23 ديسمبر، 2024 9:39 ص

الجهاد بين مرجعيتين

الجهاد بين مرجعيتين

الفتوى الجريئة التي اطلقها المرجع الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني بوجوب الجهاد الكفائي على كل عراقي يستطيع حمل السلاح دفاعا عن العراق وشعبه واعراضهم وممتلكاتهم اعادت الى الاذهان الفتوى الاجرأ التي اطلقها المرجع الاعلى السيد محسن الحكيم طاب ثراه في ستينات القرن الماضي والتي حرم بموجبها  اعلان الحرب على الاكراد وقتالهم متحديا سلطات البعث الدكتاتورية الفاشستية التي شنت حرب ابادة ضد الاخوة الكورد في شمال العراق وتهديم ومحو مدنهم وقراهم ،حيث استجابت الجماهير ملبية فتوى مرجعية الحكيم، تاركة السلاح ممتنعة عن الالتحاق بالخدمة العسكرية وان عرضها ذلك القرار الى ملاحقة السلطة الجائرة والى السجن والتعذيب والاعدام ، في حين سكت وعاض السلاطين من رجال دين الاطراف الاخرى بل ساندوا السلطة وافتوا بقتال الكورد !.وفي حين كانت فتوى المرجع الحكيم تحرم قتال مسلمين مظلومين اصحاب حق ،جاءت فتوى المرجع السيستاني توجب القتال دفاعا عن وطن وشعب يتعرض لحرب ابادة وخراب وتدمير وبافتك الاسلحة وباشد وافضع انواع الاجرام على ايدي عصابات بربرية متوحشة من بغاة خرجو من الملة والدين تمولهم حكومات عربية مرتبطة باعداء الاسلام وخاصة الصهيونية العالمية.لقد طال صبر المرجعية الرشيدة وهي تعايش مايتعرض له العراق منذ عشر سنوات ونصف من حرب شعواء باطلة ظالمة مستهدفة وجوده وشعبه واقتصاده واعماره ،وتلحظ بام العين  استهداف شريحة معينة بحرب ابادة وبافضع وسائل القتل والخريب والدمار من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاحزمة الملغومة والهاونات والكواتم فضلا عن التهجير والتطهير العرقي في مناطق وجودهم .ولم تجد كل وسائل التقارب والتسامح والعفو وبسط اليد والحلم نفعا بل زادت الارهابيين والمتطرفين تعنتا واجراما وبغيا حتى وصل الامر الى احتلال مدن بكاملها وذبح اهلها الامنين وهتك اعراضهم ونهب ممتلكاتهم يقابله سكوت مطبق من العالم ،وعون وتاييد من دول الخليج واحتضان من بعض الاطراف في الداخل ، بل الادهى والامر اصدار فتاوى من بعض المحسوبين على الاسلام تؤيد اجرام الارهابيين بحق العراق واهله .ومثلما استجابت الجماهير العراقية لفتوى المرجع الحكيم في ستينات القرن الماضي وبشكل منقطع النظير ،هاهم اولاد واحفاد تلك الجموع يلبون نداء مرجعية السيستاني بجحافل مليونية مع ان الفتوى كانت وجوب الجهاد الكفائي.وستحقق هذه الجموع النصر المؤزر على عصابات اجرام البعث ومسمياته داعش والنقشبندية ومن دار في فلكها.