20 ديسمبر، 2024 12:30 ص

الجماهير قالت كلمتها…وهو حق يتكفله القانون….!!

الجماهير قالت كلمتها…وهو حق يتكفله القانون….!!

ما من مقالة تاخذ طريقها للنشر في الصحف والمجلات الصادرة ، وهي تخص الجوانب المهمة للصحوة المتاخرة لجماهير كوردستان ، الا وتلقفتها الايادي المثقفة ، وتصبح عرضة للنقاش والتحليل من قبل المثقفين ،بسبب اهميتها ولكونها حديث الساعة الساخنة التي انشغلت بها كوردستان والعراق على حد السواء ، بمعنى آخر ان الذي يحدث في كوردستان لم يكن  متوقعا من قبل حكومة الاقليم ، ولم يخطر ببالها ان الجماهير الكوردستانية ستكسر حاجز الخوف ، وتعلن عن تشاءمها من الطريقة التي تسير بها الحكم في كوردستان بحيث اصبحت الحكومة غافية عن حال مواطنيه ، ولم تعد تعرف شيئاً عن معاناته وما يعانيه بسبب عجز حكومة الاقليم من صرف رواتبه لمدة ثلاثة اشهر ، وأصبح عاجزا عن تسير اموره بشكل طبيعي ….
ان الذي يحدث في الاقليم هو حق مشروع يتكقله القانون والدستور ، وان ما يثار حولها  هي من اجتهادات السياسيين ، و لاتدخل ضمن التحليل الواقعي للحدث ، فالحدث هي اكبر من ان ينصف بإرادات لا تمت بصلة بأهميتها والأسباب التي جاءت من اجلها ، اذن سندعوها انتفاضة جماهيرية واسعة التي كانت لابد ان تحصل في  ظل التلكؤ الحكومي والامبالاتها من تراكم الاخطاء التي ترتكب كل يوم ، بداً من علاقة الاقليم بدول جوارها وانتهاءً بحالته الاقتصادية التي تترنح تحت طائل من الاجراءات غير محسوبة العواقب التي يترتب عليها جملة امور لا تخدم كوردستان في المدى القريب ، والتي كان سببا من اهم لاسباب الانتفاضة التي ستأخذ ابعاداً سياسية اخرى في حالة عدم الاستجابة للمطالب ، اذن فالاوضاع في كوردستان في حالة يرثى لها اذا ما بقيت الحال على اوضاعها بسبب تلكأ الاطراف جميعها من الوصول الى حل توافقي للازمة التي بدأت تشق طريقها نحو المجهول ، وبعد ان عجزت من رسم سياسة جديدة للتفاعل مع الحدث بسبب سياسة احتكار للسلطة التي ينتهجها بعض الاطراف ، وكانت ذلك سبباً من اهم اسباب ما آلت اليها الاوضاع في كوردستان ،
لذلك فان المسيرات الاحتجاجية على عدم صرف رواتب موظفي الاقليم يتطلب ان تكون خالية من الاخطاء بمعنى ان الهجوم على المقرات الحزبية لا تخدم القضية ،ولاالمساس بكل ما يرتبط بالدولة ستغير من المعادلة شيئاً بل ستعقد الامور وتغلق باب الحلول والمعالجات للمسالة. ، بمعنى ان المسالة ليست بهذه البساطة  ان يتم حل اكبر معضلة يواجه الاقليم بدون ان نهيء لها الارضية المناسبة التي تدفع الامور الى نصابها والتي تمهد السبيل الى الحل الافضل للمسألة ، وألا فان التجاوز على ممتلكات الدولة سيفتح باب التدخلات الاقليمية والدولية لهذا الشأن الداخلي للإقليم  ، وتعرقل المساعي الجادة للانتهاء من هذه المسالة التي زادت من  حدة المخاوف ان يتحول كوردستان الى بؤرة للصراعات السياسية التي يضيع فيها0(الخيط والعصفور)…..
وازاء هذه الاوضاع التي يمر بها كوردستان فان كل الاطراف مدعوة الى تحمل مسؤولياتها الوطنية ، وعدم الانجرار الى الاصوات الشاذة التي تطلقها اصحاب النوايا السيئة للنيل من وحدة شعبنا  وتطلعاته في الحياة الحرة الكريمة ، وكبت حماسه القومي والوطني في البناء والأعمار، و ليكون ذليلا مطاعاً لأجندات سياسية لا علاقة لها بوضعه القائم ، ومن ثم سرقة مكتسباته المنتزعة في وضح النهار ليعود الى سابق زمانه في التشرد والحرمان والاضطهاد ، ان مراجعة بسيطة لما حققه الكورد خلال السنوات الماضية يقف المرء على عظمة انجازه التاريخي ، ويقف على حسه الانساني والاجتماعي ومدى تشبثه بالقيم النبيلة لتحقيق امانية وتطلعاته الوطنية والقومية ، وبذلك نجزم القول بأمانة ان الكورد هم قادرون دوماً على تخطي الصعاب  ، وان ما يحصل الآن في كوردستان  سوف ان يثني من عزائمهم باختيار الصح في تجاوزه ، والعودة بالمركبة الى وضعها الصحيح كي تبقى متجهة دوما للامام لتبقى مسيرة الظفر تشق طريقها وسط الصعاب دون ان يتاثر بشىء ، والاهم ان الجماهير قالت كلمتها ، وهي بانتظار  ما سيتأخذها الحكومة من قرار…..

أحدث المقالات

أحدث المقالات