إذا أردنا أن نتحدث عن مفهوم الوطنية الحقيقي فلا أعتقد إن هنالك من يستحقه من سياسيي الفساد الذين ساهموا مساهمة كبيرة في ضياع مشروع العراق النموذجي الذي أراد الجلبي أن يراه يتحقق داخل العراق وما كان لمشروعه أن يتحقق لولا مساعدة دماء الضحايا الأبرياء الذين قط رقابهم صدام في ذلك العصر اللعين
أؤلئك الشهداء لم يتذكرهم ساسة اليوم ؛ لم يتذكروا تلك القيم النبيلة التي رفعها أصحاب المبادئ الحقيقية وقدموا أرواحهم فداء لتلك التوجهات والرؤى التي أطلقها أصحاب الوطنية الأوائل
الوطنية الحالية هي عبارة عن شعارات يطلقها البعض من أجل أن يحسب على مايسمى بالوطنيين ! وبعد فترة قصيرة نشاهد إن هذا الوطني عليه المئات من القضايا المتعلقة بالفساد والقتل والإختطاف وحتى ممارسات لاأخلاقية بحق المواطنين العراقيين وبحق الوطن والمال العام فعن أية وطنية يتحدثون ؟
الوطنية الحقيقية لاتقتصر على الجلبي فقط فهنالك الكثير من الوطنيين الحقيقيين لكنهم مبعدون ومحاربون ؛ العملية السياسية بعد 2003 إقتصرت على سياسيي الصدفة من الإنتهازيين والوصوليين وقامت على إجتثاث وإبعاد كل من لديه مبادئ موالية للعراق وتؤمن برؤية عراق يسوده الأمن والأمان والإزدهار ولذلك حوربت الكثير من الشخصيات وإبعدت وتم تصفية الكثير من أبناء العراق البررة إبتداء بمحمد باقر الحكيم مرورا بعز الدين سليم وعلي اللامي ولازال أصحاب الوطنية تحت خط الخطر
لكن الحق يقال إن الجلبي لازال متمسكا بمبادئه ولازال مؤمنا بعراق مزدهر ولم تهزه ريح الفساد ومغريات المال الحرام كما غرت بعض الدعاة وبعض المحسوبين على المعارضين السابقين لنظام صدام حسين ؛ أعتقد إن الجلبي أثبت وطنيته بالقول وبالفعل فهو حصل على المناصب وخرج منها من دون أية مخالفات مالية أو قانونية خرج منها والكل يتحدث عن نزاهته وحرصه على أداء مهمته بكل تفان وإخلاص على عكس بعض الذين يتحدثون عن الوطنية والتي إختفت منهم بأول لحظة إغراء لهذا الكرسي اللعين
من الظلم والإجحاف الكبير أن ننكر دور الجلبي في إسقاط صدام ومن الظلم أن ننكر دور الجلبي في الكشف عن ملفات الفساد الكبيرة التي حدثت في ظل الحكومات التي أعقبت نظام البعث ومن الظلم أن ننكر دور الجلبي في إسقاط المالكي الذي جر البلد الى مانحن عليه اليوم بسبب تقريبه للبعثيين وإبعاده للمخلصين
الجلبي رشح نفسه كمنافس لمرشح دولة القانون لمنصب نائب رئيس البرلمان وكان لهذه الخطوة الدور الكبير في زعزعة قوة المالكي وقائمته وأثارت هذه الخطوة جرأة البعض للخروج من عباءة المالكي ؛ هذه إحدى الخطوات المهمة لإثبات وطنية الجلبي لأنه وقف مع العراق ولم يقف مع المالكي وكان بإمكانه أن يساوم المالكي ويعطيه مايريد من أجل سحب ترشيحه والإنضمام الى قائمته
تم إبعاد الجلبي من قبل حكومتي المالكي ولم يشهر سيفه لطلب المناصب ولم يهدد السلم ولم يؤسس ميليشيا لضرب مؤسسات الدولة بل كان داعما خفيا للقرارات الإيجابية وكان ناصحا ومؤشرا على الخطوات الخاطئة التي إرتكبها المالكي على عكس بقية الشخصيات السياسية التي تقلب الدنيا ولم تقعدها فيما لو تم إبعادها من الحكومة والمناصب
على رغم معارضته لحكومة المالكي تم إبعاده أيضا من حكومة حيدر العبادي ولم يقم بأي شيء يضر بتشكيل الحكومة وأيضا هو الآن يمارس دوره كناصح ومحب للعراق ولم يشن حملات هجومية من أجل إسقاط حكومة العبادي على عكس من تضرروا من التغيير الحاصل الآن
الجلبي تطابق قوله وفعله وهذا ما يثبت وطنيته وحبه للعراق وللعراقيين .
*[email protected]