18 ديسمبر، 2024 8:59 م

الجنس عند المسلمين الشرقيين – 3

الجنس عند المسلمين الشرقيين – 3

تفريغ الطاقة الجنسية الطبيعية لافراد المجتمع المسلم المحيط بمحمد قبل ما يقارب اربعة عشر قرنا ونص القرن كان أفضل بكثير عن القرون اللاحقة لوفاة محمد ، فخلال ايام محمد كان الفرد المسلم مشبعا بأنواع متعددة من طرق تفريغ طاقته العاطفية والجنسية بكل سهولة ، فهو له الحق في الزواج ( النكاح ) وبمتطلبات بسيطة حسب بساطة الحياة المعيشية غير المتحضرة حينها بأي عدد من النساء اضافة الى انه له الحق بممارسة الجنس بأي عدد من النساء من التي يتم الاستيلاء عليها من غزوات المسلمين على القبائل والمجتمعات الاخرى ، تلك النساء التي كانت تُباع وتشترى في اسواق المسلمين كأي بضاعة يمكن فحصها وتقليبها واعادة بيعها بعد الانتهاء من ممارسة الجنس بها ، كما ان محمدا وبحكم انشغاله في ادارة انواع ( النكاح ) المتعددة كان بعيدا عن التعامل في ادارة اي نوع من انواع المثلية في الجنس ، بينما عانى الافراد المسلمون المتاعب الكبيرة في تفريغ طاقاتهم العاطفية والجنسية حال انحسار وتوقف قدرة المسلمين على غزو الاقوام والمجتمعات الاخرى حيث انقطعت عليهم سبل الحصول على النساء التي يتم اغتصابها بشكل متناسب مع أحكام محمد التي ادّعى انها شريعة واوامر من الله ، وكل ذلك تزامن مع ظهور الارآء المتضاربة للأحكام الشرعية للحكام المسلمين الذين ظهروا بعد مرور عقود من الزمن على وفاة محمد حيث قاموا بكتابة القرآن والاحاديث والسيرة النبوية بأشكال متضاربة تخدم كل حاكم او رجل دين ، مما أدى الى بروز العديد من الآراء والاحكام المتباعدة والمتضادة في التعامل مع تفاصيل موضوع ( الجنس ) في المجتمعات الاسلامية ، لكن الشيء الوحيد المشترك بين كل حكام ورجال الدين الاسلامي بكل مذاهبهم وفروعهم المتضاربة والمتصارعة هو ان كل الحكام المسلمين ورجال الدين هؤلاء كانوا وما زالوا لحد يومنا هذا وبحكم وضعهم الطبقي او المادي متخمين في اشباع رغباتهم الجنسية بشتى صنوفها ، في حين وُضِعَ الفرد الفقير المسلم ، وهو يمثل اغلبية المجتمع المسلم ، في دائرة الحرمان من تفريغ طاقاته الجنسية بسبب الاحكام المتضاربة لرجال الدين المسلمين الذين تفننوا في كيفية تهديد وارهاب الانسان المسلم بغرض حرمانه من حق تفريغ طاقته الجنسية والعاطفية بدعوى تطبيق الشريعة الاسلامية .

محمد لم يضع في ( القرآن ) أي آية مختصة في كيفية التعامل مع مثلي الجنس ، وذلك ما أدى الى خلق الكثير من التضارب والاختلاف بين شيوخ الدين الاسلامي بعد وفاة محمد بعقود وقرون ، فالمتشددين منهم أفتوا بوجوب قتل مثلي الجنس برميهم على روؤسهم من مكانات عالية أمام عدد من المؤمنين المسلمين وذلك توافقا ضمنيا مع مضمون ما ورد في القرآن من قيام الله بخسف الارض بقوم النبي لوط نظرا لانهم كانوا مثلي الجنس ، وهذا ما فعلته منظمة القاعدة الاسلامية الارهابية ومنظمة داعش الاسلامية الارهابية مطلع القرن الحادي والعشرين حيث ألقت بالرجال المثليين على روؤسهم من فوق الابنية العالية في سوريا والعراق ، حيث نفذت منظمة داعش مثل هذه العقوبة بالمثليين بوجود جمهور من المسلمين أحتفالا وفرحا بمعاقبة أولئك المثليين ، أما البعض الآخر من شيوخ الاسلام فقد أفتى بوجوب جلد او رجم المثليين بأعتبارهم زناة، وهناك من الشيوخ مَنْ خَفَفَ العقوبة وليجعلها حسب قناعة القاضي في كيفية نُصْحْ وتعديل سلوك الانسان المثلي بأعتباره أنسانا مذنبا ويجب توجيهه للسلوك الصحيح ، وهكذا اصبحت وما تزال ليومنا هذا مسألة حياة او موت الانسان البسيط المسلم لعبة بيد رجال الدين المسلمين حتى لو كان هذا الانسان لا ذنب او أذية له على غيره .

أحكام محمد الخطيرة والمزاجية حول بعض تفاصيل الجنس :

تنقل لنا المصادر الاسلامية بخصوص أحكام محمد أو أحكام القرآن في معاقبة الذين يمارسون الجنس العادي ( ذكر مع انثى ) خارج نطاق الزواج أن محمدا وفي السنوات الاولى لأعلانه تأسيس دينه الجديد ، أي قبل أن يتزوج بالطفلة عائشة ذات عمر السبع سنوات ، حَدَثَ أن جاءه بعض المسلمين وهم يَشْكون من زوجاتهم التي تمارس الجنس مع غيرهم من الرجال وهم يتساءلون حول كيقية التعامل مع زوجاتهم ، فقال لهم محمد :

( سأنتظر أجابة الله على سؤالكم ) .

وبعدها بأيام أخبرهم محمد بأن الله أرسل له سريا آية قرآنية لتكون أجابة على تساءلهم ، وكان مضمون الآية :

أن النساء اللائي تمارسن الجنس مع رجال غير ازواجهن يجب أن يُحْبَسّن في البيت الى أن يَمُتْن !!

أي أن حكم محمد أو حكم الله على المرأة التي تخون زوجها بممارستها الجنس مع رجل آخر هو أن تُحْبَس في البيت حتى الموت ، والملاحظ حينها أن الله أو محمد لم يصدرا أي عقوبة بالرجل الذي مارس معها الجنس !!

وكأن تلك العقوبة تعطينا صورة واضحة لتفكير محمد الذكوري ولا غرابة في ذلك فهو واحد من أفراد مجتمع شرقي ذكوري، كما ان هذه العقوبة الصادرة من اله محمد تُوضح لنا أن اله محمد هو الآخر ذكوري يعاقب النساء ولا يعاقب الرجال رغم أن الذنب واحد !!

ومن هنا يمكننا تفهم لماذا تقوم المجتمعات الشرقية المسلمة بأعتبار عذرية المرأة هو دليل شرفها بينما غالبا لا يتم أخضاع الرجل لأي مقياس شَرَف ، حيث تقوم هذه المجتمعات بمعاقبة وربما قتل المرأة التي تفقد عذريتها بينما غالبا ما يبقى الرجل بعيدا عن مثل هذه التشكيكات والملاحقات .

وتضيف المصادر الاسلامية :

بعد ذلك بفترة من الزمن جاء الى محمد مجموعة من المقاتلين المسلمين يتساءلون عن ما يجب أن يفعلونه وقد وجدوا نساءهم تمارسن الجنس مع رجال آخرين حال عودتهم الى بيوتهم من معارك الغزو التي كان محمد يكلفهم بها، وفي هذا الحادث تقول المراجع الاسلامية ان محمدا نصح المقاتلين بأرسال طرف ثالث الى بيوتهم لأخبار زوجاتهم برجوعهم من ساحة المعركة ليتسنى لزوجات المقاتلين أخراج أو أخفاء أي رجل غريب قد يكون يمارس الجنس معهن ، لئلا تحدث المشاكل والمشجارات في حال تَفاجُأ الزوجة بوصول زوجها وهي تمارس الجنس مع رجل آخر !!

وحينها أجاب بعض المقاتلين بتعذر قيامهم بأرسال طرف ثالث الى زوجاتهم نظرا لكونهم يرجعون من المعارك وهم بحالة تَعَب كبيرة ويريدون العودة بأسرع وقت ممكن لبيوتهم ، وحينها أجاب محمد بأنه : سينتظر أجابة االله على تساءلهم !!

وفعلا وبعد ايام أدّعى محمد بأن الله أرسل له آية قرآنية تفيد بما يعني :

بأن الزانية والزاني يجب جلدهما مائة جلدة علانية وبحضور عدد من المسلمين .

وتضيف بعض المصار الاسلامية ما يفيد :

بعد فترة من الزمن ، تزوج محمد من الطفلة عائشة ، وانتشرت بعدها شائعات عن علاقة عائشة مع عدة رجال من المسلمين المحيطين بمحمد ، ووصل الخبر الى محمد ، وهنا جَمَع محمد عدد من المسلمين وأخبرهم بأستلامه لآية جديدة من الله يفيد مضمونها بعدم جواز رمي المحصنات ، بمعنى أنه لا يجوز أتهام النساء الشريفات بالزنى ، وأضاف محمد في آيته الجديدة هذه بأن من يريد أتهام أمرأة بالزنى عليه ما يلي :

جلب أربعة شهود شاهدوا باعينهم دخول قضيب رجل في مهبل المرأة الزانية !!

وأذا تبين للقاضي أثناء التحقيق مع الشهود الأربعة بأن أحد الشهود الاربعة لم يشاهد بعينه جيدا دخول قضيب الرجل في مهبل الزانية فان على القاضي الأمر بجلد مَنْ أتهم تلك المرأة الشريفة ثمانين جلدة .

مرت الايام والشهور ، وفي أحد الايام جاء احد المسلمين المقربين من محمد وشكى الى محمد قائلا بانه دخل خيمته ووجد زوجته تضاجع رجلا غريبا في الفراش ، فسأله محمد عن شهوده الاربعة فأجاب ذلك الرجل قائلا :

بانه لو ترك زوجته لجلب الشهود الاربعة فان عشيقها كان سيتمكن من الفرار دون ان يراه الشهود الاربعة ، وهنا اجاب محمد بانه استلم فورا آية قرآنية جديدة من الله تفيد بما يلي :

بأن الزوج أذا شاهد زوجته وهي تمارس الجنس مع رجل آخر فمن حقه أتهامها بالزنى دون حاجته الى شهود اربعة ويكفي هذا الزوج أن :

يُقْسِم أربع مرات أمام القاضي بأن زوجته زانية !!

مرت الايام وكثرت حالات أتهام الرجال لزوجاتهم بالزنى ، وحصل أن جاءت مجموعة من تلك الزوجات المتهمات الى محمد وهنّ يشتكين من كذب أدعاءات أزواجهن باتهامهن بممارسة الزنى ، فسمع محمد محمد شكوى تلك النساء ، وصمت برهة وأجاب قائلا ما يفيد :

بانه أستلم الآن آية قرآنية جديدة من الله مفادها بأن الله يقول ما يلي :

بأن الزوجة التي يتهمها زوجها بممارسة الجنس مع غيره من الرجال عليها فقط أن تُقْسِم أربع مرات أمام القاضي على كونها لم تقم بها العمل ، وبعدها تُعْتَبَر هذه الزوجة شريفة وغير زانية وغير مذنبة.

كل هذه الاحداث والاحكام والتفاصيل مكتوبة في القرآن وفي كتب ومصادر المسلمين أنفسهم ، لكن الكثير من الكتب والمراجع الاسلام تُجْمِع على وجود آية قرآنية أخرى مفقودة من كتاب القرآن تخص جانب العقوبات في مجال ممارسة الجنس ، وتقول المراجع الاسلامية بأن الآية المفقودة كانت أُرْسِلت من الله الى محمد ولكن لظروف مجهولة أختفت هذه الآية من كتاب القرآن الحالي ، وتقول المراجع الدينية الاسلامية أن الآية القرآنية المفقودة تفيد بـ :

رجم الزانية والزاني حتى الموت اذا كانوا من المحصنين او من المحصنات اي اذا كانوا متزوجين ويمارسون الجنس مع أطراف أخرى !!

وأن حُكم هذه الآية المفقودة يجب أن يبقى نافذا حتى لو لم تكن موجودة في كتاب القرآن ، أما الآية القرآنية السابقة التي تنص على جَلْدْ الزانية والزاني مائة جلدة فتقول المراجع الاسلامية ان هذه العقوبة تُنَفذ على غير المحصنين وغير المحصنات أي على غير المتزوجين وغير المتزوجات ، وترجع بعض الكتب الاسلامية سبب فقد الآية التي تأمر برجم الزاني والزانية حتى الموت الى الفوضى التي تمت أثناء محاولة الخلفاء المسلمين جمع الآيات القرآنية بكتاب واحد يسمى ( القرآن ) بعد موت محمد بسنوات ، حيث أن الآيات التي كان يَدّعي محمد نزولها عليه سريا من الله لم تُجْمع بكتاب واحد أثناء حياة محمد ، بل جُمِعَت بكتاب واحد بعد مرور سنوات عديدة على وفاة محمد مما تسبب في نشوب الاختلافات بشأن وجود أو عدم وجود الكثير من الآيات ضمن كتاب القرآن ، فاختلف المسلمون في ذلك وظهرت ستة نسخ متباينة من كتاب القرآن مما أضطر الخليفة الثالث عثمان بن عفان الى أختيار النسخة التي تلائم مصالحه من بين النسخ الست المختلفة لكتاب القرآن وأمر بحرق بقية النسخ الخمسة .

الشباب ممنوعون ومحرومون من الجنس :

الحياة الاجتماعية والحضارية تطورت كثيرا بعد مرور مئات السنين على ولادة الاسلام ، ففي القرن العشرين مثلا ، اتسعت المدن واختلف نمط الاعمال ونشأت الحضارة والصناعة والتجارة والمواصلات الحديثة من برية وبحرية وجوية ، ونشاءت المدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات والجيوش الحديثة والابنية الحديثة والمسارح ودور الفنون ، ومعها تعقدت الحياة المعيشية مع أزدياد أعداد نفوس هذه المجتمعات ، فأصبح من الصعب على الرجل تلبية مطاليب الزواج المادية وهو بعمر صغير ، أضافة الى الحروب والاضطرابات الي مرت بها العديد من الشعوب وبضمنها الشعوب الشرقية المسلمة ، لذا فقد أرتفع معدل عمر التمكن من الزواج وهذا معناه أن أغلب الشباب أو الشابات في الشرق المسلم يجب أن يَكْبتوا طاقتهم الجنسية في قمة فترة أحتياج أجسامهم للعاطفة وللممارسة الجنسية اذا ما أرادوا الالتزام سواءا بالقيود الدينية أو القيود الاجتماعية التي تُحَرم عليهم القيام بأي نشاط عاطفي وجنسي خارج علاقة الزواج أضافة الى وجود القيود الدينية والاجتماعية التي تخنق حاجة البعض من ممارسة حياتهم في المثلية الجنسية، مما يضطر الكثير من هؤلاء الشباب الى السرية في ممارسة العاطفة والجنس ، وهذا ما ساهم ويساهم في نشوء مجتمعات شرقية ذات ازدواجية اضطرارية في حياتها اليومية ، فهي مجتمعات مريضة بالكبت العاطفي والجنسي وما يترتب على ذلك من سلبيات وعقد وأمراض نفسية تعانيها معظم أفراد هذه المجتمعات الى الدرجة الى تصبح فيها هذه المجتمعات قادرة على أنتاج وتصدير كميات كبيرة من بضاعة الارهاب الى المجتمعات الغربية تحت غطاء الجهاد الديني ضد أعداء الله حسب ما يثقفهم ويلقنهم به القرآن والسنة النبوية لالهاءهم عند حقوقهم في تفريغ طاقتهم الجنسية والتمتع بحياتهم العاطفية .

أن الوضع المادي والاقتصادي المتخلف في مجتمعات الشرق المسلم يجعل الاقلية من الافراد المتمكنين ماديا يحصلون سرا أو علنا على كل أحتياجاتهم الجنسية والعاطفية عادية كانت أو مثلية ، بينما تكون أغلبية أفراد هذه المجتمعات فقيرة وعاجزة عن تلبية أحتاجاتها المعيشية و الجنسية والعاطفية الضرورية ، لذا فان هذه الاغلبية غالبا ما تلجأ الى السرية التي تؤدي في أحيانا كثيرة الى مشاكل كبيرة بين أفراد هذه الاغلبية الفقيرة نفسها ولتصبح هذه الاغلبية دائما غارقة ومنهمكة في متاعب لا تمت الى العمل والابداع والاستقرار والتطور بصلة ، ولتكون النتيجة هو ان تبقى هذه الشعوب الشرقية دائما في وضع المعاناة والتخلف عن بقية مجتمعات العالم .

اخيرا ، نشير بأهمية بالغة الى ان معظم الدول الشرقية ذات الاغلبية المسلمة ممن لا تتضمن قوانينها الحكومية احكام الشريعة الاسلامية اعلاه ليس متأتيا نتيجة قناعة افراد تلك المجتمعات بخطأ احكام الشريعة الاسلامية وانما هو متأتي من الضغط والتأثير الدولي على حكومات تلك الدول الاسلامية ، وأن تولي الاسلاميين الحقيقيين الحكم او السلطة في هذه البلدان سيعني أعادة التطبيق الحرفي لأحكام الشرعة الاسلامية اعلاه في مجال احكام الجنس ، وذلك هو أحد نماذج القنابل المُدَمّرة المؤقتة التي تخزنها الشعوب الاسلامية بين ثنايا افرادها في ورث ديني واجتماعي تتناقله الاجيال المتتالية ، وأقل ما يقال عن هذا الورث الديني والاجتماعي بأنه أسوء وأخطر ورث ديني واجتماعي في التاريخ البشري .. وتلك هي مصيبة كبرى !!

البقية في مقال لاحق لطفا ..