اشتكى السيد ابراهيم الجعفري رئيس كتلة التحالف الوطني في مجلس النواب من اداء الاعلام العراقي في تناوله للعملية السياسية في البلاد ، وقال في لقاء متلفز بث من قناة البغدادية ، ان الاعلام ركز ويركز على الجوانب السلبية في مجريات العملية السياسية ، واضاف ان هذا الاعلام يتجاهل “الانجازات الكبيرة “التي تحققت .
بعض الحقيقة قالها السيد الجعفري وهي ان بعض وسائل الاعلام ، صحف وفضائيات تحديدا ، تتعامل مع الواقع العراقي الجديد من منظور التضخيم والتصعيد وصب الزيت على النار في أوقات الازمات ، بما في ذلك التحريض الطائفي . هذا النوع من الاعلام مشخص ولا أعتقد انه المعني بكلام الجعفري .
لانزيد شيئا على حقيقة ان مهمة الاعلام الرئيسية في ظرف كالظرف العراقي تحديدا هي القاء الضوء على المناطق المعتمة والكشف عن الذي لاتراه عين المسؤول لمساعدته ومجانا لمعالجة مواقع الخلل وهي رؤية اعتقد ان الجعفري يتفق فيها معنا ، وبتوصيف آخر ان الاعلام الحقيقي يعمل كجهاز مخابرات دون تكلفة للدولة والحكومة معا للوصول الى العقد والمطبات في مسيرة شائكة ومعقدة كمسيرة العملية السياسية في البلاد بكل تنوعاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ورغم ذلك يلاحق الاعلاميون ويغتالون دون الكشف عن الجناة !!
كنت اتمنى على السيد الجعفري أن يدلنا على ” الانجازات الضخمة والكبيرة ” حسب توصيفه التي تلمّسها المواطن كي نسعى ونعمل على تقديمها للمواطنين الذي يكّتوون في كل لحظة من حياتهم بنار الأزمات وسخونتها . ماهي الأنجازات الكبيرة ؟ ان كانت على مستوى صناديق الاقتراع فان أحدا من سياسيينا لافضل له فيها بل انهم خربوا حلاوتها باعمال التزوير وشراء الاصوات ماديا وطائفيا وقوميا وعشائريا .. وان كانت على مستوى التعددية السياسية والحزبية والاعلامية فقد كانت نتاجا مباشرا للتغيير ولم يقدمه أحدا بقانون ، مثل قانون الاحزاب الذي تقف الطبقة السياسية المتنفذة حائلا دون عرضه ومناقشته واقراره .. وان كانت على مستوى رواتب الموظفين ، باستثناء طبقة النواب والوزراء والخ ” فقد التهمها التضخم وارتفاع الاسعار وايجارات البيوت !!ماهي الانجازات الكبيرة التي تحدث عنها بكل ثقة وكان مستاءا من ان الاعلام لايتناولها ؟ هل هي في ربع سكان العراق دون مستوى خط الفقر عالميا ؟ هل هي في حصولنا على الميدالية الذهبية في ارتفاع مستويات الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة ؟ هل هي في ال 14 انفجارا داميا في العاصمة بغداد لوحدها في يوم واحد فقط دون ان يرمش لمسؤول جفن؟ هل هي في نزول الميليشيات الى الشوارع في اي لحظة وفي أي أزمة؟ هل هي في اعتبار بغداد اسوأ عاصمة في العالم للعيش البشري ؟ هل هي في الأزمات التي لاأحد يحلّها أو لايريد ان يجد لها حلولا مثل الكهرباء والمدارس التي تهاوت على رؤوس ابنائنا ومرت الحوادث مرور الكرام أم في المدارس الطينية ؟هل هي في اعداد الارامل والايتام المليونية المرعبة ؟
عن ماذا نتحدث سيادة النائب وعن ماذا ؟
لغة “الانجازات الضخمة والكبيرة “يجب أن يلمسها المواطن في تفاصيل حياته اليومية وليس من على شاشات الفضائيات واتهام الاعلام بانه مقصر في القاء الضوء عليها !!
شيئ واحد فقط يمكننا من خلاله الحديث عن “الانجازات الضخمة “وهي مشاركتنا في جوقة التطبيل للحكومة وتبييض صفحتها السوداء وهذا ما لن يفعله الاعلامي الوطني الذي يحترم مهنته وتقاليدها واهدافها السامية !
[email protected]