18 ديسمبر، 2024 9:10 م

الجنس عند المُسلمين الشرقيين – 2

الجنس عند المُسلمين الشرقيين – 2

عَوّدةً لموقف الاسلام من الحياة الجنسية للأنسان ، نقول جاء رَفْضْ محمد للمثلية بين الرجال ضمناً في الآية التي أدّعى نزولها عليه في مكة والتي تتضمن أعادة سرد أسطورة من أساطير الأولين من تلك المدرجة في بعض أدبيات المجتمعات القديمة ، وهذه الأسطورة تتحدث عن مجتمع كامل في زمن قديم كان يترأسه نبي أسمه لوط ، وتحكي هذه الأسطورة أنّ جميع رجال ذلك المجتمع كانوا يمارسون الجنس مع بعضهم البعض ، ولذا فقد قام الله المكّار المنتقم الرحمن الرحيم ( حسب الوصف المتناقض والمزدوج ) بالأنتقام من جميع أفراد ذلك المجتمع بخسف الارض بهم قاتِلا اياهم جميعهم رجالا ونساء وأطفالا عدا لوط وعائلته !!
ربما أراد محمد بهذه الأسطور وآيتها القرآنية ، والتي تبدو مضحكة للعقلاء في زمننا هذا ، تهديد رجال البدو العرب بضرورة توقفهم عن ممارسة المثلية الجنسية ، ولكن محمداً فشل بمهمته هذه فشلا ذريعا ، بل ومنح للعقلاء براهين أخرى تضاف الى آلاف البراهين التي تثبت بأن ( القرآن ) الذي كان يَدّعي نزوله عليه من الله بصورة سرية ما هو الا ( جُمَلْ ) من تأليف محمد أعتمادا على أساطير وقصص خرافية قديمة كانت تتداولها المجتمعات الشرقية من جيل الى جيل ، فليس من المنطقي وجود مجتمع كل رجاله بدون أستثناء يهجرون نساءهم ليمارسوا الجنس فيما بعضهم البعض ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن وجود مثل هؤلاء الرجال في مثل هذا المجتمع الذي صنعه خيال محمد سيعني أن كل نساء ذلك المجتمع كنّ ايضا يمارسن الجنس مع بعضهن البعض ، وذلك يضيف صعوبة وعدم منطقية على هذه القصة الخيالية ، فلو كان كل افراد هذا المجتمع بهذه الوضعية الجنسية فكيف كانوا يتكاثرون !
ثم ان وجود مجتمع كل رجاله بلا استثناء وكل نساءه بلا استثناء هم مثليو الجنس فهل من المنطقي أن يكون زعيمهم ( نبي ) مُنَصّبْ من الله ؟ ثم هل من المنطقي أن يقوم الله بخسف الارض بكل هؤلاء الرجال والنساء رغم أنه خلقهم وهو الذي صورهم وأحسن تصوريهم بهذا الحال ؟ ولو أفترضنا أن محمدا لا يقصد أن كل رجال ونساء هذا المجتمع كانوا مثليين فما ذنب الغير مثليين؟ وما ذنب الاطفال منهم ليقوم الله بخسف الارض بهم في عمل أجرامي بشع الا يقوم به الا الارهابيون ؟
احصاءات عن الجنس في المجتمعات الشرقية المسلمة
البروفيسور البريطاني روبرت هايك يقول بأن الجنس المثلي كان وما زال وسيبقى موجودا في كل المجتمعات البشرية مثلما أثبتت العلوم الحديثة وجود المثلية في جميع الكائنات الحية الأخرى، لذا فأن أفراد المجتمعات القديمة ورغم أوضاع عدم وجود أجهزة أعلام او افلام سينمائية مغرية أو مواقع الكترونية جنسية حينها، ورغم أن أفرادها كانوا يتزاوجون باعمار مبكرة الا ان ذلك لم يؤدي الى عدم وجود المثلية الجنسية ، فالمثلية الجنسية كما يقول عنها الطب الحديث هي حاجة جنسية خاصة وربما عاطفية تماما كما هي الحاجة الجنسية المعروفة.
ويضيف البروفيسور روبرت هايك من جامعة أكسفور البريطانية في بحثه الميداني المنشور في مجلة ( الصحة الجنسية ) عام 1987 والذي أعادت نشره عدد من المجلات الطبية العالمية بأنه وبناءا على دراسة صحية ميدانية عن السلوك البشري في مجال العلاقات الجنسية والتي أستغرقت مدة تجاوزت الثلاث سنوات على مجموعة نماذج من رجال ونساء مجتمعات مختلفة وبأعمار مختلفة تم التعهد لهم بعدم كشف أسمائهم أو أفشاء معلوماتهم ، بأنه تم التَوَصَلَ الى نتائج تفيد بأن الرغبة في ممارسة المثلية الجنسية موجودة لدى كل أنسان ذكرا كان أم أنثى دون أستثناء ولكن درجة تلك الرغبة تختلف بين فرد وآخر ، فهناك نسبة 2 بالمائة من الرجال والنساء من هم مثليون بشكل كامل فهم لا يتقبلون ممارسة العملية الجنسية مع الجنس الآخر بشكل مطلق وغالبا ما تبدو ملامح الانوثة على الرجال منهم وملامح الرجولة على النساء منهن سواءا أكان ذلك في طريقة تحركاتهم أو تصرفاتهم أو رغباتهم الجنسية ، بينما وجد فريق بحث البروفيسور هايك أن نسبة 8 بالمئة من الرجال والنساء لا يتقبلون المثلية ولكنهم قد يمارسونها بشكل محدود سرا أو علنا كنوع من المتعة أو الفضول حال عثورهم على من يغريهم جنسيا ، كأن يمارس الرجل المثلية مع شاب وسيم صغير العمر وفيه الكثير من الأغراءات الأنثوية من قلة الشعر في وجهه وجسمه ومؤخرته البارزة والمكوّرة ، في حين تميل الأمرأة التي ضمن هذه النسبة من العينات التي شملها البحث الى ممارسة المثلية مع الأمرأة التي تجد فيها جمالا مقرونا بخشونة ورغبة في ممارسة الجنس مع النساء وكأنها في دور الرجل ، وتوصلت نتائج بحوث فريق البروفيسور هايك الى أن النسبة الكبرى والبالغة تسعين بالمائة من الرجال والنساء الذين شملهم البحث الميداني هم أعتياديّ أو مستقيميّ الميول الجنسية أي أن الرجال يميلون عامة الى النساء والنساء يميلن عامة الى الرجال ، ولكن الملفت للنظر أن نسبة 35 بالمائة من رجال ونساء هذه المجموعة قد مَرّت بتجارب ممارسة الجنس المثلي لاسيما في مرحلة المراهقة والشباب ، كما أن نسبة 60 بالمائة من رجال ونساء هذه المجوعة تعرضت لعروض ممارسة جنس المثلي او لمحاولة التحرش بهم مثليا .
بحث البروفيسور هايك وفريقه الكبير من المختصين في علم الاجتماع ومن الاطباء النفسيين والذي كلف مبالغ كبيرة جدا والذي نشر بشكل دراسة طويلة ومعقدة الجداول ، توصل الى أن العامل الديني لم يكن قادرا على منع الفرد المسلم الشرقي من ممارسته للمثلية الجنسية بقدر ما أن هذا الفرد يخشى من محاسبة المجتمع له ، وهذا يوضح لنا مدى أزدواج شخصية أفراد المجتمعات الشرقية المسلمة حيث أن نسبة كبيرة من أفرادها ، لاسيما الشباب منهم ، يمارسون سريا النشاط الجنسي المعتاد منه او المثلي ، رافضين بينهم وبين نفسهم كل قيود دينية أو أجتماعية تُعارضَهم، لأنهم يرون تلك القيود في تلك الساعة وكأنها تَدَخْل ٌ لا مشروع في حياتهم الجنسية الخاصة الا أن نفس الأفراد يَنْظّمُون وينحازون تملقا مع المجتمع ضد كل فرد يحاول ممارسة حقه في حدود حريته الجنسية الخاصة لاسيما حينما تكون الانثى هي الطرف الذي يتم محاسبته .
بحث البروفيسور هايك نقل لنا بأن 72 بالمائة من الذين خضعوا لتجارب هذا البحث الطبي والاجتماعي يميلون الى أنتخاب أوضاع أقامة الحب والعلاقات الاسرية مع شريكهم بلا قيود دينية وبلا قيود وثائق ورقية ، نظرا لأعتقادهم بأن وثائق الزواج لا تمنع أحد الشريكين من فك أرتباطه بشريكه الآخر في حال رغبته بذلك ، ولذا فأن قيمة هذه الوثائق لا يتعدى كونها وثيقة شراكة مالية أو تجارية ، وهذا ما قد لا يحتاجه الانسان الذي يرتبط بأنسان آخر ارتباط حب وعلاقة حميمة.
الشرقيون هم الأكثر ممارسة للمثلية وجنس المحارم
بحث فريق عمل البروفيسور هايك والذي شمل دراسة أكثر من خمسين ألف حالة أو نموذج بشري من مختلف مجتمعات العالم توصل الى أن الكبت الجنسي في المجتمعات الشرقية كان عاملا رئيسا في أزدياد نسبة الممارسات الجنسية المثلية سِرْيا داخل هذه المجتمعات عنها في المجتمعات الغربية المنفتحة ، وبنسبة تجاوزت العشرين حالة من ممارسة المثلية في المجتمع المسلم الشرقي مقابل حالة واحدة في المجتمع الغربي ، كما توصل فريق البروفيسور هايك الى أن حالات ممارسة الجنس مع الاقارب من الدرجة الاولى والثانية أو ما يسمى ممارسة الجنس مع المحارم كان في المجتمعات الشرقية يزيد بنسبة تعادل خمسين حالة مقابل حالة واحدة في المجتمعات الغربية.
وعلى كل حال ، فسواءا أكانت نتائج البروفيسور هايك دقيقة النتائج أم لم تكن كذلك ، فأن الأتجاه العام المتزايد علنا يوما بعد آخر لدى المجتمعات المتحضرة ، وكذا المتزايد سرا يوما بعد آخر في المجتمعات الشرقية المسلمة ، هو ضرورة أعتبار أي نوع من نشاط الممارسة الجنسية هو شأن شخصي لأي أنسان ولا يحق للآخرين التدخل فيه طالما لا أكراه للآخرين عليه.
محمد لم يحدد في القرآن أي حُكْمٍ محدد في كيفية معاقبة مثلي الجنس سواءا من الرجال أو النساء ، لكنه وَعَد َالمسلمين من الرجال فقط وفي ثلاث آيات قرآنية بجنة جميلة بعد الموت يتوفر فيها للرجال المسلمين أعداد غير متناهية من غلمان ( ذكور صغار العمر ) وسيمين ولا يكبرون بالعمر طول الدهر مع أعداد غير متناهية من نساء جميلات في بيوت مبنية من الذهب والفضة وفيها كل انواع الخمور مع أنهار من مياه صالحة للشرب تجري تحت الارض ، بينما لم يَعِدَ محمد النساء بأي مغريات جنسية لهم في الجنة لأنه لم يكن بحاجة لأستخدامهن كمقاتلات في جيوش مهاجمة المجتمعات الاخرى.
كان محمد بحاجة الى رجال مقاتلين ولذا فقد حاول أستخدام آيات قرانية لأغراء الرجال بمغريات الجنس والمال سواءا أكانوا أحياءً أو أموات ، وذلك لغرض تحفيزهم للانضمام الى دينه وجيشه لغرض مهاجمة قبيلة قريش في السعودية وغيرها من القبائل التي رفضت الدين الجديد الذي أسسه محمد ، حيث أراد محمد جعل نفسه قائدا او رئيسا على كل قبائل ومجتمعات السعودية ، ولذلك فقد منح محمد الرجال المقاتلين حق سلب ونهب كل أموال ومجوهرات واملاك من يتم مهاجمتهم من القبائل ، كما منح محمد مقاتليه حق الاستيلاء على كل نساء القبائل التي تتم مهاجمتها ومَنَحَهُم حق ممارسة الجنس الاجباري مع تلك النساء بغض النظر عن شرط أكمال العدة ( العدة تعني الاشهر الثلاثة التي يجب ان تبقى فيها المرأة بلا زواج بعد طلاقها من زوجها لمعرفة فيما اذا كانت حبلى ) ، كما مَنَحَ محمد مقاتليه حق تشغيل تلك النساء كخدمات في بيوت المسلمين ، كما منحهم حق بيع وشراء نساء وأطفال تلك القبائل التي تتم مهاجمتها ، ولمزيد من التحفيز للمقاتلين وعد محمد المقاتلين الذين سيموتون في المعارك بقوله بأنه سيوفر لهم بعد الموت جنة فيها ما لا نهاية من النساء الجميلات العذارى ذات العيون الجميلة ومالا نهاية من الذكور الوسيمين الصغار ممن لا يكبرون بالعمر ولا تتغير أشكالهم وصفاتهم بتقدم العمر ، حيث يظلون على جمالهم وعمرهم الصغير مهما مر بهم الزمن كما وعد محمد اولئك المقاتلين ببيوت مبنية من الذهب والفضة ،ووعدهم بكميات كبيرة لا تنتهي من المأكولات والخمور التي لا تسبب صداعا في روؤسهم بعد شربها، ولأن محمدا كان يحصل على الماء بصعوبة من تحت الأرض بعد حفر الآبار فقد أنحصر تفكيره بأعطاء الوعود للمقاتلين الذين سيموتون بتوفير الماء الصالح للشرب لهم وبكميات كبيرة وبأنهار تجري من تحت سطح أرض الجنة تماما كما أن ماء الآبار هو تحت مستوى سطح الارض ، ولم يقوم محمد بتقديم أي وعد للنساء المسلمات فيما يخص ما سيحصلون عليه من تكريم أو أمتيازات بعد موتهن لان محمدا كان اثناء تأليف هذه الآيات القرآنية متجها بذهنه الى أغراء الرجال نظرا لأهميتهم في بناء وتقوية جيشه.
يتبع في مقال مقبل لطفا