5 نوفمبر، 2024 10:52 م
Search
Close this search box.

الجماعات الأسلامية الأرهابية الوجه الأخر للأسلام                                                

الجماعات الأسلامية الأرهابية الوجه الأخر للأسلام                                                

تشكلت للأسلام الجهادي صورا متعددة في ” التاريخ الحديث ” / خلال القرن الأخير ، حيث أن الأسلام تقمص بل أنخرط بعدد من التنظيمات ، أختلفت تسمياتها ، ولكن الهدف والحراك كان واحدا ، وهو الأرهاب ، القتل وتكفير الأخرين ! ، من هذه التنظيمات التالي ، سأعرضها ثم سأختمها بأضاءة :

1 . وبدأت هذه الصور تتضح لأول مرة ، في تشكيل جماعة الأخوان المسلمين سنة 1928 في مصر ، على يد الأمام حسن البنا 1906 – 1949 م / والذي كان يسمى فيما بعد بالأمام الشهيد ، هذه الجماعة شكلت علامة فريدة ومميزة للأسلام السياسي المسلح في ذات الوقت ، وأنتشر تنظيم الجماعة فيما بعد في أكثر من 72 دولة . المحور الأهم في بواكير مسيرة الجماعة ، هو تشكيل التنظيم الخاص ، ( في كتابه ” حقيقة التنظيم الخاص ” يُعرف محمود الصباغ هذا الجهاز فيقول :   ” وهو تنظيم سري عسكري خصص لأعمال الجهاد في سبيل الإسلام ” .. في منتصف الأربعينات أنهى حسن البنا العمل   ” بفرق الجوالة ” وأنشأ النظام الخاص وجعل على رأسه عبد الرحمان السندي ، فيما ظل يشرف على تدريب كتائبه الضابط السابق بالجيش المصري محمود لبيب والذي سيلعب دورا محوريا في تكوين أولى الخلايا السرية داخل الجيش والتي ستعرف فيما بعد ب  ” تنظيم الإخوان داخل الجيش ” والذي ستنبثق عنه هو الآخر ، الخلية الأولى لتنظيم            ” الضباط الأحرار”. /  نقل بأختصار من مقال لعبدالحق الصنايبي منشور في موقع Realistic Arabic  ) . كان هذا التنظيم هو المسؤول عن الكثير من الاغتيالات منها : ( أغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في عام 1945 م – الذي اغتيل في قاعة البرلمان ، ثم المستشار والقاضي أحمد الخازندار عام 1948م ، وبعده بشهور لقي رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النُّقراشي مصرعه – عند ديوان وزارة الدَّاخلية .. / نقل بأختصار من موقع الوطن ) .

2 . الأفغان العرب ، وهذه المجموعة أظهرت الجهاد الأسلامي بشكله العميق ، العابر للأقطار ، وقد ( برز مصطلح الأفغان العرب في وسائل الإعلام ليطلق على أخلاط من الشباب العربي العائد من باكستان وكان له ارتباط ما بالقضية الأفغانية وشارك في أعمال عنف في بعض الدول العربية مثل مصر والجزائر وليبيا واليمن ، ثم تطور ليشمل كل من شارك في الحرب الأفغانية بأي صورة . ويمكن تحديد أسباب قدوم العرب إلى أفغانستان في النقاط التالية : مساندة المجاهدين الأفغان في حربهم على القوات السوفياتية منذ أواخر السبعينيات وطوال عقد الثمانينيات ، وفي حربهم على الحكومة الموالية لروسيا حتى أبريل – نيسان 1992. / نقل من موقع الجزيرة نيت ) .

3 . من أهم التشكيلات الأسلامية الجهادية في مصر ، هي ” الجماعة الجهادية المصرية الأسلامية ” ، ويعتبر الشيخ عمر عبد الرحمن ( 1938 – 2017) – عالم أزهري مصري ، هو الزعيم الروحي لهذه الجماعة ، وكان معارضا سياسيا لنظام الحكم في مصر ، اعتقل في الولايات المتحدة و قضى فيها عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر ، في قضية تفجيرات نيويورك سنة 1993 ، وهي التهم التي نفاها عمر عبد الرحمن ، وتوفي بتاريخ 18 فبراير2017 في سجون الولايات المتحدة الأمريكية ، وسجن عبد الرحمن مرتين في مصر .. وأطلق سراحه في قضية اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات . / نقلت المادة من الويكيبيديا و  BBC ARABIC ) .

4 . منظمة القاعدة ، وهي المتهمة بتنفيذ أحداث 11 سيبتمبر 2001 في أميركا ، التي راح ضحيتها حوالي 3000 فرد ، وبعد مقتل زعيمها أبن لادن تزعمها أيمن الظواهري ، وهي ( قاعدة الجهاد أو كما يطلق عليها تنظيم القاعدة ، هو تنظيم سلفي مسلح إنشئ في أفغانستان من قبل عبدالله يوسف عزام ، بعدها أستبدل بأسامة بن لادن في سنة 1988، وبعد مقتل أسامة بن لادن في 2011 ، تولى القيادة العسكرية بصفة مؤقتة سيف العدل ، قامت القاعدة بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان وتعتبر هدفاً رئيسياً للحرب الأمريكية على الإرهاب. / نقل من موقع موقع المعرفة ) .

