23 ديسمبر، 2024 2:56 ص

 الجهاد من أجل الموصل لأن فيها (أنفسنا) ..

 الجهاد من أجل الموصل لأن فيها (أنفسنا) ..

خلال العشر سنوات الماضية من العنف الإرهابي المدعوم دوليا وإقليما لضرب العراق بكل وحشية و بشاعة دون استثناء لطائفة أو مذهب أو دين أو عرق وهو يهدف لتحقيق أجنداته المنشودة في تمزيق لحمة البلاد وإشعال فتيل الحرب الطائفية بين مكوناته المتعددة , كانت المرجعية الدينية صمام الأمان الوحيد وهي تواجه و تصد تلك المخططات الدولية الشرسة و الخبيثة بكل حكمة ودراية وتَعقُل بتفويتها الفرصة على التنظيمات الإرهابية ومحافظتها على حقن دماء المسلمين بعد أن أصبح السياسيين وللأسف الشديد احد الأدوات الفاعلة لتنفيذ تلك المخططات الخارجية على ارض العراق من خلال صراعهم وتناحرهم على مصالحهم الحزبية والفئوية والشخصية بعيدا عن هموم وتطلعات الناس المحرومة لعقود من السنين ..

حوادث كبيرة كانت كفيلة بجعل العراق نارا مشتعلة و ساحة صراع دامية لقرون من السنين بين طوائفه بعد تمزيقها إلى دويلات وأقاليم صغيرة متناحرة وهو ما كانت تسعى له الجهات الخارجية لتنفيذ مآربها الدنيئة للنيل من حضارة وتأريخ هذا البلد العريق ..فـ

تفجير قبة الأماميين العسكريين و حادثة جسر الأئمة و مثلث الموت و الإرهاب اليومي المتصاعد بالسيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة . كل تلك الأحداث وغيرها كان من ورائها مقاصد وغايات كادت أن تودي بالبلاد للهاوية والدمار الحقيقيين . لكن صمت وسكوت المرجعية الدينية كان له مقاصده وغاياته أيضا التي جعلت من الإرهاب يزداد شراسة و وحشية و همجية وهو لا يقوى على تنفيذ أجنداته ومخططاته بجر ( الشيعة والسنة ) للاقتتال والتناحر فيما بينهم .. فما عبر عنه احد رجال الدين السعوديين يثبت ذلك .. بقوله : ( أذهلني وحير عقلي صمت هذا الرجل الذي يدعى السيستاني وهو زعيمٌ لأكبر طائفة في العراق ويملك أكبر تأييد بين رجالاته من قبل الشعب , يرى في كل يوم طائفته تُذبح وتُدمى بالمفخخات وتفجر و تهدم قبور أئمتهم وأوليائهم وهو لا يخرج شاهرا سيفه ومعلناً الجهاد ) .حقاً إنها الحكمة البالغة التي حافظت على وحدة المسلمين من شر الاحتلال و القاعدة و داعش اليوم ..

فما يشهدُ لهذا الرجل من مواقف حكيمة :

عند انهيار الوضع الأمني بين أعوام ( 2005 إلى 2007 ) م كانت زعماء وشيوخ العشائر في محافظات الوسط والجنوب تذهب للقائه في النجف الأشراف وتطالبه بأستمرار للإفتاء (بالجهاد) لمقاتلة القاعدة والقضاء على ما يسمى بـ(مثلث الموت) الذي تشكل في مناطق اللطيفية و اليوسفية والمحمودية وقطعَ الطريق على محافظات الوسط والجنوب من الوصول إلى بغداد بعد أن قُتلَ فيه المئات من العراقيين الأبرياء. لكنه كان يرفض ذلك الطلب في كل مرة ويقول : ( انه سيؤثر على أنفسنا ) قيل له : (ومن هم أنفسنا) ..فكان يقول دائما ويردد لمن يزوره : (السنةُ هم أنفسنا وليس أخوتنا) .وكان يوضح مأرب تلك العصابات التكفيرية ومن يقف خلفها لجر البلاد للاقتتال فيما بينها ..

نعم ..السيد السيستاني وطوال العشر سنوات الماضية والمريرة بواقعها الأمني المتردي..

لم يفتي بالجهاد عند هدم قبة و قبر الأماميين العسكريين (عليهما السلام )..

ولم يفتي بالجهاد عند استشهاد (ألف) عراقي في يوم واحد في حادثة جسر الأئمة..

ولم يفتي بالجهاد ضد الهجمات الإرهابية المتصاعدة والمتزايدة على المدن الآمنة في المحافظات (الوسطى والجنوبية )

لكنه أفتى بالجهاد عند احتلال الموصل العراقية بعد بيعها بثمنٍ بخس لـ (داعش ) من قبل محافظها وقياداتها الأمنية البعثية المتخاذلة ..لأن فيها (أنفسنا) من العراقيين ..

فهب الملايين تلبية للنداء والذهاب للموصل الحدباء لجعلها مقبرة لداعش وكل الغرباء ..حتى غصت مراكز ووحدات الجيش بالجنود المتطوعين وباتت غير قادرة على استيعاب هذه الملايين من الجحافل الملبية لنداء مرجعيتهم الدينية ..

فلا خوفٌ على العراق لأن فيه رجلٌ اسمه يدعى السيستاني ..الذي وحد بجهاده هذا حتى السياسيين الذين كانوا متصارعين قبل أيام على المناصب و الوزارت والكراسي ..فما هي إلا أيام وستكون جثث داعش تحت بساطيل جيشنا المقدس ..