23 ديسمبر، 2024 10:01 م

الجهاد الكفائي: تجديد لبيعة الغدير

الجهاد الكفائي: تجديد لبيعة الغدير

((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك, وان لم تفعل فما بلغت رسالته, والله يعصمك من الناس, ان الله لا يهدي القوم الكافرين)), بلغة الاصرار والحفاظ على النبي الاكرم, نزلت أية التنصيب, يا أيها الرسول ضع الرحال حيث مفترق ورمضاء غدير خم, فهنا يكتمل الدين وتتم النعمة.
صنع منبر من أهداج الابل وأخذ بيد المرتضى وتخطى سلم التنصيب, ليرفعا يداهما حتى بياض الابطين, ونادى ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه)), لتتعالى نداءات بخ بخ لك يا علي, ومن هنا رضي لنا الاسلام دينا.
معظم الحناجر التي صرخت بخ بخ؛ كانت رغم أنفها, فبمجرد استشهاد الرسول الكريم(ص), حتى تعالت الاصوات النشاز, لتسلب الحق الالهي في التنصيب العلوي, بعدما جعلوا النبي يهجر دون أن يكتب كتاب أمان لأمته, التي تشظت بعد رحيله الى طرائق قددا, لم تسلب الخلافة من الامام علي(ع), بل قيد بوصية نبوية, أجبرته على السكوت لكي لا يهدم الدين الوليد توا.
يعيش الشيعة لعقود خلت؛ ذكرى التنصيب المقدس ببهجة وسرور, ويذهب أغلبهم حيث أرض الغري, ليخلعوا أنعلهم قبل دخول الوادي المقدس, ويجددوا البيعة ويعلنوا الثبات على ولاية الحق, وتبرئوا من الذين أسسوا أساس الظلم والجور.
هذه السنة وقبلها تجديد البيعة من نوع أخر, فكيف وقف الحجيج في صحراء خم؛ يقف الشيعة الموالين في صحراء الانبار, ملبيين بخ بخ لك يا علي, لكن هذه البخ ليس كسابقاتها, فهي مليئة بالإخلاص ونابعة من صدق وعقيدة, وهم يصارعون براثن الكفر والالحاد, مضحين في الغالي والنفيس من أجل تلك البيعة والثبات.
ما أود قوله: منذ أن وجدوا والشيعة يصدون الهجمات, في سبيل البيعة على الحق, وها هم يجسدون أروع قصص الشجاعة, في الذود على حمى الدين والوطن, لترتفع راية علي (ع), خفاقة في سماء الرافدين, ويدح اسمه عاليا في اذان العقيدة والحق, فحشدك يا علي مستمر في اعلان البيعة لك, فلا تندثر تلك المراسيم ما زال فينا؛ عرق ينبض, وشباب نذرت أرواحها لفداك, والسلام.