10 أبريل، 2024 2:17 ص
Search
Close this search box.

الجهاد …. بين الواقع الاجتماعي والحصاد السياسي

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما بين المحاربين والمحتربين , تفاقمت الحالة الجهادية بشكل متأزم في الآونة الأخيرة ,حيث وصلت إلى حد ألهجيان الدموي والهذيان الثوري … تيار يسبح في دمه ضد تيار …مفرقعات إرهابية  تضرب أي مكان ترغب استهدافه  , مما يبرهن  على وجود ثمة مخالصات بالرؤى والأفكار حول ماهية الجهاد , وآلية استخدامه من حيث ظهوره كوسيلة للدفاع أم وسيلة للهجوم …

الجهاد..هو بذل كل ما في الوسع لأجل إعلان شأن الحق والمحافظة على ثروات الإنسان الطبيعية على أرضه الوطنية..لضمان حفظ سلامة ووحدة وسيادة وطنه ووجوده الإنساني وعرقه الحضاري والديني ضمن أطرها المعتدلة  لذلك أي مساس يعتبر تعدي على كرامة الإنسان وخطر يهدد أمنه واستقراره سواء كان نوع التعدي داخلي أم خارجي ..

وبشكل عام الجهاد هو عملية تنظيم للنفس وإعداد العدة للتصدي لأي قوة خارجية تفرض سيطرتها علينا وتتدخل في شؤوننا وتقسم وحدة أراضينا وتنهب ثرواتنا.. أي هي عملية مجاهدة بالنفس فكريا وروحيا وجسديا وبتفاعل أنتروبايولوجي مرن ..

قد يأتي الجهاد من  مصادر ثلاث :

 عقيدة دينية :

 ويعتبر من أسمى أنواع الجهاد, ذلك الذي ينبع من العقيدة الدينية , لأنه يأتي قويا مستمد شرعيته من وحي الدين وعمق الإيمان .. ويظهر حينما يشعر الفرد بوجود ثمة من المخاطر تمس شرائع دينه وعقائده ومقامته الدينية فهو إضافة إلى كونه جهادا حاميا لبوابة الدين .فهو من باب آخر يمثل خط المقاومة الحصينة  المدافعة عن حرمات الدماء والأموال العامة والأعراض.. كما قال نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) :المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه … لذلك تعتبر القيم الدينية  أكثر تأثيرا من القيم السياسية وأقرب منها إلى القيم الوطنية ..

عقيدة وطنية :

ويعتبر من أرقى أنواع الجهاد, ذلك الذي ينبع من العقيد الوطنية, لأنه يأتي نقيا خالصا مستمد شرعيته من روح الجماعة وشرف الشعور بالانتماء الوطني وضمير المواطنة الصالحة التي تمثل الدرع الحصين لمواجهة كل التهديدات والأخطار التي تريد إشعال نار الفتن والدمار في البلاد.. أي أن الجهاد الوطني سامي ونبيل بطبعه ينبع من روح  الضروريات الوطنية التي قد تختلف عن الاعتبارات المذهبية والدينية ..لذلك الفرد الجهادي هنا, يميز بين ما هو وطني وقومي من جهة وبين ما هو ديني ومذهبي من جهة أخرى ..

 عقيدة سياسية :

 ويعتبر من أخطر الأنواع ..لأنه يكون مرتبط ارتباطا مباشرا بالأهداف الإستراتيجية الكبرى التي تخضع لفوهة الحروب … حيث يكون الجهاد هنا غامضا تحت جفن نواياه .. فهو أما مدافعا عن مبدأ أو مكسب ..

ما نعيشه اليوم .. من حروب فوضوية خلاقة  ما هي إلا إستراتجيات خارجية تسللت بواسطة تلك الشحنات الجهادية الهجومية البربرية المتضمنة كافة التنظيمات القاعدية , والتي خلقت صورة مشوهة للإسلام مستقطبة كل الأفكار الداعشية الصهيونية والتي تبث الحقد والكراهية والعنف في كل مكان .. حتى كاد أن يتجمد النشاط الإرهابي وينكمش تقريبا في جميع الأجزاء المناطقية للأغلب النظم الملكية الداعمة والمنظمة له كما في السعودية قطر البحرين والكويت  … بينما نلاحظه يتذبذب في الأماكن الأخرى كما يحدث مع بعض دول الإتحاد الأوربي مؤخرا ..مستهدفة نقط حساسة معينة من شأنها أن توقد نيران حقد بين الإسلام والديانات الأخرى أو بين العرب والأجانب …وعلى حين غرة نلاحظه يتمدد ويتطاول كثيرا في معظم  البلدان العربية الأخرى لاسيما تلك التي شهدت مشروع الربيع العربي وبالهجمات الاستعمارية البربرية التي ترغب في اجتياح أراضينا  وتدنيس مدننا و تهديم معالمنا وإنهاء تاريخنا الوجودي الحضاري ..

إذن أمريكا لا تريد زرع الديمقراطية  بل زرع الطائفية المقيتة فيها … حيث تقوم بتوظيف الدين خدمة لمصالحها ..كما يلاحظ إستراتيجيتهم المتبعة في البلدان التي تقحموها, بخلق أزمة طائفية مصطنعة بين المحافظات داخل القطر الواحد على أسس مذهبية وقومية…. مورثين فيها السياسة الفاسدة والمصالح العابثة بأمن البلاد مستفيدين من نشيش الدماء لتمرير أهدافهم المستهدفة التي باتت مكشوفة وواضحة للجميع..  

وقد قالها جل وعلاه 🙁 فد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها ).

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب