17 نوفمبر، 2024 5:24 م
Search
Close this search box.

الجنرال في متاهته

الجنرال في متاهته

استعرت عنوان المقال من رواية الروائي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، والتي تتحدث عن أحد جنرالات تحرير دول أمريكا الجنوبية من الاستعمار الاسباني في القرن التاسع عشر، وكان هذا الجنرال (سيمون بوليبار) هو اهم قادة التحرير، وعلى طريقة ماركيز الرائعة وسخريته المريرة السوداء يسرد لنا ما عاناه هذا الجنرال الذي انتهى به المطاف شبه مجنون، بعد أن ترك بلاده محاولا الهرب الى أوربا، وقد وجدت بعض مواضع الشبه بين هذا الجنرال التائه وبين جنرال ايران التائه في المأزق العراقي (قاسم سليماني) الذي وجد نفسه أخيراً لاهثاً وباحثاً عن مجندين ومرتزقة بعد أن اصبح واضحاً للعيان أن الامريكان عازمون هذه المرة على اجتثاث الوجود الايراني من العراق، لذلك يسعى سليماني وجملة ممن اشتراهم الان لتجنيد مجاهدين !!؟؟ لمواجهة الامريكان واسقاط مشروع العم ترامب الجديد، ونراهم حسب معلومات موثقة يبحثون بين الشباب العاطلين عن العمل عن متطوعين وانتحاريين على غرار حرب المقدسات البشارية السورية، ولكن بلا جدوى تذكر حتى الان. وقبل ايام ظهر الشيخ سامي المسعودي الذي تمت ترقيته من نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي الى نائب رئيس هيئة الحج، والذي اغدق عليه سليماني مما سرق من اموال العراق الشيء الكثير، حتى انه شرع ببناء قصر على ضفاف دجلة في الكرادة في منطقة المسبح والتي تعد من مناطق العاصمة عالية الثمن، وتحدث المسعودي من خلال قناة العهد في برنامج (توقيت العاصمة) عن الرقة الايرانية وشفافيتهم واخويتهم المتفانية للعراق والعراقيين، ولكن كل هذره لم يلفت نظري الا مورد واحد وهو حديثه عن ان التيار بزعيمه السيد مقتدى الصدر لن يسكت على التدخل الامريكي وسيكون المواجه لهم. وهو ما سبق ان نوهت عنه في رسالتي المفتوحة للسيد الصدر من الحذر من المؤامرة التي باتت الان اكثر جلاء. إن هؤلاء يراهنون على توريط التيار لانهم يعرفون أن التيار هو القوة الاقوى في البلد، وأن أبناء التيار رهن اشارة زعيمهم، بالتالي لا مفر من اللجوء اليه لتوريطه كما تم توريطه سابقا، ولكن هل ستنطلي الحيلة والخداع هذه المرة؟. الواضح انها لن تنطلي وان سليماني سيكرر ما ذكره ماركيز على لسان جنراله التائه : ((اذهب وأخبر العالم كيف رأيتني أموت مثل خراء الدجاج على هذا الشاطئ الكريه)). وسيكون مصير سليماني إما معتقلاً بيد الامريكان أو هارباً عبر الحدود ما بين جلولاء وخانقين تاركاً وراءه كل المرتزقة ليواجهوا مصيرهم البائس بيد العراقيين الذين ذاقوا الويلات على ايديهم.

أحدث المقالات