19 ديسمبر، 2024 4:27 ص

الجهل ، والاحزاب الدينية ..

الجهل ، والاحزاب الدينية ..

الاحزاب الدينية هي احزاب سياسية بحته ، يحاول أعضائها الوصول الى السلطة تحت غطاء ديني ، مستمدة فلسفتها الفكرية من المفاهيم الدينية وتضع برامجها على ضوء تلك الفلسفات والافكار ، وطالما يجد كل دين أو مذهب في قياساته الخاصة به أنه الأفضل من بين تلك المذاهب او الاديان لأن مصدرها الخالق الواحد ، فالمسؤول الروحي لذلك الدين أو المذهب هو المفوض من الله لتطبيق التعليمات الدينية ، لهذا يرى كل حزب أنه الأفضل والأمثل لأدارة شؤون المجتمع ولا تستطيع أتخاذ اي قرار حاسم الا من خلال ذلك الزعيم الروحي الولي الفقيه او اي رجل ديني أخر لتكون افكاره هي الأساسية لأصدار الفتاوى ، وعلى هذا الاساس يتعاملون مع المجتمع ككل ، فالاحزاب الدينية موجهة من الوالي الفقيه بدليل تلقي التعليمات والمشورة منه بين فترة واخرى من زياراتهم المتكررة اليه سواء من رؤساء الأحزاب أو رؤساء الوزارات أو رؤساء الوزراء .
أكدت الدراسات الأجتماعية أن المجتمعات البدائية التي تؤمن وتتمسك بتقاليد الاباء والأجداد أيماناً يكاد يكون أعمى لا تخضع ابداً للتغير أو التطور الإ ماندر ، لان هذه الحاله تؤدي الى الجمود الفكري ولا يكون فكرها الإ من خلال دائرة محددة ، ومجتماعاتنا العربية عامة والمجتمع العراقي خاصة زراخر بمثل هذه الحالات ، وقد شرح الاستاذ الدكتور على الوردي هذه الحاله بأسهابٍ كبير في كل كتبه المعتبرة .
إن حكم الأحزاب الأسلامية في العراق ( وخصوصاً الشيعية منها ) أرجع العراق الى العصر الحجري بتصرفاتها ونفوذها وسراقاتها وتصفية كل من يقف بوجهها متذرعة بحماية المقدسات والمذهب ، فماذا نتوقع منها وان مفاهيهما تتعارض مع الحريات الشخصية تماماً ، فهي تؤكد على خضوع الفرد لمبادىء الدين خضوعاً كاملا لا نقاش عليه ..
ان مشكلة السياسي الديني العراقي انه يدّعي التدين ومع ذلك له اتجاه دنيوي يحاول استغلال المفاهيم الدينية في تحقيق رغباته ونزواته وسرقاته الشخصية والحزبية ، وألغاء واقصاء  الاخر المعارض له في ادارة شؤون المجتمع متناسياً ان الاخرين ايضاً قد تلقوا تنشئة اجتماعية استند الكثير منها على مبادىء دينية لايمكن التخلي عنها .
برغم هذا كله فقد نجح السياسي الديني _ الشيعي _ في العراق نجاحاً ساحقا ، فقد خدعوا البسطاء من ابناء الشعب بخطبهم الرنانة في المساجد والحسينيات على أنهم جاءوا منقذين للعراقيين من الدكتاتورية البعثية وانهم سينشرون الديمقراطية والحرية والامان والعمل والرفاهية لهذا الشعب المظلوم _ على حد قولهم _ وأستخدموا كافة الوسائل الغير شريفة لاوصول الى السلطة من فتاوى دينية بحرمة الزوجة على زوجها ان لم ينتخب القائمة الفلانية ، ورفع صور الرموز الدينية والمراجع ذات الاتجاهات المذهبية المتشددة لغرض خداع البسطاء والاميين من الناس _ وما اكثرهم _ لكسب اصواتهم ، بالاضافة الى تزوير الاستمارات الانتخابية والتي ضُبط البعض منها في المحافظات الحدودية المجاورة لأيران .لقد استبشر الشعب العراقي خيراً بعد سقوط النظام الدكتاتوري ، لتتأسس الدولة العراقية الجديدة على قواعد المحاصصة الطائفية ، ليحكم العراق بالقوانين الطائفية والمذهبية ذات الاتجاه الموالي لايران .لقد عاثوا في العراق فساداً ، وسفكوا دماء العراقيين الشرفاء من خلال ادخالهم لعملاء المخابرات تحت الغطاء الديني وقاموا بتصفية الضباط والطيارين والاطباء والمهندسين واساتذة الجامعات وشردوا العراقيين في الداخل والخارج ، واخيراً اعلنوا ان ايران تستحق 200 مليار دولار من ثروات العراق تسدد لهم تعويضاً عن خسائر الحرب لتسديد ثمن خيانتهم لبلدهم العراق .
وبعد كل هذا نراهم الان يستعدون لجولة انتخابات اخرى بانت بوادرها من الان للفوز بالسلطة للفترة القادمة ليوغلوا بدماء العراقيين وبسرقاتهم ونهبهم للمال العام حتى الثماله .ايها العراقيون ..
ليكن الماضي ومآسيه لكم درساً للمستقبل لتعرفوا جيداً من نتنخبوه مستقبلا .

أحدث المقالات

أحدث المقالات