8 أبريل، 2024 5:36 ص
Search
Close this search box.

الجهاد الارهابي : القتل لتحقيق هدف سيكولوجي

Facebook
Twitter
LinkedIn

ينتقل مفهوم الجهاد في الدين الاسلامي بعد ان هيمنت تفسيرات التيارات الارهابية للجهاد بأطروحاتها المتعددة على الساحة الفكرية الاسلامية من مفهومه النقي وهو الدعوة الى ان تكون غاية الموت جهاداً بناء الحياة بحيث لايكون الجهاد سبب في دمار الحياة الانسانية وإنما يكون بمثابة الطاقة التي تبث الروح والتجديد فيها من خلال أزالة جميع مظاهر الطغيان المادي والسلطوي والتي تكون سبب مباشر في احداث شلل كامل لجميع نواحي الحياة الى مفهوم جديد للجهاد تقدمه الجماعات الارهابية ليس له صلة بالمنظومة الشرعية والفكرية في الاسلام كونه يجعل الموت جهاداً سبب في أحداث دمار للحياة الانسانية ووفقا لهذا المفهوم الجديد يصبح القتل والدمار هو الهدف من الجهاد وليس الحياة لذا نجد هذه التيارات تمتطي ابشع أدوات القتل فالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة وحفلات الإعدام الجماعي وتفخيخ المساكن والمباني العامة.. الخ من طرق القتل لا تساهم الا في موت الحياة ليكون مفهوم هذه التيارات الارهابية للجهاد هو الموت من اجل الموت والدمار وليس العكس ، هذا الافعال الارهابية التي تمارس بصورة واسعة من قبل هذه الجماعات والتي انتشرات في اكثر من نصف دول العالم فخلال عام 2016 ضرب الارهاب (97) دولة شكلت مانسبته (57%) من دول العالم ، هذه العمليات الارهابية اخذت توظف من اجل تحقيق هدف سيكولوجي وفي هذا الاطار قال الطبيب النفسي الدكتور فريدريك هاكر ( إن الإرهابيين يسعون إلى “التخويف، وعن طريق التخويف إلى الهيمنة والسيطرة. إنهم يريدون أن يتركوا تأثيرا كبيرا. إنهم يقومون بعملياتهم للتأثير على الجمهور ويسعون إلى الحصول على مشاركة الجمهور)، وكتب متخصص غربي اخر في دراسة له حول أسلوب او تكتيك الجماعات الإرهابية في ارهاب الناس بان المقولة التي تعتمدها هذه الجماعات لتحقيق هدفها هي (اقتل قليل و ليشاهدك الكثير) وهي في ذلك تهدف الى خلق حالة من الانهزامية الداخلية لدى المشاهد والتي تتحول الى سلوك انهزامي في الخارج عند المواجهة مع الجماعات الإرهابية وفي نفس الإطار أشار كاتب غربي اخر بان الجماعات الإرهابية اليوم تعتمد ذات المقولة مع تغيير في الجزء الاول منها لتصبح المقولة (اقتل كثير و ليشاهدك الكثير )ادراكاً من هذه الجماعات للتأثير السيكولوجي الذي يحدثه القتل الكثير في نفوس الناس لذلك نجدها توظف جميع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافها فهي عندما تعرض عمليات القتل الوحشية والتفجيرات وعملية تهجير العوائل وسبي النساء ليس للتباهي بهذه الأفعال وإنما لتوظيفها سيكولوجيا لاحداث تأثير نفسي لدى المشاهدين بالشكل الذي يفخم من مخاوف الاخرين ما يخلق لديهم حالة من الخوف والاستسلام بحيث تسهل السيطرة عليهم، لذلك لابد ان تكون المواجهة مع الجماعات الإرهابية ليست عسكرية فقط وإنما مواجهة شاملة يتم فيها توظيف جميع الإمكانيات السيكولوجيا والاجتماعية والإعلامية الى جانب الجهد العسكري لتحقيق النصر خاصة ونحن عيش في عصر الصورة حيث تشكل الصورة فيه سلاح خطير ومخيف يساهم في تشكيل وصنع الحقيقة وليس نقلها بحيث يصبح الارهابي مجاهداً ويصبح الضحية كافراً لابد من القضاء عليه بابشع الطرق لتحقيق الهدف السيكولوجي للفعل الارهابي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب