لو قدر لنا أن نحدد الوزير العراقي الاکثر إثارة للسخرية و التهکم على مر التأريخ العراقي المعاصر، لما کان هناك غير أبراهيم الجعفري، الذي طالما أطلق التصريحات و المواقف المثيرة للإستهزاء، خصوصا سقطاته و أخطائه التي صارت مادة للضحك و التندر في المواقع الاجتماعية بالاضافة الى المقالات المختلفة التي إستخفت به و باسلوب إدارته لوزارة الخارجية.
العراق ولاسيما خلال الاعوام الاخيرة، يواجه في مختلف مفاصله و مٶسساته فسادا مستشريا يٶثر سلبا عليه، لکن الذي يلفت النظر إن لوزارة الخارجية حصة الاسد من الفساد الذي تفشى فيها ومنذ أن تولى الجعفري منصب الوزير فيها، حيث جعلها من ضمن أملاکه و ضيعاته الخاصة، فالکثير من أقربائه و المحسوبين عليه يشغلون مختلف مرافق هذه الوزارة، هذا إذا ترکنا جانبا ثرواته و قصوره في عاصمة الضباب جانبا، ولئن کانت هناك نية لإستدعائه الى البرلمان العراقي و مسائلته، لکن يبدو أن حماته في طهران قد حالوا دون ذلك ولم يسمحوا به لأن رفع رأس طنجرة فساد الجعفري سوف تکشف أيضا أن أصل رائحة الفساد المزکمة للأنوف من طهران نفسها!
من مفارقات الدهر، أن يتم إنتخاب العراق وهو في ذروة خضوعه و إنقياده لهيمنة و نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کعضو في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة، حيث إن ذلك من شأنه أن يلحق ضررا کبيرا “بقضية حقوق الإنسان في العالم لأن العراق اليوم يعد عمليا تحت سيطرة الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران وفقا لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، ويتأثر القضاء من المجموعات الميليشياوية ويتم تنفيذ الإعدام التعسفي على أساس يومي. كما وعلى الساحة الدولية، العراق يدعم باستمرار جرائم النظام الإيراني.”، کما جاء في بيان خاص للجمعية الأوروبية لحرية العراق (EIFA، حيث أدانت هذا الانتخاب خصوصا وإنه إقترن بتصريح مثير للسخرية و الاستهزاء من جانب الجعفري و الذي أکد فيه تبعية العراق لطهران عندما قال:” إن الحكومة والشعب الإيراني هما ضحية للإرهاب، خاصة من مجاهدي خلق…. لا يزال العراق يعارض التحركات السياسية المناهضة لإيران في مجال حقوق الإنسان.”، ذلك إن العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام الخاضعين للرياح الصفراء و السوداء للتطرف و الارهاب القادم من طهران، يريد منا هذا”الجعفري”الذي لن نفاجأ أحدا عندما نصفه بالمخرف، أن نتهم منظمة تکافح من أجل الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني بالارهاب و نبرئ ساحة نظام صار معروفا للعالم کله بأنه الراع الاکبر للإرهاب في العالم، ويبدو إن الجعفري غير مسموح له أن يتابع الاخبار التي تمس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إطلاقا، وانما يسمح له فقط بالاشادة و التمجيد بها، ولاننسى هنا کيف إنه قد دافع قبل أشهر عن”الارهابي الاشهر في العالم”، أي قاسم سليماني، عندما قال إنه مستشار للحکومة العراقية، لکن أي مستشار؟ مستشار يدير الحکومة کلها بمن فيها هذا الجعفري!!!