5 . جماعة بوكو حرام ، أسسها محمد يوسف / رجل الدين الإسلامي ، وقد ( أنشات جماعة بوكو حرام في مايدوغوري في عام 2002 ، حيث أقام مجمعا دينيا يضم مسجدا ومدرسة إسلامية . وألحقت العديد من العائلات المسلمة الفقيرة من جميع أنحاء نيجيريا أطفالها بالمدرسة . ورغم أن الاسم الرسمي للمجموعة هو ” جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد ” ، لكن السكان في مدينة مايدوغوري الشمالية الشرقية ، حيث مقر المجموعة ، أطلقوا عليها اسم بوكو حرام / نقل من موقع  BBC ) .

6 . منظمة داعش ، أول قائد لها كان أبو بكر البغدادي ، وبعد مقتله أصبح أبو إبراهيم الهاشمي القريشي زعيما لها ،    ” الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ISIS، المعروفة أيضا باسم ( الدولة الاسلامية في العراق والشام ) ISIL، وهي مجموعة جهادية سنية تتبنى أيديولوجية عنيفة حيث تطلق على نفسها اسم الخلافة وتدعي السلطة الدينية على كل المسلمين . وقد حلل خبراء الإرهاب في مؤسسة RAND كيفية تمويل ، وإدارة ، وتنظيم هذه المجموعة ، إضافة لدراسة حالة عدم الاستقرار التي أدت لظهورها كمشكلة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط ، ودراسة الاستراتيجيات الإقليمية والعالمية اللازمة لمواجهتها . / نقل من موقع RAND . org ” .

أضاءة :                                                                                                                                      أولا – عندما تتحول المنطقة الى بؤرة أزمات تظهر الجماعات الأسلامية ، بل أنها تتوالد بشكل غريب ، فمثلا في سوريا ، قدرت دراسات  ل BBC ، أن ( عدد الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا بحوالي ألف جماعة ، وتضم ما يقرب من مئة ألف مقاتل . معظمها جماعات صغيرة وتعمل بشكل محلي . ولكن مؤخراً ظهرت جماعات قوية لها حضور على طول البلاد ، وعقدوا تحالفات مع جماعات أخرى لها نفس الأهداف .. ) ، ومن المؤكد أن معظم هذه الجماعات هي ” أسلامية ” ! ، وهذا مؤشر يستحق الدراسة .

ثانيا – الأسلام الجهادي المسلح ، حالة أينما وجدت البيئة الملائمة له يأخذ بالتفاقم ، وبذات الوقت يأخذ رجال الدين الأخرين بتقليد ما هو موجود من منظمات وجماعات فينشؤن هم أيضا جماعات مرادفة لها ، ومن ثم يتحاربون فيما بينهم ، لأختلاف المصالح ! والولاءآت ، مثلما حدث في سوريا بين جماعة داعش وجبهة النصرة ، وكذلك الخلاف بين القيادات ، كالخلاف الذي كان بين أيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي .

ثالثا – الجماعات الأسلامية الجهادية المسلحة ، منحت أعمق صورة ظلامية للأسلام ، حيث أن هذه الجماعات لم تملك أي تصور فكري تقدمي ، أو أي رؤية حضارية للمجتمع ، بل أنها كانت تحلم بالعموم .. بالخلافة الأسلامية ، التي ولى عليها الزمن ، والتي أصبحت خارج نطاق التاريخ والزمان والمكان ! . وهذه النظرة الماضوية لهذه الجماعات جعلت منها علامة للتخلف ، أضافة لأنها جماعات تكفيرية ، بل أخذت هذه الجماعات ذاتها تكفر بعضها البعض ! .

رابعا – من جانب أخر ، لم نلحظ خلال العقود الاخيرة أي جماعة أسلامية لها تصور أنساني لعموم المجتمع ، أو لديها مشروع حضاري يمكن ان يؤدي الى تقدم فكري أو ثقافي للمجتمع – بغض النظر عن الهوية الدينية أو المذهبية ! . وللتارخ أن شيوخ ورجال الأسلام القدامى ك محمد عبده  1849 – 1905 م / داعية ومصلح ، أفضل من شيوخ ورجال اليوم ! ، الذي تغلب عليهم النظرة السوداوية لكل جماعة أو تشكيل لا يدين بالأسلام ، بل لا يؤمن بذات المذهب الذي ينتمون أليه ! .

خاتمة :                                                                                                                              نصوص / أيات ، السيف والقتل والدم لا يمكن أن تنتج عنها جماعات تنادي بالعمل المجتمعي ، وليس لها أرضية لأبراز النتاج الفكري الأممي ، وليس لها الخلفية الحضارية لخلق مشروع أنساني ، جل عملها هو هدم كل ما هو حياتي ، من أجل تنظيمات وجماعات ، همها هدم الحاضر والتغافل عن المستقبل ، من أجل الرجوع الى الماضي السحيق المظلم .      خلاصة القول : أن هذه الجماعات والتنظيمات تزيد الخناق يوما بعد أخر على مرتكزات الأسلام كعقيدة وكدين .

 

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات