18 ديسمبر، 2024 5:51 م

الجميع يأكلون في موكب العزاء

الجميع يأكلون في موكب العزاء

لا فرق بين أحزاننا وأفراحنا فأوجاعنا لا تغادر همومنا ومآسينا هي من تصوغ مستقبل طريقنا ,عندما تمر ذكرى لأستشهاد وولادة لأحد الأئمة (ع)يتسابق الناس لأحياء هذه المناسبات التي لها مدلول روحي وأنساني في نفوس المؤمنين الذين يعتبرون أن محبة أل الرسول هي نقطة للالتقاء الإنساني ليست فقط فيما بينهم بل مع كل معتنقي الأديان السماوية ,كما أن لكل تجمع أنساني له عاداته وتقاليده التي يؤمن بها وهي جزء من هويته الثقافية التي يعتز بها,في من منطقتنا موكب الفرح والحزن جميع الناس سنة وشيعة عرب وكرد ومسيح وصابئة ينتظرون الأكل والشرب ,ليس لأنهم لا يجدون الطعام والشراب ,بل لأن هنالك مودة ومحبة ورحمة تجمعنا بهم ,وقول الباري في آية المودة﴿ قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ﴾ لماذا يفجرونها ويقتلون من فيها وتتناثر أشلاؤهم تحت ذريعة البدعة وكل ضلالة والضلالة في النار؟ هل القتل وسبي الناس وهتك حرماتهم وانتهاك أعراضهم هو اقصر طريق للوصول للجنة؟ الجنة التي وعد الله بها من عمل صالحاً ,ما هو الإصلاح في فلسفتهم التي لم يتوصل أي مجتهد من فهمها ومعرفتها سواهم فقط ؟وكيف يقاس ويقدر في نظرهم وهم لا يعرفون الإصلاح ؟ المتولين على الموكب أدارته مناطة لثلاثة أشخاص وهم (علي,عمر,متي) عمر وظيفته تحضير أدوات الموكب من غاز وأغطية وفرش وأواني وأقداح البلاستك,علي يقوم بتحضير الشاي وجلب المعجنات والكيك ,ومتي يجلب قناني الماء ويضعها قدور كبيرة ويكسر عليها الثلج لتبريدها وتوزيعها على الضيوف ,هذه الخدمة وجدنا فيها قوة النسيج الاجتماعي المتكون بالعراق ,الوافدين للموكب لم يسألوا يوماً ما هي هوية وقومية وديانة المتولين على الخدمة ؟,حتى عمر وعلي ومتي ,كان همهم وشغلهم الشاغل ,هو كيف يقومون بخدمة الناس دون سؤالهم من اي جهة هم ولأي مكون ينتمون أليه ؟لكن السؤال الذي يطرحونه نحن نفتخر بخدمتكم هل الخدمة جيدة ؟الصراع في العراق الجميع يعرفه هو صراع الإرادات الدولية والأجندات الخارجية التي تريد إنهاء العراق سياسيا واقتصادياً وجعله ساحة تصفية لحسابات إقليمية ,صراع كيف يمكن لهم منع هذا التلاحم الاجتماعي في موكب يأكله منه الجميع ؟الاجتماع على مأدبة واحدة من شتى ألوان الطيف العراقي هي ثقافة تحمل معاني ودلالات كثيرة أولها ان محبة أهل البيت هي مغموسة في نفوس الناس ولا تحتاج لدليل يرشد الناس اليها وآخرها ,دعونا نستثمر هذه الوحدة الوطنية على ساتر الدفاع عن أرضنا ممن يريدون قتلنا وانتهاك مقدساتنا ليقيموا مواكب دم وإعدامات جماعية مبتدئين بقتل علي

وعمر ومتي والتمثيل بهم ,لأنهم جريمتهم المشتركين بها أنهم ليسوا طائفيين هم يحبون أرضهم ووطنهم ولديهم أنتماء وحب حقيقي لأهل البيت .