23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

الجنوب ارض تزرع الرجال وليس الخشخاش

الجنوب ارض تزرع الرجال وليس الخشخاش

في رد فعل بائس ومشين, على قانون منع تصنيع واستيراد الخمور, خرج علينا عضوان في البرلمان, يبرران معارضتهما لهذا القانون, دون ان يخجلا, من كونهما مسلمين ولو بالاسم فقط, رغم ان القرار قانوني, ويخضع للأكثرية والأقلية, تحت قبة البرلمان.
    فخرج علينا مشعان الجبوري, الذي يدعي انتمائه الى فصائل الحشد الشعبي, وان مقاتليه لا يقاتلون داعش, إلا إذا كانوا يشربون الخمر, ولا نعلم ما علاقة الخمر, بالدفاع عن الإعراض والأرض, وهل ان الخمر تمنح الرجال الشجاعة والمبادئ السامية, من اجل الدفاع عن أعراضهم وأرضهم, وماهي علاقة ولاية الفقيه بقانون اقره البرلمان العراقي, وصوت عليه غالبية أعضائه, سؤال يجب ان يجيب عليه هذا العضو, الذي يبحث عن كلمات خبيثة, تبرر له اعتراضه على هذا القانون.
      ثم خرج علينا فائق الشيخ علي, بكل خبرته التي ليست في مجال القانون, بل في بيع المشروبات الكحولية, وأسعارها وكيفية المتاجرة, بها بحسب ما يدعي, متهما الأحزاب الشيعية – حصرا – , بالمتاجرة بالمشروبات والقمار والدعارة, واستخدام هذه الأحزاب, أموال هذه التجارة, لدعم فصائلها المسلحة, وان سبب المنع هو زراعة الخشخاش, في جنوب العراق.
    “فائق دعبول” الذي استعر من اسم والده, وغيره الى الشيخ علي, ثم تنكر لمدينة العلم والعلماء, والحوزة العلمية النجف الأشرف, وصار يتبجح علينا, بأنه خريج مواخير لندن وحاناتها العفنة, ثم يهاجم أبناء الجنوب, مصنع الرجال والتاريخ. وصانعين الملاحم, وأصحاب أول حرف خرج للعالم, يعلمهم أبجدية الكتابة, ويتهمهم بزراعة الخشخاش والأفيون, دون أن يقول لنا أين ذلك ومتى.
     إن أبناء الجنوب, هم العراق بكل تاريخه, هم أبناء حضارة سومر وأكد وبابل, هم أبناء حاضرات الإسلام, البصرة والكوفة وواسط, وهم أبناء المراقد المقدسة, في كربلاء والنجف وبابل, هم أبناء مدرسة الحسين ع وال بيته, الذين تعلموا منه الكرامة والتضحية, والثورة على الطغيان والفاسدين.
     الجنوب الذي صنع الرجال, التي قهرت الانكليز بثورة العشرين, بمعاولهم وفؤوسهم, وحاربت الطاغوت صدام بكل جبروته وطغيانه, ولولا تضحياتهم ودمائهم الطاهرة, لما اعتلى فائق دعبول منصة التصريحات, وصار يتهمهم باتهامات شنيعة, نعبر عن حقده الطائفي ونفسيته المريضة, تجاه من أوصله الى ما هو فيه.
    ونسي هذا البرلماني, ان يخبرنا من الذي يدافع عنه الآن, ويقدمون الدماء والتضحيات, وينامون على سواتر العز والكرامة, ملبين دعوة المرجع الاعلى, سماحة السيد السيستاني (دام ظله), ليحاربوا قوى الشر والظلام, دون ان يطلبوا منة من احد, فيأتي من يعيش بفضلهم, ويتنعم بفضل دمائهم الطاهرة, ليتهمهم بزراعة الخشخاش, بل وينعتهم (بالقوادين).
   ان هذه الاتهامات والإساءة, يجب لا تمر مرور الكرام, بل يجب ان يحاسب عليها من نطق بها, والساكت عنه هو شريك له, في الإساءة على الغالبية العظمى من الشعب العراقي, فالجنوب ارض التاريخ والمقاومة, ومصنع رجال الحشد والقوات الأمنية, وليست مصنعا للخشخاش والأفيون, ورجالها رجال البطولة والشجاعة والإباء.