رفعت الرايات … وعلت قعقعة السلاح … ودارت رحى الحرب في معارك ضروس أخذت في طريقها آلاف الضحايا ( شهداء عند طرف … فيما هم قتلى يستحقون القتل عند الطرف الآخر ) ، وآستبيحت مدن وهتكت أعراض ودمّر إقتصاد البلاد … وكل ذلك تمّ والحمد لله بإسم ( الجهاد في سبيل الله ) أو ( إعلاء راية الإسلام ) والقاتل والمقتول كلاهما مسلمين . ولاندري من نصدق الجلاد أم الضحية ، فالجلاد كان حتى الأمس القريب عضوا في المؤسسات الأمنية لدى أعتى نظام دكتاتوري دموي في العصر الحديث ، يقتل ويعذب ويستبيح الحرمات في الأقبية المضلمة من دون حسيب أو رقيب .
وما أن دارت دورة الزمن وشاء الله أن نتخلص من ظلم ذلك النظام وطغيانه ، حتى سارع الجلاد ذاته ليلبس مسوح الدين ويغطي وجهه بلحية كثة ، ويفارق تلك الأقبية والزنازين ليخرج إلى خارج تلك الأقبية المضلمة ليمارس ذات الدور ليقتل هنا ويفجّر هناك وينتهك الأعراض تارة أخرى ، ولكن هذه المرة بإسم الإسلام والجهاد في سبيل الله ، وما أكثر المخدوعين بهذه الشعارات البراقة التي دفعت بالبعض من البهائم ورعاع الناس على تقبّل أن تفخخ أبدانها لتفجرها وسط الأسواق والجامعات والمساجد ودور العبادة ، ولافرق إن كان المقتول إمرأة أم شيخا أم طفلا أم إنسانا أي إنسان كان ، فالمهم عند هؤلاء هو إشباع الرغبة والنهم لشهوة إراقة الدماء التي لم يعرفوا غيرها منطقا على مر تأريخهم المليء بالإجرام والرذيلة .
لقد خسر أولئك المجرمون نفوذهم بسبب التغيير السياسي في العراق بعد عام 2003 ولذلك عملوا على محاولات تخريب العملية السياسية الناشئة في العراق فعملوا بكل جهدهم ثم آستعانوا بدول الجوار العراقي الذي أمدهم بالمال والمخططات الخبيثة التي أسهمت بقتل عشرات الآلاف من العراقيين على مدى السنوات الماضية ، وكانت التجارة الرابحة لهم إقحام إسم الدين في جهودهم الخبيثة تلك وآعتبروا مايقومون به إنما هو جهاد في سبيل الله تعالى ظلما وعدوانا وإساءة متواصلة لإسم الإسلام ، عن طريق إعلان مايسمى ب ( دولة الخلافة ) بقيادة أفّاق من الأفّاقين ، مجنون مأفون اسمه ( أبو بكر البغدادي ) يعيث في الأرض فسادا ، ليهلك الحرث والنسل ، وأنتم أيها الأفاقون… المجرمون … يا حثالة وأراذل البشر … كنتم العون والسند لتنفيذ مخططاته الخبيثة في بثّ الفرقة بين أبناء البلد الواحد ، والدين والمعتقد الواحد .
إن كنتم تدعون الإسلام حقا أيها الأراذل ، وتريدون الجهاد في سبيل الله ، فطريق الجهاد بيّن واضح ، وفلسطين ومايجري فيها ليست ببعيدة عنكم ، وجرائم الصهاينة في قتل أطفالها ونسائها وشيوخها مما يندى له جبين الإنسانية ليست ببعيدة عن أسماعكم ، وهناك يكون الجهاد الحق ، وليس بقتل العراقيين ، في الموصل وتلعفر وتكريت والفلوجة والأنبار وديالى والنجف وكربلاء والبصرة وفي كل شبر من أرض العراق الحبيب .
ألم تسمعوا بالمجازر التي ترتكب في غزة وفي باقي المدن الفلسطينية المستباحة ؟
أوليس فرض الجهاد إن كنتم مسلمين حقا أدعى لإن يعلن للدفاع عن مقدسات المسلمين وأرواحهم هناك في غزة ؟
أم إنّ دولتكم وخلافتكم اللاّ إسلامية هي إمتداد للصهاينة وصنيعة لهم ؟
أوليس من أول مساعي آل صهيون هو بث الفرقة بين المسلمين لإبعاد الخطر عن كيانهم المسخ ؟
أولستم وأنتم تكفّرون فريقا من المسلمين وتقتلون أبنائه ، تنفذون مخططات الصهاينة في بث الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية وتعملون خلاف قوله تعالى ( وإعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ) وأنتم تقطعون حبل الله الذي أمر به أن يوصل ظلما وعدوانا على الله ودينه الحنيف .؟
أذهبوا إلى فلسطين إن كنتم تجرأون … فالجهاد في سبيل الله في فلسطين وغزة ، لابقتل العراقيين أيها المجرمون … فهل جرأون …. ولاأعتقد أنكم تجرأون …
أتعرفون لماذا ؟
لأنكم صنيعة الصهاينة أنتم وخليفتكم المجنون المأفون … والصهاينة في أمان مادمتم تعيثون فسادا في الأرض … وتشغلون الأمة الإسلامية عن أداء دورها الرسالي .