22 ديسمبر، 2024 3:34 م

الجهد الاستثنائي  لادراج الاهوار ضمن لائحة الثراث العالمي

الجهد الاستثنائي  لادراج الاهوار ضمن لائحة الثراث العالمي

الوطن والمواطنة والوطنية  مفردات غادرناها  منذ زمن بحيث لم نجد المخول من حكام الاحزاب والمحاصصة ان يطلق على الفرد العراقي تلك الصفه .. كونه يقبع بحزبية لا تمنحه ذلك الحق .. ولكنها لها ثمن … فمن خلال مايبذله  الفرد من حب وتضحية وعمل خالصا للعراق وليس لحزبه او كتلته ..  عندها تترجم تلك الصفات التي ينبغي ان تكون هي سمة لكل مواطن .. وليس جديدا ان اقول ان العراق  محمولا عند العراقيين بحدقات العيون ، بل وموشى  فوق  رموش اجفانهم .. لذلك كل الخطوب التي المت  بالعراق ، شعر العراقيون معها بالسهر والحمى والتعب .. على خلاف طوائفهم وانحداراتهم ومذاهبهم .. ، والدليل على ذلك  داعش لما احتلت ثلث العراق  هب الغيارى من ابنائه متكئين  على جوعهم وفقرهم وعوزهم وجراحاتهم لبذل النفس ، رخيصة باتجاه طرد الاوباش والدخلاء والمرتزقة المارقين ..  وهذا مشهود له . وعندما اريد للعراق خيرا ولقسم منه على الاقل يتعلق بالاثار والاهوار ، 
 تناخى العراقيون  من شماله  الى جنوبه  ، ومن شرقه الى غربه  كل حسب مقدرته وطاقته ، لكي تدرج تلك المعالم والاثار ضمن لائحة التراث العالمي ، رغم انها استحقاق  استشعر به العراقيون بأنه من الحقوق التي ينبغي على العالم ان يعترف بها ، سيما وان اوطأ من ذلك من المعالم الاثارية والعمرانية العالمية قد تم الاعتراف بها عالميا بفعل نشاط ابناء تلك الدول التي تحوي تلك المعالم واعلامهم الفعال الذي يدفعهم به حب اوطانهم .  والظاهرة الملفتة للنظر ان العراقيين عملوا بصدق وبحب وبامانة ونقلوا الحقائق الى المؤتمر العالمي بعيدا عن الاستجداء او استدرار العطف ، وانما متكئين على الاستحقاق والاهمية والقدم لتلك المعالم .. فكانت البدايات حلم راود اهل الاثار والمهتمين بالسياحة والاهوار وتذاكروا فيما بينهم ،
 وبدأ الحلم يكبر وترجم على الورق ، ووفرت شروطه  وتم الحشد له من قبل الجماهير والمسؤولين على حد سواء .  فكان لوزارة السياحة قبل ان تندمج مع وزارة اخرى وبوزيرها العتيد السيد عادل فهد شرشاب ، الدور الاكبر في ترجمة اماني وطموحات العديد من منظمات المجتمع المدني ، وخاصة تلك التي طرحها السيد عبد الامير الحمداني ، الاثاري المعروف ، والسيد جاسم الاسدي الذي يحتضن الاهوار بين حنايا ضلوعه  الى جانب المهتمين الاخرين .. حيث عمل ذلك الوزير الى جانب الانجازات الاخرى التي حققها للسياحة والاثار ، على الاهتمام بعملية ادراج معالم العراق  على لائحة التراث الانساني ، سواء من خلال علاقاته الشخصية بالجهات السياسية في العالم  ، 
او ندواته ومحاضراته وسفراته التي لايعدم فيها فرصة ولاوسيلة الا ويذكر اهمية الاهوار والاثار العراقية وعمقها التاريخي وادوارها الانسانية . او من خلال حثه للقائمين على شؤون الاثار او بالاحرى تعاونه معهم وكذلك الاثار وتيسير سبل التحرك والانطلاق ليشعر العالم باحقية العراق  في ادراج تراثه ضمن اللوائح العالمية . ومن جانب اخر هنالك دور كبير للجهات المسؤولة سواء في وزارة السياحة او للسيد محافظ ذي قار شخصيا الاستاذ يحيى الناصري والدور كبير ايضا لوسائل الاعلام  الورقية والمسموعة والمرئية …  وللمهرجانات التي نظمتها جهات مدنية تحب العراق وتعمل جاهدة للمساهمة في بناء مجده بعيدا عن المحاصصة المرة التي يمارسها احزاب السلطة ، والتي ارهقت كاهل العراقيين وهمشت الشعب ، وجاءت بعناصر لاتحسن حتى قول الحق . ففي الوقت الذي نهنئ انفسنا بهذا الانجاز الرائع  يحق لنا ان نفخر بانجازاتنا وعراقنا الذي سيتعافى حتما .. ونفخر ايضا بالجهود الوطنية التي قدمها السيد عادل فهد الشرشاب وزير السياحة السابق ، والسيد محافظ ذي قار الذي حرص على المتابعة لحظة بلحظة الى الملف ويسر جميع سبل نجاحة … ويحق لنا ايضا ان نفخر  بجهود المنظمات المدنية التي ما انفكت تواصل الليل بالنهار لغرض حمل القائمين على المؤتمر بأن يدرج ذلك الصرح العراقي على لائحة الاهتمام العالمي وقد وفق الله العراق  وحقق نصرا في هذا المجال والحمد لله رب العالمين .