في مثل هذا اليوم رحل الدكتور احمد الجلبي عن هذه الدنيا الفانية. رحل بعد ان أنجز مهمات لم ينجزها غيره في تاريخ العراق الحديث ومن تلك المهمات العظيمة:
– جمعه شمل المعارضة العراقية المشتتة في إطار واحد هو المؤتمر الوطني العراقي الموحد عام 1992.- نجاحه في استصدار قانون تحرير العراق عام 1998 من الكونغرس الذي شكل الارضيّة السياسية والقانونية لاسقاط نظام صدام الديكتاتوري.
– عقده المؤتمر الموحد للمعارضة العراقية في لندن عام 2002 الذي أعطى إشارة الانطلاق في عملية تغيير النظام الصدامي. -تأسيسه للبيت الشيعي عام 2003 بعد تحرير العراق من نظام البعث وذلك تمهيدا لحصول الشيعة على حقوقهم المسلوبة وعدم السماح للمؤامرات بتشتيت شملهم او اختراقهم.
– تأسيسه للبيت السياسي الشيعي وذلك لتحويل الأكثرية العددية للشيعة الى أغلبية سياسية لأجل الحصول على رئاسة الوزراء كحق دستوري وكذلك تمهيدا لتشكيل كل من الائتلاف العراقي الموحد ومن بعده الائتلاف الوطني ثم التحالف الوطني الحالي.- الضغط على الحاكم المدني بول بريمر لاصدار الامر الخاص باجتثاث البعث ومن ثم تأسيسه لهيئة اجتثاث البعث وترأسها وذلك لسد الطريق امام عودة البعث الى الحياة السياسية من جديد وكصمام أمان يحمي العملية السياسية وقد كلفه ذلك أثمان سياسية باهضة لازال كل من عمل مع الراحل الجلبي يدفع ثمنها الى يومنا هذا.
– تأسيسه لمصرف التجارة العراقي TBI ليكون الشريان الأبهر للتجارة والاقتصاد العراقي. -تشكيله للجنة العقود وترأسها حينما كان نائبا لرئيس الوزراء في حكومة الدكتور الجعفري عام 2005 ومنعه لوقوع اي فساد وتوفيره مبلغ 18 مليار دولار على خزينة الدولة في حينها.
– تصديه لتصرفات الحاكم المدني بول بريمر واختلافه مع الأمريكان بسبب سوء تصرفاتهم مما أدى الى قيامهم بمهاجمة مقر إقامته ومحاولة اعتقاله عام 2004.-رعايته المعنوية والمادية لفصائل المقاومة الشيعية وهذا الامر أبوح به لأول مر وذلك بعد صدور القرار الاممي المرقم 1483 والذي تحولت بموجبه القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها الى قوات احتلال وقبول الأمريكان بدور المحتل مما اضطره الى الاختلاف الشديد معهم ومن ثم دعمه لمجاميع المقاومة الشيعية التي تشكل آليوم نواة الحشد الشعبي المبارك وهذه احد أسباب نقمة الأمريكان عليه ومنعه من الوصول الى منصب رئاسة الوزراء. – حمايته ودفاعه المستميت عن ابناءه الشيعة في التيارالصدري ومنعه الأمريكان والمتعاونين معهم من إبادة التيار في معركة النجف الأشرف ودخوله على خط التهدئة ورعايته مع المرجعية المباركة لاتفاق وقف إطلاق النار ووقف القتال ضد التيار وحمايته لمرقد الامام علي عليه السلام من التهديم بسبب المعارك عام 2004 عندما صدرت الأوامر للقوات الامريكية المحتلة باجتياح المدينة المقدسة
– فكه للحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على مدينة الصدر في عام 2007 ومجازفته بحياته وكان كاتب السطور معه لأجل حماية الشيعة في مدينة الصدر.
– إطلاقه لمبادرة صلح بين الحكومة والتيار الصدري اثناء عملية صولة الفرسان وقد حمل المبادرة الى المراجع الكرام في مدينة النجف الأشرف والهيئة السياسية للتيار كاتب السطور والتي كانت تهدف الى وقف النزيف الشيعي وتثبيت سلطة القانون واحترام هيبة الدولة وإطلاق سراح معتقلي التيار وذلك لإيمانه وايماننا بالدور الكبير الذي اضطلع به التيار الصدري في حماية بغداد في الحرب الطائفية التي قادتها القاعدة والبعث ضد الشعب العراقي.
-ترأسه للجنة الخدمات ولجنة دعم واسناد خطة فرض القانون 2007-2008 ونجاحه في إيصال الخدمات الى المناطق الساخنة وتثبيت هيبة وسلطة الدولة فيها وكنت مرافقا له في جولاته الخطيرة وشاهدا على كل ما فعله في سبيل تقوية وجود الدولة في تلك المناطق التي تعد ساقطة أمنيا.
– نجاحه وبالتعاون مع الجمهورية الاسلامية في ايران والمخلصين في تشكيل التحالف الوطني وجمع كلمة الشيعة حيث عقد اول اجتماع في بيته بحضور جناحيه دولة القانون والائتلاف الوطني وذلك لأجل الحفاظ على الإنجازات التي تحققت للشيعة وتحسين اداء الحكومة ومعالجة الإخفاقات.
– تصديه لنصرة الشعب البحريني وعقده على نفقته الخاصة مؤتمرا لنصرة شعب البحرين جمع فيه شتات المعارضة البحرينية وإطلاقه لقافلة المختار للمساعدات الانسانية وكذلك إعلانه من تحت قبة البرلمان العراقي تخصيص مبلغ رمزي خمسة ملايين دولار لنصرة شعب البحرين عام 2011 وتحويله العراق الى لاعب مؤثر في محيطه.
– رعايته الحوثيين وهذه المرة الاولى كذلك التي أبوح بها بهذا السر واستضافته في مقر إقامته لوفد من الحوثيين عام 2012. -إطلاقه لمشروع حلف الإقليم الرابع وهو مشروع استراتيجي عظيم يهدف الى اعادة تأهيل العراق اقليميا ودوليا وحمايته. اخيراً وليس آخرا تصديه لملاحقة الفاسدين والفساد من خلال موقعه كرئيس للجنة المالية وإعداده تقريرا مفصلا وخطيرا عن أموال العراق المسروقة وأسماء الجهات التي تقف خلف الفساد والسرقات على أمل عرضه على مجلس النواب والنزاهة لكن الموت عاجله فقد مات كمدا ورحل عن هذه الدنيا الفانية نظيف اليد لم يتنجس بالفساد ولم تغره المناصب ولم تؤثر في سلوكه او طبعه. وقد خسر العراق والشيعة برحيله خسارة كبيرة لا تعوض . فرحمه الله يوم ولد ويوم قارع النظام الديكتاتوري وحرر العراق ويوم أنجز كل هذه المهمات ويوم يبعث حيّا.