23 ديسمبر، 2024 1:34 ص

الجعيدة..الحقيقة التي نتعاما عنها..!

الجعيدة..الحقيقة التي نتعاما عنها..!

يحكى أن هناك عصابة كانت تسرق وتنهب في أموال الناس وحلالهم، وكان هناك “موجه” يقود هذه العصابات بالخفاء، التي فتكت بالناس وسرقة حلالهم وأموالهم، وكان هذا الموجه يقود عمليات السرقة والنهب من بعيد، والأدوات هي من تسرق وتنهب، لذلك سمي هذا الموجه الخفي بـ”الجعيدة”..

مفوضية النزاهة أعلنت في وقت سابق، عن ملفات سرقة واختلاس وسطو على المال العام، ورفض كشف الذمم المالية للمسؤوليين وهدر للمال العام بمليارات الدولارات.. ومع كل الادعاء باسترداد قسم من هذه الأموال، إلا أن أحد نواب اللجنة القانونية في البرلمان، أعلن في أحدى الفضائيات أن ما تم استرداده لا يساوي واحد بالألف مما تمت سرقته وتهريبه إلى الخارج، ومع كل هذا الحديث عن هذه الملفات الخطيرة والكبيرة، ولكننا لم نسمع او نرى حتى الآن القبض على رأس من رؤوس الفساد الكبيرة، وإيداعه السجن حتى يشكل حالة ردع للآخرين.. ولا حتى محاولة حقيقية لاسترجاع الأموال الكبيرة المهربة إلى الخارج، وهذا يجعل بقاء الفساد كما هو أمرا عاديا، بسبب عدم مواجهته بقوة من خلال القانون أو سواه من الإجراءات الفعالة.

الكتل السياسية من جهتها تسعى وبكل قوة للبقاء في السلطة، والسيطرة على مقدرات الشعب العراقي، والعمل على أن تبقى الامتيازات بيديها، وتحاول بإصرار على ضرب مصالح الشعب العراقي.. فالحديث عن فساد الأحزاب المسيطرة في العراق يثير الحزن والشجون، وكان لهذه الطبقة السياسية فرصة تاريخية ليجعلوا العراق من البلدان المتقدمة، بفعل الموازنات الضخمة التي تلاعبت بها هذه الطبقة وملئت بها البنوك والمصارف الأهلية والإقليمية والدولية.. فماذا حصل؟

النتيجة سوء في الإدارة وفتح للباب على مصراعيه للفساد، فأتاح ذلك لهذه الطبقة باللعب بمصير الشعب العراقي ونهب خيراته، فتبخرت كل الأحلام وتحولت لأوهام، لينخر الفساد في جسد مؤسسات الدولة، حتى أصبح العراق في صدارة الدول الفاسدة عالميا.

كل ذلك جعل الأحزاب السلطوية تفقد الكثير من بريقها، بسبب عدم قدرتها على حلّ المشكلات والأزمات وتهديدها المستمر لاستقرار الدولة، ما جعل معظم العراقيين يعيشون حالة اليأس من هذه الأحزاب الفاشلة والتي عمل بعظها على الاستفادة من الحراك الشعبي، من خلال الصعود على أكتاف هذا الحراك، لذلك هي الآن تعمل على ترقيع صورتها أمام العراقيين، فنجد أن كثيرا من هذه الحركات الشعبية مدعومة أو موجهة من بعض أحزاب السلطة المتنفذة، والتي استطاعت أن تكون “جعيدة” لأي حكومة أو وزير او مسؤول فاسد.. وإن لم نتخذ مرقفا من هذه الجهات التي تتلاعب بمصيرنا من خلف الستار، فنحن كمن يريد حجب الشمس بغربال.