الحادي تتبلور فكرته على أنكار الخالق مستدلين بذلك على الصراع الفكري بينها وبين النظريات الدينية … وهذا الجهل بالعلمانية يرجع لسبيين
الاول : دعاة الفكر العلماني انفسهم ويتلخص في كونهم أعطوا المبرر لدعاة الدين او المتدينين كما يحلو للبعض تسميتهم الفرصة في التشويه للفكر العلماني من خلال عدم تقبل اي رؤية وتفسيرديني للحياة الاجتماعية والاقتصادية فغلب على كثير من أهل العلمانية تعصبهم في رفض كل الرؤى والنظريات الدينية جملة وتفصيلا مما جعل رموز الدين يستغلوا هيمنتهم وسطوتهم على عقول الناس فشنوا حربهم على العلمانية وجعلوها بمنظورهم فكر ألحادي منكر للخالق والمعبود والموجد الاول .
الثاني : ويرجع الى عدم تحرر المجتمعات الاسلامية فكريا في التحليل للأيدلوجيات الفكرية فهم يرجعون في اغلب أراءهم على مبدأ التقليد ولست بصدد النقاش لهذا المبدأ كوني لأ ارفضه كليا فكل منا له من يعتبر له معلمه الذي يرجع اليه فمن هذا الناحية لا ضير ولا مشكلة .. لكن الاشكالية كون الانسان المسلم صار يأخذ الاراء والاحكام من رموزه الدينية بشكل مسلم به دون ان يدخله حيز التحليل والتفكير الذهني ولو نظرت بتمعن وتدبر لوجدت ان القرءان يشير الى ضرورة التفكر والتدبر كما يرفض التقليد في كل الامور ولا يتقبل فكرة هذا ما وجدنا عليه ابناؤنا الاولون ..
والصحيح ان العلمانية لها عدة تفسيرات وتطبيقات واحده منها هي الالحادية .. وهي لا تجد حيزا ذهنيا ونفسيا في المجتعات العربية المسلمة لأنهم اضافة لفطرتهم الايمانية بالخالق فهم مشبعون بالايمان بالموجد الاول وعلة الوجود الخارجة عن الطبيعة المادية … والتفسير الثاني للعلمانية وهي العلمية المادية ..والتي تؤمن بالتقدم والتطور العلمي المادي وهذا ما لا يعارض ولا يخالف ثوابت الديانات كافة وخصوصا الاسلامية كون الاسلام يؤمن ويشجع ويبارك ويدعم اي نظريات علمية تسهم في خدمة الانسان
خلاصة القول .. ان العلمانية السائدة في مجتمعنا هي العلمانية العلمية التقدمية المدنية لا العلمانية او المادية الالحادية …
فيمكن ان يكون العلماني مسلما مؤمنا بالله يؤدي فرائضه الواجبة … لكن ليس بصورة اهل الدين وهيئتهم التعبدية المعتادة بلحية كثة ومسبحة طويلة فهذا جزء وتطبيق خاص من التدين وليس هو الاصل والاساس في الدين الحقيقي النافع للمجتمعات ككل والذي حث عليه السلام بقول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم “خير الناس من نفع الناس “”
وتحية للعلمانية المدنية التقدمية وتحية للاسلام الداعم لكل ماهو نافع ومفيد للمجتمعات بمختلف تنوعها وطبقاتها وهوياتها الدينية وقومياتها

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب