23 ديسمبر، 2024 4:18 ص

الجميع يعلمون بأن الميليشيات المسلحة مشکلة

الجميع يعلمون بأن الميليشيات المسلحة مشکلة

مع ملاحظة کل المواقف وردود الفعل المختلفة بشأن ماأشيع عن طلب الولايات المتحدة الامريکية بتجميد ميليشيات وسحب السلاح منها، مع لفت النظر الى أن الطلب الامريکي جدي وإن نفي رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، يوم الثلاثاء المنصرم، لذلك ليس إلا اسلوب هرطقة وتمويه طالما دأب الساسة العراقيون على إستخدامه والاستفادة منه في ظل أوضاع يعلم القاصي قبل الداني بأنها غارقة في فساد يزکم الانوف، وإن مايجري بشأن قضية رجل إيران”فالح الفياض”، على سبيل المثال لا الحصر، يٶکد ذلك.
عادل عبدالمهدي الذي هو قد جاء أساسا الى منصبه هذا بضوء أخضر إيراني، وله ماض طويل في خدمة النظام الايراني، لايمکنه أبدا أن يقف وقفة مميزة ضد ميليشيات الحشد وهو يعلم بأنها تابعة لقوة القدس ومسيرة وموجهة من قبلها، وهو يعلم جيدا بأنه وفي حال قام بإتخاذ هکذا موقف فإنه سينتهي الامر به کما إنتهى بحيدر العبادي عندما صرح بإلتزام العراق بتطبيق العقوبات الامريکية على النظام الايراني، فصارت الحملة المضادة ضده رغم تقدمه في الانتخابات ووصل الامر الى حد طرده من داره الذي إستولى عليه حاله حال رهطه من الذين جاءوا على متن دبابات أمريکية للعراق لکنهم الان يلتزمون بأوامر”معلمهم وملقنهم”الاصلي والاساسي.
ليس هناك مايدعو الى الشك بخصوص إن عادل عبدالمهدي قد أعلن موقفه هذا بنفي إستلامه لهکذا طلب قد جاء بناءا على مايمليه الوضع السائد عليه ولانستبعد إن تکون طهران من أشارت عليه بذلك حتى يتم إيجاد مخرج و”دربونة”يتم من خلالها الالتفاف على المطلب الامريکي الذە هو أيضا مطلب عراقي وعربي وأوربي خصوصا وإن مصادر مطلعة أکدت على إن واشنطن قد قامت فعلا بتقديم هکذا طلب لعبدالمهدي الذي يحاول أن يحافظ على نفسه وعلى مقعده بکل مابوسعه.
التصريحات والمواقف المخزية والمشبوهة التي تمجد بهذه الميليشيات على الرغم من معرفة الدور المشبوه الذي تقوم به من أجل خدمة مصالح النظام الايراني، والهادفة الى تصويرها بشکل إيجابي وکأنها في خدمة العراق والشعب العراقي، مواقف جوفاء ومجرد تخرصات وقفز على الحقائق أو هروب منها، ذلك إن هذه الميليشيات وکما توضح منذ البداية، تشکل لوحدها مشکلة عويصة تقف کعقبة في طريق أي مشروع وطني لحل الازمة القائمة في العراق، وکما نعلم جميعا فإن النظام الايراني قد کان على الدوام أکبر معوق ومعرقل أمام الاوضاع في العراق ولاسيما فيما لو سارت بالاتجاه الصحيح الذي يخدم الشعب العراقي، ولذلك فمن الطبيعي جدا أن يکون الفرع مشابها للأصل وسائرا على دربه!