اعتقد ان اغلب العراقيين يعرفون قصة المثل العراقي المعروف “خلالات العبد” حيث يُحكى أن أحد شيوخ القبائل أرسل خادمه (يسمونه عبدا) في مهمة، وقد أخذ الخادم معه كيسا من التمر ليأكل منه في الطريق. وفي منتصف الطريق أحس (العبد) بالجوع فأخرج تمرة وإذا به يجدها خلالة (بتفخيم اللام)، أي غير مستوية ورماها، وأخرج الأخرى. وهكذا كان يأكل واحدة ويرمي 10 حتى أفرغ الكيس وهو جالس. وعندما مشى مسافة طويلة أحس بالجوع ثانية لكنه لم يكن قد بقي معه شيء من التمر لأنه رماه كله.. وهنا رجع الى التمر الذي كومه وأخذه وهو يقول مقنعا نفسه ان: هذه تمرة وهذه تمرة فيأكلها برغم ما علق بها من أوساخ وتراب . وهذا المثل على الرغم من وجود الكثير من التطبيقيات له في المجتمع العراقي الا ان تطبيقه لدى الجهات السياسية في الساحة العراقية ملفت للنظر جدا حيث اننا نجد ان جميع الجهات السياسية وبلا استثناء عندما يكون هناك ترشيح لانتخابات او لمناصب معينة تقوم بعمل جرد لعناصرها والكفاءات التي تملكها وتتخذ قرارا بعدم تكرار الوجوه السابقة كونها اصبحت مألوفة وغير منتجة او تحوم حولها شبهات فساد او اخلاقية او انتماءات بعثية وغيرها من الاسباب ثم ما تلبث تلك الجهات ان تقوم بأخذ قسم من هذه الشخصيات حتى تأتي الى جميعها كما فعل صاحبنا “صاحب الخلالات” وكأن النساء قد عقمت ان تلد غير هؤلاء وكأن هذه الاحزاب او الجهات الدينية التي تدعي عمقا تاريخيا قد نضبت ولم تعد قادرة الى انتاج غير هذه الوجوه الكالحة التي سئمها المجتمع وكانت سببا في جلب سمعة غير طيبة لهذه الجهة او تلك وانا لله وانا اليه راجعون .