22 نوفمبر، 2024 10:22 م
Search
Close this search box.

الجماعات المسلحة : القاعدة واخواتها

الجماعات المسلحة : القاعدة واخواتها

تلقي احداث سوريا الاخيرة صورة واضحة عن طبيعة الجماعات الاسلامية السلفية الجهادية المسلحةِ…
…تخوض هذه الجماعات الارهابية صراعا مسلحا فيما بينها من اجل السيطرة على الارض. رغم انها جميعا تدعي انها تجاهد في سبيل الاسلام الا انها تتحارب فيما بينها على الارض. كل واحدة منها تريد السيطرة على اكبر مساحة ممكنة من الارض لكي تفرض نفسها في نهاية المطاف بديلا عن النظام السوري الحالي في حال تأكد سقوطه.
قد يبدو ان هذه الجماعات متفقة فيما بينها، وقد يبدو ان الاسلام هو الجامع الاعظم بينها، لكن الحقيقة غير ذلك. فلا هدف يجمع هذه الجماعات ولا مشروع سياسي يوحدها. أنها اصلا بدون مشروع سياسي.
وحين تختلف هذه الجماعات فيما بينها، فانها لا تتحاور مع بعضها لانها لا تعرف لغة الحوار، ولا كيفيته؛ انها لا تجيد الحوار. الامر الوحيد الذي تجيده هو القتل. انها تقتل بعضها بعضا، وتقتل غيرها. انها بالاحرى ليست جماعات مقاتلة، انما هي جماعات قاتلة. انها مشاريع متنقلة لقتل الاخر، كائنا من كان، حتى لو كان من نفس صنفها ومدرستها وفقهها وفكرها. انها اعادة انتاج لجماعات اسلامية متطرفة ظهرت في عصور التخلف وكان لسان حالها حين تعلن عن نفسها، ما كان يقوله الخارجون عن سلطة سلاطينهم وخلفائهم في تلك العصور، وهي الجملة اللازمة التي تقول:”ومن خالفني قاتلته!” وليس من خالفني حاورته او من خالفني تركته على حاله.
تتجلى طبيعة هذه الجماعات بصورة جلية في العراق بطبيعة الحال. فهذه الجماعات اعلنت على لسان مرشدها ايمن الظواهري انها تريد قتال حلفاء اميركا الصفويين من اجل تحرير اهل السنة من حكومتهم. وسبق لها ان اعلنت انها تريد اقامة دولة اسلامية تشمل الشام والعراق. ولكنها في الواقع لا تعمل على اي من هذين الهدفين بقدر ما تقتل من الناس. انها تقتل الاطفال في المدارس والناس في الشوارع والاسواق والحدائق العامة والحسينيات والجوامع ومجالس التعزية. انها تقتل الشيعة والسنة والعرب والكرد والتركمان والمسيحيين. انها لا توفر احدا. انها تنجذب بصورة غريزية نحو التجمعات البشرية لكي تقتلهم وتسفك دماءهم. لا تقدم هذه الجماعات نفسها سوى انها تنظيمات اسلامية مسلحة تقتل الاخرين. حتى انها لا تطبق حتى مضامين الايات القرانية التي تدعو الى ترك الناس احرارا في اديانهم على قاعدة “لكم دينكم ولي ديني”. والا كيف تفسر هذه “الجماعات الاسلامية المسلحة المجاهدة في سبيل الله والاسلام” والتي ترفع شعار الله اكبر مع كل عملية قتل وذبح وتفجير تنفذها، كيف تفسر قتلها للناس بهذه الطريقة الجماعية البشعة التي لم يفعل مثلها الرسول والصحابة والمسلمون الاوائل؟ اي دين يسمح لها بان تقتل الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل؟ نفهم ان يقاتل “المسلم المجاهد المسلح” من يقاتله ويرفع السلاح بوجهه، لكن كيف يقاتل هذا “المسلم المجاهد المسلح” من لم يفعل ذلك. اليست هذه جرائم قتل بامتياز؟ اليست جرائم ابادة للجنس البشري بامتياز؟ المشكلة اننا لا نستطيع ان نحاججهم بالقوانين الدولية لأنهم لا يعرفونها!

أحدث المقالات